يمر بالوحش صرعى في مكامنها
فما تبين له شدا ؛ فتنخذل
يرى الإشارة في وحى ؛ فيفهمها
ويسمع الزجر من بعد ؛ فيمتثل
لا يملك النظرة العجلاء صاحبها
حتى تمر بعطفيه فتحتبل
إن مر بالقوم حلوا عقد حبوتهم
واستشرفت نحوه الألباب والمقل
تقوده بنت خمس ؛ فهو يتبعها
ويستشيط إذا ها هي به الرجل
أمضي به الهول مقداما ، ويصحبني
ماضي الغرار إذا ما استفحل الوهل
يمر بالهام مر البرق في عجل
وقت الضراب ، ولم يعلق به بلل
ترى الرجال وقوفا بعد فتكته
بهم ، يظنون أحياء وقد قتلوا
كأنه شعلة في الكف قائمة
تهفو بها الريح أحيانا ، وتعتدل
لولا الدماء التي يسقى بها نهلا
لكاد من شدة اللألاء يشتعل
صفحة ٣٦