خلفتني وحدي ، وخلفني أبي ... وشقيقتي ، للمأتم المتزايد
وفقدت أمي : آه يا أم افتحي ... عينيك ، والتفتي إلي وشاهدي!
وقبرت أهلي ، فالمقابر وحدها ... أهلي ، ووالدتي الحنون ووالدي
وذهلت أنت أو ارتميت ضحية ... وبقيت وحدي ، للفراغ البارد
***
أتعود لي ؟ فيعب ليلي ظله ... ويصيح في الآفاق . أين فراقدي؟
اليوم الجنين
على الدرب والمرتع ... يجود ، ولا يدعي
يوشي غناء الحقول ... وأنشودة المصنع
ويعطي حياة .. بلا ... نيوب ولا مصرع
يشد أبض الخصور ... إلى أعطش الأذرع
ويسخو سخاء المصيف ... على الطير والضفدع
على السفح والمنحنى ... على السهل والأرفع
أتشتم أنفاسه ... طيوف الربى الهجع
هناك رؤى مهده ... نبيذيه المنبع
حمام من الأغنيات ... على جدول ممرغ
مرايا هوائية ... سرابية المخدع
وغيب وراء القناع ... ووعد بلا برقع
هناك انتظار يحس ... خطاه وحلم يعي
ودفء صريع يحن ... إلى لمسه المبدع
وواد يصيخ إلى ... تباشيره اللمع
فأحلم أن الجنين ... وليد بلا مرضع
فألوي زنود الحنان ... على خصره الطيع
ويحبو على ساعدي ... فأرضعه أدمعي
وينأى ، فترنوا الكوى ... يفتشن عنه معي
ويرتد ، حلم مضى ... ويمضي ، بلا مرجع
وتحتشد الأمسيات ... على العامر البلقع
فأرجوه أن يشرئب ... إلى شرفة المطلع
أمد له سلما ... إلى النور من أضلعي
وأشدو لميلاده ... ويصغي بلا مسمع
فأبكيه في مقطع ... وألقاه في مقطع
أسمار القرية
من صدى البيد ، والشعاب الحواشد ... بالمهاوي والضاربات السواهد
من مدى الموت حين تحمر فيها ... شهوة الدود والقبور الزوارد
من لياليه حين مس( عليا) ... ليلة العرس أنه شر وافد
أو أتى مرشدا فأومى إليه ... صاحباه أن الضحية راشد
من صخور جلودهن حراب ... وكهوف عيونهن مواقد
حيث للريح والتلال عروق ... من أفاع من سواعد وعلى المنحنى تمد ((صياد)) ... للأذلاء حائطا من أساود
صفحة ١١٥