ديوان ابن الفارض

ابن الفارض ت. 632 هجري
57

ديوان ابن الفارض

تصانيف

الشعر

بها قيس لبنى هام بل كل عاشق

كمجنون ليلى أو كثير عزة

241

فكل صبا منهم إلى وصف لبسها ،

بصورة حسن ، لاح في حسن صورة

242

وما ذاك إلا أن بدت بمظاهر ،

فظنوا سواها وهي فيها تجلت

243

بدت باحتجاب ، واختفت بمظاهر

على صبغ التلوين في كل برزة

244

ففي النشأة الأولى تراءت لآدم

بمظهر حوا قبل حكم الأمومة

245

فهام بها ، كيما يكون به أبا ،

ويظهر بالزوجين حكم البنوة

246

وكان ابتدا حب المظاهر بعضها

لبعض ، ولا ضد يصد ببغضة

247

وما برحت تبدو وتخفى لعلة

على حسب الأوقات في كل حقبة

248

وتظهر للعشاق في كل مظهر ،

من اللبس ، في أشكال حسن بديعة

249

ففي مرة لبنى وأخرى بثينة

وآونة تدعى بعزة عزت

250

ولسن سواها لا ولا كن غيرها

وما إن لها ، في حسنها ، من شريكة

251

صفحة ٥٧