وأرسى على كتفي شاهق ... كأرجوحة ، من ذهول الفكر
يلملم من جمرتي مقلتيه ... حبالا ، يخيط شراع السفر
ويجبل آثار أقدامه ... أباريق حب ، ونجوى سهر
واغضى ، فمنادى الرواح الرعاة ، ... فعادوا اثنى ، وتوالو ا زمر
وناشت خطاهم هدوء التراب ... ورعش الكلا ، وسكون الحجر
ونقر خطو القطيع الحصى ... كما ينقر السقف وقع المطر
وشد الرعاة ، إلى الراعيات ... شباب المنى ، وملاهي الصغر
وكانت (غزال) غناء الرعاة ... وصيف الربى ، وشذا المنحدر
مآرزها ، من رنو الحقول ... إليها ، ومن قبلات النهر
وقامتها ، من عمود الصباح ... ذوائبها ، من خيوط السحر
***
وكانت تماشي (مثنى صلاح) ... وتقرأ في وجه (تقوى) الأثر
ولما دنا الحي ضجت (سعاد) ... أضاع (حسين) الخروف الأغر
فمن من رآه ؟ تعالوا نعد ... مواشينا ، قبل تيه النظر
ولما أتموا ، حكت (وردة) ... و(فرحان) عن كل واد خبر
فأخبر : أين ذوى مرتع ؟ ... وأين زكا مرتع وازدهر؟
وفي أي شعب ، تمد الذئاب ... حلاقمها ، من وراء الحذر
***
ومروا كحقل ، تلم الرياح ... وريقاته ، وتميل الثمر
كقيثار هاو ، دؤوب ، يلح ... على وتر ، ويدمي وتر
وأدمى الوداع ، نداء العيون ... ولون ظل الغروب الخفر
***
وحيا فم القرية العائدين ... ونادى ممر ، ولبى ممر
وأخفى (عليا) مضيق طويل ... ووراى (ثقى) شارع مختصر
ودارت ثوان ، فران السكون ... ينوع ، بالذكريات السمر
ففي مسمر ، ذكريات (مريم) ... أباها ، وناحت كيوم انتحر
وفيمسمر بث ( سعد) أباه ... شجون الزواج ، وأغضى البصر
وثرثر في كل بيت حديث ... وأحزن كل حديث وسر
(فأم ثريا) تفوق الرجال ... وتوجى أمر ... وأحلى الذكر
فكيف تجلت مساء الزفاف ... وفي الصبح ، مات أبوها الأبر
(وأم علي) تربي الدجاج ... تكدح خلف ارتعاش الكبر
ترقع أسمال أطفالها ... وتحسو عروق يديها ... الإبر (وحسان) خان غرور البنات ... به ، وانتقى : أم إحدى عشر
صفحة ١٣٣