كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

أبو الحواري الأعمى ت. 275 هجري
61

كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

تصانيف

بناؤه من خمسة جبال , فلما فرغا من بناء البيت قالا : { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم } فجاءه جبريل حتى دله على الحجر الأسود فاستخرجه من جبل أبي قبيس , وهو الجبل الذي الصفا في أصله , فوضعه .

قال : ثم صعد إبراهيم على [ جبل] أبي قبيس , فنادى في الناس فقال : يا أيها الناس أجبيوا ربكم , إن الله يأمركم أن تحجوا بيته فحجوه , فسمع نداء إبراهيم كل مؤمن بالتلبية , فالتلبية جواب [ الله ] عن نداء إبراهيم خليل الرحمن .

والحجر الأسود كان أبيض , ويعود كما كان أبيض , ولولا ما مسه من أنجاس أيدي المشركين ، ما مسه ذو عاهة إلا شفاه الله , يجيء وله يوم القيامة عينان , وشفتان يشهد بالوفاء لأهله لمن استلمه مخلصا .

فأوحى الله تبارك وتعالى إليه { ليشهدوا منافع لهم }(الحج:28) يعني: مغفرة لذنوبهم يوم عرفة .

عن ابن عباس أنه قال: الجنة لكل تائب وآمن، لكل من تاب وآمن وعمل صالحا والمغفرة لكل واقف بعرفة من المسلمين .

عن ابن عباس , عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" مكة حرام حرمها الله إلى يوم القيامة , لا تحل لأحد من قبلي ولا تحل لأحد من بعدي , وإنما أحلت لي ساعة من نهار، لا يختلي خلاؤها ولا يعضد عصاؤها، ولا يحصد شوكها , ولا ينفر صيدها , ولا تحل لقطتها إلا لمن ينشدها ".

قال : وأرض الحرم حرام جبالها إلى السماء العليا إلى منتهى العرش وجبالها إلى الأرض السفلى إلى الهوى .

قوله: { وأرنا مناسكنا }(البقرة:128) يعني: علمنا مناسكنا, وذلك أن جبريل انطلق بإبراهيم إلى عرفات يوم عرفة , فعرفه بها ثم رده إلى منى , فقصد له إبليس عند موضع الجمار , فأمره جبريل أن يرميه بسبع حصيات , يكبر مع كل حصاة تكبيرة , فجاء به ورمى الجمار في ذلك , والله أعلم .

صفحة ٧١