ذكره بالماضي عسى يبني على ... أضوائه مجدا أعز جناب
ذكره بالتاريخ واذكر أنه ... شعب الحضارة مشرق الأحساب
صنع الحضارة والعوالم نوم ... والدهر طفل في مهود تراب
ومشى على قمم الدهور إلى العلا ... وبني الصروح على ربى الأحقاب
وهدى السبيل إلى الحضارة والدنى ... في التيه لم تحلم بلمح شهاب
فمتى يفيق على الشروق ويومه ... يبدو ويخفي كالشعاع الخابي
***
يا شعب مزق كل طاغ وانتزع ... عن ساقيك مهابة الأرباب
واحذر رجالا كالوحوش كسوتهم ... خلعا من " الأجواخ " والألقاب
خنقوا البلاد وجورهم وعتوهم ... كل الصواب وفصل كل خطاب
لم يحسبوا للشعب لكن عنده ... للعابثين به أشد حساب
صمت الشعوب على الطغاة وعنفهم ... صمت الصواعق في بطون سحاب
فاحذر رجالا كالوحوش همومهم ... سلب الحمى والفخر بالأسلاب
شهدوا تقدمك السريع فأسرعوا ... يتراجعون به على الأعقاب
لم يحسنوا صدقا ولا كذبا سوى ... حيل الغبي وخدعة المتغابي
***
قل للإمام : وإن تحفز سيفه ... أعوانك الأخيار شر ذئاب
يومون عندك بالسجود وعندنا ... يومون بالأظفار والأنياب
هم في كراسيهم قياصرة وهم ... عند الأمير عجائز المحراب
يتملقون ويبلغون إلى العلا ... بخداعهم وبأخبث الأسباب
من كل معسول النفاق كأنه ... حسنا تتاجر في الهوى وترابي
وغدا سيحترقون في وهج السنى ... وكأنهم كانوا خداع سراب
وتفيق "صنعاء " الجديد على الهدى ... والوحدة الكبرى على الأبواب
حديث نهدين
كيف أنساه هل تناسيه يجدي ؟ ... وهو والذكريات والشوق عندي
وهو أدنى من الأماني إلى القلب ؛ ... وبيني وبينه ... ألف بعد
واشتهاء العناق يحلم في جيدي ... بانفاسه فيمرح عقدي
عندما يهبط الظلام أراه : ... ماثلا في تصوراتي وسهدي
آه إني أخال زنديه في قدي ... تشدنني فيختال ... قدي فكأني أضمه في فراشي ... وهو يجني فمي ويقطف خدي
صفحة ٦١