ولم يفتنهم ماء نمير
من الدنيا ولا مرعى خصيب
ولم تغمض لهم ليلا جفون
ولا ألفت مضاجعها جنوب
يشوقك منهم كل ابن هيجا
على اللأواء محبوب مهيب
له من نقعها طرف كحيل
ومن دم أسدها كف خضيب
وتنهال الكتائب حين يهوى
إليها مثل ما انهال الكثيب
على طرق القنا للموت منه
إلى مهج العدا أبدا دبيب
يقصد في العدا سمر العوالي
فيرجع وهو مسلوب سلوب
ذوابل كالعقود لها اطراد
فليس يشوقها إلا التريب
يخر لرمحه الرومي أني
تيقن أنه العود الصليب
ويخضب سيفه بدم النواصي
مخافة أن يقال به مشيب
صفحة ١٩