276

ديوان ابن أبي حصينة

محقق

محمد أسعد طلس

الناشر

دار صادر

الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م.

مكان النشر

بيروت

تصانيف

الشعر
أُنظُر لِتَنظُرَ شَيئًا جَلَّ خالِقُهُ ... يَحارُ فيهِ وَفي أَمثالِهِ النَظَرُ
طَوقًا عَلى المَلِكِ المَيمُونِ طائِرُهُ ... كَأَنَّهُ هالَةٌ فِي وَسطِها قَمَرُ
وَحُلَّةً مِن أَدِيمِ الشَمسِ مُشرِقَةً ... لا يَستَطيعُ ثَباتًا فَوقَها البَصَرُ
تَوَقَّدَ التِبرُ حَتّى لَو دَنَوتَ بِهِ ... مِن غَيرِ لَفحٍ رَأَيتَ النارَ تَستَعِرُ
قَد كَفَّها عَن كَثِيرٍ مِن تَوَقُّدِها ... خِرقٌ يُرى الماءُ مِن كَفَّيهِ يَنعَصِرُ
هَذا وَمِن أَنجُمِ الجَوزاءِ مِنطَقَةٌ ... مُرَصَّعٌ حَولَها الياقُوتُ والدُرَرُ
وَصارِمًا ذَكَرًا قَد نابَ حامِلُهُ ... عَنِ الخَليفَةِ هَذا الصارِمُ الذَكَرُ
أَطاعَهُ كُلُّ شَيءٍ طاعَةً حُتِمَت ... حَتّى القَضاءُ وَحَتّى الحَينُ وَالقَدَرُ
مِمّا تَخَيَّرَهُ عادٌ وَخَلَّفَهُ ... لِلسّادَةِ الغُرِّ مِن أَبنائِهِ مُضَرُ
كَأَنَّما حُمِّلَت مِنهُ حَمائِلُهُ ... عَقِيقَةً أَو جَرى في غِمدِهِ نَهَرُ
وَطامِحَ الطَرفِ نَهدًا في سَبائِبِهِ ... طُولٌ يُحَبُّ وَفِي أَرساغِهِ قِصَرُ
كَأَنَّما فَوقَ هادِيهِ وَلَبَّتِهِ ... مِنَ الحُلى جَمَراتٌ ما لَها شَرَرُ
يَمشِي بِأَروعَ لا يَهُفو بِهِ زَلَلٌ ... عَنِ الرَشادِ وَلا يَقتادُهُ الغَرَرُ

1 / 277