ديوان عبدالله البردوني

Cabd Allah Baraduni ت. 1420 هجري
156

ديوان عبدالله البردوني

تصانيف

***

من ذا هنا ؟ غير الأسامي الصفر تصرخ في جفوت

غير انهيار الآدمية وارتفاع (البنكوت)

وحدي ألوك صدى الرياح وأرتدي عري الحبوت

صنعاء والموت والميلاد

ولدت صنعاء بسبتمبر

كي تلقى الموت بنوفمبر

لكن كي تولد ثانية

في مايو ... أو في أكتوبر

في أول كانون الثاني ... أو في الثاني من ديسمبر

ما دامت هجعتها حبلى ... فولادتها لن تنأخر

رغم الغثيان تحن إلى : ... أوجاع الطلق ولا تضجر

***

ينبي عن مولدها الآتي ... شفق دام فجر أشقر

ميعاد كالثلج الغافي ... وطيوف كالمطر الأحمر

أشلاء تخفق كالذكرى ... وتنام لتحلم بالمحشر

ورماد نهار صيفي ... ودخان كالحلم الأسمر

ونداء خلف نداءات ... لا تنسى (عبلة) يا (عنتر)

أسماء لا أخطار لها ... تنبي عن أسماء أخطر

***

هل تدري صنعاء الصرعى ... كيف انطفأت ؟ ومتى تنشر؟

كالمشمش ماتت واقفة ... لتعد الميلاد الأخضر

تندى وتجف لكي تندى ... وترف ترف لكي تصفر

وتموت بيوم مشهور ... كي تولد في يوم أشهر

ترمي أوراقا ميتة ... وتلوح بالورق الأنضر

وتظل تموت لكي تحيا ... وتموت لكي تحيا أكثر

من منفى الى منفى

بلادي من يدي طاغ ... إلى أطغى إلى أجفى

ومن سجن إلى سجن ... ومن منفى إلى منفى

ومن مستعمر باد ... إلى مستعمر أخفى

ومن وحش إلى وحشين ... وهي الناقة العجفا

بلادي في كهوف الموت ... لا تفى ولا تشفى

تنقر في القبور الحرس ... عن ميلادها الأصفى

وعن وعد ربيعي ... وراء عيونها أغفى

عن الحلم الذي يأتي ... عن الطيف الذي استخفى

فتمضي من دجى ضاف ... إلى أدجى ... إلى أضفى

بلادي في ديار الغير ... أو في دارها لهفى

وحتى في أراضيها ... تقاسي غربة المنفى

إلا أنا وبلادي

تسلياتي كموجعاتي ، وزادي ... مثل جوعي ، وهجعتي كسهادي

وكؤوسي مريرة مثل صحوي ... واجتماعي بإخوتي كانفرادي

والصداقات كالعداوت تؤذي ... فسواء من تصطفي أو تعادي إن داري كغربتي في المنافي ... احتراقي كذكريات رمادي

صفحة ١٥٧