كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

أبو الحواري الأعمى ت. 275 هجري
53

كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

تصانيف

فكان هذا في أول الإسلام , الصوم الأول , ثم حولهم عن الخيار فصارت { وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين } منسوخة نسختها هذه الآية(البقرة:185) { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن } يعني: أنزل من السماء السابعة إلى السماء الدنيا , ثم قال : { هدى للناس } يعني : من الضلالة { وبينات من الهدى } يعني : وبيان الحلال والحرام , ثم قال : { والفرقان } يعني : المخرج في الدين من الشبهة والضلالة{ فمن شهد منكم الشهر فليصمه } يعني : فمن شهد منكم شهر رمضان في أهله فليصمه , فأوجب الصوم على من يطيق , وشهد شهر رمضان في أهله , ثم قال :{ ومن كان مريضا أو على سفر } فلم يصم , فإذا برىء المريض , وقدم المسافر من سفره فليصم { فعدة من أيام أخر } فيصوم متتابعا { يريد الله بكم اليسر } يعني : الرفق في أمر دينكم { ولا يريد بكم العسر } في أمر دينكم حين رخص للمريض والمسافر في الإفطار ولا يريد بكم العسر , يعني تمام عدة الأيام , ولو لم يرخص للمريض وللمسافر لكان عسرا ضيقا, ثم قال : { ولتكملوا العدة } يعني : تمام عدة الأيام المعدودات , يعني: أيام شهر رمضان { ولتكبروا الله } ولتعظموا الله { على ما هداكم } لأمر دينكم { ولعلكم تشكرون }.

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الشهر ثلاثون يوما, ومنها تسع وعشرون يوما, فصوموا لرؤية الهلال وافطروا لرؤيته فإن أغمى عليكم فأتموا ثلاثين يوما".

وقال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في السفر صائما ومفطرأ.

وعن أبي الدرداء أنه قال : إن صمت في السفر فمأجور وإن أفطرت فمعذور .

صفحة ٦٣