أولئك قومي ، أي قوم وعدة
فلا ربعهم محل ، ولا ماؤهم ضحل
يفيضون بالمعروف فيضا ، فليس في
عطائهم وعد ، ولا بعده مطل
فزرهم تجد معروفهم داني الجنى
عليك ، وباب الخير ليس له قفل
ترى كل مشبوب الحمية ، لم يسر
إلى فئة إلا وطائره يعلو
بعيد الهوى ، لا يغلب الظن رأيه
ولا يتهادى بين تسراعه المهل
تصيح القنا مما يدق صدورها
طعانا ، ويشكو فعل ساعده النصل
إذا صال روى السيف حر غليله
وإن قال أورى زنده المنطق الفصل
له بين مجرى القول آيات حكمة
يدور على آدابها الجد والهزل
تلوح عليه من أبيه وجده
مخايل ساوى بينها الفرع والأصل
فأشيبنا في ملتقى الخيل أمرد
وأمردنا في كل معضلة كهل
صفحة ١٢