مازال يخدعني بأسباب الكرى
حتى حسبت بأنه حقا معي
ولقد عجبت على المسافة بيننا
كيف اهتدى من غير هاد موضعي ؟
أفضى إلى شعث لقوا هاماتهم
لماسقوا خمر الكرى بالأذرع
هجعوا قليلا ثم ذعذع نومهم
غب السرى داعي الصباح المسمع
من بعد أن علق الرقاد جفونهم
هجروا الكرى في أي ساعة مضجع
فتبادروا بطن السفين وأسرعوا
زمرا كجافلة القطا المتروع
من كل سوداء الأديم كأنها
شغواء تنجو في الرياح الأربع
هزت جناحيها على سغب بها
وقد اهتدت بعد الضلال المطمع
لاتشتكي مع طول إدمان السرى
مس اللغوب ولاكلال الظلع
ركبوا عميقا قعره ، متلاطما
أمواجه ذا غارب مستتلع
صفحة ١٩٧