البحر : بسيط تام 1
خاض الدجى - ورواق الليل مسدول
برق كما اهتز ماضي الحد مصقول
2
أشيمه وضجيعي صارم خذم
ومحملي برشاش الدمع مبلول
3
فحن صاحب رحلي إذ تأمله
حتى حننت ، ونضوي عنه مشغول
4
يخدي بأروع لا يغفي ، وناظره
بإثمد الليل في البيداء مكحول
5
ولا يمر الكرى صفحا بمقلته
فدونه قاتم الأرجاء مجهول
6
إذا قضى عقب الإسراء ليلته
أناخه ، وهو بالإعياء معقول
7
واعتاده من سليمى ، وهي نائية
ذكر يؤرقه ، والقلب متبول
8
ريا المعاصم ، ظمأى الخصر ، لا قصر
يزوي عليها ، ولا يزري بها طول
9
فالوجه أبلج ، واللبات واضحة
وفرعها وارد ، والمتن مجدول
10
كأنما ريقها ، والفجر مبتسم
فيما أظن ، بصفو الراح معلول
11
صفحة ١
صدت ووقرني شيبي فما أربي
صهباء صرف ولا غيداء عطبول
12
وحال دون نسيبي بالدمى مدح
تحبيرها برضى الرحمن موصول
13
أزيرها قرشيا في أسرته
نور ، ومن راحتيه الخير مأمول
14
تحكي شمائله في طيبها زهرا
يفوح ، والروض مرهوم ومشمول
15
هو الذي نعش الله العباد به
ضخم الدسيعة ، متبوع ومسؤول
16
فكل شيء نهاهم عنه مجتنب
وأمره ، وهو أمر الله ، مفعول
17
من دوحة بسقت ، لا الفرع مؤتشب
منها ، ولا عرقها في الحي مدخول
18
أتى بملة إبراهيم والده
قرم على كرم الأخلاق مجبول
19
والناس في أجة ضل الحليم بها
وكلهم في إسار الغي مكبول
20
كأنهم وعوادي الكفر تسلمهم
إلى الردى ، نعم في النهب مشلول
21
صفحة ٢
يا خاتم الرسل إن لم تخشى بادرتي
على أعاديك غالتني إذن غول
22
والنصر باليد مني واللسان معا
ومن لوى عنك جيدا فهو مخذول
23
وساعدي ، وهو لا يلوي به خور
على القنا في اتباع الحق مفتول
24
فمر وقل أتبع ما أنت تنهجه
فالأمر ممتثل والقول مقبول
25
وكل صحبك أهوى فالهدى معهم
وغرب من أبغض الأخيار مفلول
26
وأقتدي بضجيعيك اقتداء أبي
كلاهما دم من عاداه مطلول
27
ومن كعثمان جودا ، والسماح له
عبء على كاهل العلياء محمول
28
وأين مثل علي في بسالته
بمأزق من يرده فهو مقتول
29
إني لأعذل من لم يصفهم مقة
والناس صنفان : معذور ومعذول
30
صفحة ٣
فمن أحبهم نال النجاة بهم
ومن أبى حبهم فالسيف مسلول
البحر : متقارب تام 1
خليلي مس المطايا لغب
وألوى بأشباحهن الدأب
2
وقد نصلت من حواشي الدجى
تمايل أعناقها من نصب
3
وألوية الصبح مذ فصمت
عرا الليل ، منتشرات العذب
4
كأن تألقه جذوة
تناجي الصبا بلسان اللهب
5
فلا يسلمن لها غارب
ولا منسم بالنجيع اختضب
6
ولا تنيا في ابتغاء العلا
فكم راحة تجتنى من تعب
7
ولا تتركاني لقى للهموم
بحيث يرى الرأس تلو الذنب
8
فإن على الله نيل الذي
سعينا له وعلينا الطلب
9
وإني إذا أنكرتني البلاد
وشيب رضى أهلها بالغضب
10
لكالضيغم الورد كاد الهوان
يدب إلى غابه فاغترب
11
صفحة ٤
فشيدت مجدا رسا أصله
أمت إليه بأم وأب
12
ولم أنظم الشعر عجبا به
ولم أمتدح أحدا عن أرب
13
ولا هزني طمع للقريض
ولكنه ترجمان الأدب
14
وللفخر أعنى به لا الغنى
فعن كسر بيتي جيب العرب
15
وقد علم الله والناسبو
ن أن لنا صفو هذا النسب
16
وإني وإن نال مني الزمان
ونحن كذلك سؤر النوب -
17
لأرفع عن شمم واضح
لثامي وأرفع وهي الحسب
18
ولا أستكين لذي ثروة
إذا شاء صاغ أبا من ذهب
19
فحسبي وعرضي نقي الأديم
من المال نهد القصيرى أقب
20
صفحة ٥
وأبيض إن لاح خلت العجا
ج ليلا بذيل الصباح انتقب
البحر : طويل 1
بعيشكما يا صاحبي دعانيا
عشية شام الحي برقا يمانيا
2
وإن كنتما لا تسعدان على البكا
فلا تعذلا صبا يحيي المغانيا
3
وما خلت أن البرق يكلف بالنوى
ولم أتهم إلا القلاص النواجيا
4
ونحن رذايا الحب لم نلق حادثا
من الخطب إلا كان بالبين قاضيا
5
وصار الهوى فينا على رأي واحد
إذا ما أمنا عذله عاد واشيا
6
فما يبتغي فينا الهوادة كاشح
ولا نعرف الإخوان إلا تماريا
7
كأن بنا من روعة البين حيرة
نحاذر عينا أو نصانع لاحيا
8
ترد على أعقابهن دموعنا
وقد وجدت - لولا الوشاة - مجاريا
9
لك الله من قلب عزيز مرامه
إذا رعته استشرى على الضيم آبيا
10
دعاه الهوى حتى استلين قياده
وأي مجيب لو حمدناه داعيا
11
صفحة ٦
ونشوانة الألحاظ يمرحن بالصبا
مراضا ، فإن ولى خلقن التصابيا
12
أباحت حمى كانت منيعا شعابه
فما لسواها فضلة في فؤاديا
13
وركب كخيطان الأراك هديتهم
وقد شغل التهويم منهم مآقيا
14
إذا اضطربوا فوق الرحال حسبتهم
وقد لفظ الفجر الظلام - أفاعيا
15
وإن عرسوا خروا سجودا على الثرى
عواطف من أيد تطول العواليا
16
حدوت بهم أخرى المطي ولم أكن
لصحبي - لولا حب ظمياء - حاديا
17
ولكن ذكراها إذا الليل نشرت
غدائره ، تملي علي الأغانيا
18
وإن دوين القاع من أرض بيشة
ظباء يخاتلن الأسود الضواريا
19
إذا سخطت أزر عليهن تلتوي
وجدنا إزار العامرية راضيا
20
وما مغزل فاءت إلى خوط بانة
نأت بمجانيها عن الخشف عاطيا
21
صفحة ٧
تمد إليها الجيد كيما تناله
ويا نعم ملفى العيش لو كان دانيا
22
فناشت بغصن كالذؤابة أصبحت
تقلب بالروقين فيها مداريا
23
برابية والروض يصحو وينتشي
يظل عليها عاطل الترب حاليا
24
فمالت إلى ظل الكناس وصادفت
طلا تتهاداه الذئاب عواديا
25
فولت حذارا تستغيث من الردى
بأظلافها ، والليل يلقي المراسيا
26
فلما استنار الفجر ينفض ظله
كما نثرت أيدي العذارى لآليا
27
وفاه نسيم الريح وهي عليلة
بنشر الخزامى ترضع الغيث غاديا
28
قضت نفسا يطغى إذا رد غربه
إلى صدره الحران رام التراقيا
29
بأبرح مني لوعة يوم ودعت
أميمية حزوى واحتللنا المطاليا
30
أتت بلدا ينسى به الذئب غدره
وإن ضل لم يتبع سوى النجم هاديا
31
صفحة ٨
فيا جبل الريان أين موارد
تركت لها ماء الأنيعم صاديا
32
وقد نبذت عيني إلى الناس نظرة
كما يتقي الظبي المروع واميا
33
كلا ناظريه نحوه متشاوس
يعاتب لحظا رده الرعب وانيا
34
فلم ترض إلا من يحلك منهم
أظن أديم الأرض بعدك عاريا
35
تغيرت الأحياء إلا عصابة
سقاها الحيا قوما وحييت واديا
36
ذكرت لهم تلك العهود لأنني
نسيت بهم ريب الزمان لياليا
37
وعيشا نضا عن منكبي رداءه
فراق يعاطي الحادثات زماميا
38
تذكرته والليل رطب ذيوله
فما افتر إلا عن بناني داميا
39
وقد أستقيل الدهر من رجعة الغنى
إذا لم يعد تلك السنين الخواليا
40
صفحة ٩
وأذعر بالعز الإمامي صرفه
مخافة أن يقتاد جاري عانيا
41
بأروع من آل النبي ، إذا انتمى
أفاض على الدنيا علا ومساعيا
42
تساند أدناها النجوم وتنثني
إذا رمن أقصاهن شأوا كوابيا
43
أضاءت مساري عرقه حين فتشت
مناسب قوم فانتعلن الدياجيا
44
إذا افتخرت عليا كنانة والتقت
على غاية في المجد تعيي المساميا
45
دعا الحبر والسجاد فابتدر المدى
وخاض إلى ساقي الحجيج النواصيا
46
وحاز من الوادي البطاحي سره
وحلت قريش بعد ذاك المحانيا
47
من القوم يلفي الراغبون لديهم
مكارم عباسية وأياديا
48
يروح إليهم عازب الحمد وافيا
ويغدو عليهم طالب الرفد عافيا
49
إذا عد تلك الأولية فاخر
أرته مساعي الآخرين مساويا
50
ومحتجب بالعز من خيرهم أبا
زجرت إليه المقربات المذاكيا
51
صفحة ١٠
إلى المقتدي بالله والمقتدى به
طوين بنا - طي الرداء - الفيافيا
52
ولذنا بأطراف القوافي ، وحسبنا
من الفخر أن نهدي إليه القوافيا
53
ولم نتكلف نظمهن لأننا
وجدنا المعالي فاخترعنا المعانيا
54
أيا وارث البرد المعظم ربه
بلغنا المنى حتى اقتسمنا التهانيا
55
هنيئا لذخر الدين مقدم ماجد
سيصبح ذخرا للخلافة باقيا
56
تبلج ميمون النقيبة سابقا
يراقب من عرق النبوة تاليا
57
فكل سرير يشرئب صبابة
إليه ، ويثني العطف نشوان صاحيا
58
وتهتز من شوق إليه منابر
أطالت به أعوادهن التناجيا
59
فلا برحت فيكم تنوء بخاطب
ولا عدمت منكم مدى الدهر راقيا
البحر : وافر تام 1
صفحة ١١
ألا لله ليلتنا بحزوى
يخوض فروعها شمط الصباح
2
لدى غناء أزهر جانباها
يرنحنا بها نزق المراح
3
صفحة ١٢
فلا زالت قرارة كل مزن
أغر يشله زجل الرياح
البحر : طويل 1
نظرت خلال الركب والمزن هطال
إلى الجزع هل تروى بواديه أطلال
2
وأخفيت ما بي من هوى ، ومطينا
يلبس أخراه بأولاه إعجال
3
وقلت لهم : جرتم ، فميلوا إلى اللوى
وما القوم - لولا حب علوة - ضلال
4
فحييت ربعا كاد يضحك رسمه
ونم بما أخفي من الوجد إعوال
5
وقد علموا أني أجرت ركابهم
فقالوا وهم مما يعانون عذال
6
أراك الحمى وادي الأراك فزرته
وضل بنا مما نوافقك الضال
7
وقد نفعتني وقفة في ظلاله
فلم أرعهم سمعي ولا ضر ما قالوا
8
وقل لذاك الربع منا تحية
كما خالطت ماء الغمامة جريال
9
تعثر في أذيالهن خمائل
إذا انسحبت فيه من الريح أذيال
10
لياليه أسحار ، وفيه هواجر
كما خضلت ، والشمس تنعس ، آصال
11
صفحة ١٣
فلم يبق إلا غبر من تذكر
إذا لاح مغنى للبخيلة محلال
12
وقد خلف الدهر الغواني ، فصرفه
كألحاظها في منزل الحي مغتال
13
ولم أدر من أدنى إلى الغدر : صاحبي
أم الدهر أم مهضومة الكشح مكسال
14
من العربيات الحسان كأنها
ظباء تناغيها بوجرة أطفال
15
يباهي بها الليل النهار ، فشبهه
عقود ، ومن عين الغزالة أحجال
16
فلا وصل حتى يذرع العيس مهمها
إذا الجن غنتنا به رقص الآل
17
نزور إماما يعلم الله أنه
مطيق لأعباء المكارم مفضال
18
يضيق على قصاده كل منهج
فقد ملأت أقطاره عنه قفال
19
إليك ابن عم المصطفى ترتمي بنا
ركائب أنضاهن وخد وإرقال
20
لئن لوحتنا الشمس - والبرد منهج -
فقد يبلغ المجد الفتى وهو أسمال
21
صفحة ١٤
ولم يبق مني في مهاواتنا السرى
ومن صاحبي إلا نجاد وسربال
22
أضاءت لنا الأيام في ظل دولة
بعدلك فيها للرعية إهلال
23
وما الأرض إلا الغاب أنتم أسوده
وهل يستباح الغاب يحميه رئبال
24
وإن امرأ وليته الحرب لاقحا
قليل له في معضل الخطب أمثال
25
تتبع أهواء النفوس فصرحت
بجبك أقوال لهن وأفعال
26
وسكن روع النائبات بعزمة
يذل لها في حومة الحرب أبطال
27
فلم يستشر حديه أبيض صارم
ولا هز من عطفيه أسمر عسال
28
وردت صدور الخيل وهي سليمة
كما سلمت في الروع منهن أكفال
29
على حين صاحت بالضغائن فتنة
ومدت هواديها إلى القوم آجال
30
ولو لم توقرها أناتك لا لتقت
بمعترك الهيجاء هام وأوصال
31
صفحة ١٥
فأنت اللباب المحض من آل هاشم
ورب مغال ، في المدحي نبذته
32
عليك التقى بالفخر عمرو وعامر
فلله أعمام نموك وأخوال
33
أغر كناني علت مضر به
وأروع من عليا ربيعة ذيال
34
هم القوم يقرون الرجاء عوارفا
على ساعة فيها السماحة أقوال
35
بمستمطرات من أكف كريمة
تزاحم آجال عليها وآمال
36
إذا أنعموا أغنوا ، وإن قدروا عفوا
وإن ساجلوا طالوا ، وإن حاولوا نالوا
37
وتلك مساعيهم فلو شئت حدثت
بما استودعت منها شهور وأحوال
38
وللشعر منها ما أؤمل فالعلا
- إذا لم أسمها بالقصائد - أغفال
39
ورب مغال ، في مديحي نبذته
ورائي ، فخير من أياديه إقلال
40
وعفت ثراء دونه يد باخل
إذا لم أصن عرضي فلا حبذا المال
41
صفحة ١٦
ولم أرض إلا بالخلائف مطلبا
فما خامل ذكري ، ولا الناس أشكال
42
وأعتقت - إلا من نوالك - عاتقي
على أن أطواق المواهب أغلال
البحر : - 1
صفحة ١٧
أسمراء عهدي بالخطوب قريب
وعودي بأيدي صليب
2
وكل خليل كنت أرقب عطفه
تولى بذم والزمان مريب
3
وقد كنت أصفيه المودة والظبا
على الهام تبدو مرة وتغيب
4
نأى عامر لا قرب الله داره
وآواه ربع بالغمير جديب
5
رأى مستقر السمع من أم رأسه
يصم وأدعى للعلا فأجيب
6
يعيرني أني غريب بأرضه
أجل أنا في هذا الأنام غريب
7
ويظهر لي نصحا وللغل تحته
دواع بكلتا مقلتيه تهيب
8
ويرتاد مني أن أضم على القذى
جفوني ، وهل يرضى الهوان أريب
9
وكفي بهز المشرفي لبيقة
وباعي بتصريف القناة رحيب
10
أفق جد ثديي أمك الثكل وانثنى
شبا السيف عن فوديك وهو خضيب
11
صفحة ١٨
فلا غرو أن يستودع المجد همه
أغر طوال الساعدين نجيب
12
يحاوله مذ شد عقد إزاره
إلى أن مشى في وفرتيه مشيب
13
ومن نكد الأيام أن يبلغ المنى
أخو اللؤم فيها والكريم يخيب
14
سأطلب عز الدهر ما دام ضافيا
علي رداء للشباب قشيب
15
ولي همة تأبى مقامي على الأذى
ضجيع الهوينى ما أقام عسيب
البحر : بسيط تام 1
صفحة ١٩
أهذه خطرات الربرب العين
أم الغصون على أنقاء يبرين
2
رمين إيماء مطوي على وجل
عن ناظر لا يقل الجفن موهون
3
كأنهن مها تهفو بأعينها
لبارق بهوادي الريح مقرون
4
عرضن ، والعيس مرخاة أزمتها
يرتاح منهن معقول لمرسون
5
بموقف لا ترى فيه سوى دنف
دامي الجفون طليح الشوق محزون
6
فلست أدري - وقد أتبعتهن ضحى
طرفي ، وليس على قلبي بمأمون -
7
قدودها أم رماح الحي تحدق بي
وأعين أم سهام القوم تصميني
8
من كل مالئة الحجلين ، ما بخلت
إلا لتمطلني ديني ، وتلويني
9
يا ليت شعري - وليت غير مجدية
والدهر يعدل بي عما يمنيني -
10
هل أوردن ركابي ، وهي صادية
ماء العذيب فيرويها ويرويني
11
صفحة ٢٠