108

سل الأورق الغريد في عذباته

أناح على أشجانه ، أم ترنما ؟

ترجح في مهد من الأيك ، لا يني

يميل عليه مائلا ومقوا

ينوح على فقد الهديل ، ولم يكن

رآه ، فيا لله ! كيف تهكما ؟

وشتان من يبكي على غير عرفة

جزافا ، ومن يبكي لعهد تجرما

لعمري لقد غال الردى من أحبه

وكان بودي أن أموت ويسلما

وأي حياة بعد أم فقدتها

كما يفقد المرء الزلال على الظما

تولت ، فولى الصبر عني ، وعادني

غرام عليها ، شف جسمي ، وأسقما

ولم يبق إلا ذكرة تبعث الأسى

وطيف يوافيني إذا الطرف هوما

وكانت لعيني قرة ، ولمهجتي

سرورا ، فخاب الطرف والقلب منهما

فلولا اعتقادي بالقضاء وحكمه

لقطعت نفسي لهفة وتندما

صفحة ١٠٨