كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

أبو الحواري الأعمى ت. 275 هجري
51

كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

تصانيف

فقال : يا رسول الله , ظللت أمسي نهاري كله في حديقتي أعالج فيها فلما أمسيت أتيت أهلي . فأرادت امرأتي أن تطعمني شيئا سخنا , فأبطأت علي بالطعام فرقدت فأيقظتني وقد حرم علي الطعام وقد أجهدني الصوم .

قال: واعترف رجال من المسلمين بذلك , بما كانوا يصنعون بعد صلاة العشاء عند النوم , فقالوا : يا رسول الله ما توبتنا وما مخرجنا مما عملنا ؟ فنزلت فيهم { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب } أجيبهم { لعلهم يرشدون } يعني: لكي يهتدوا .

ثم صار ما كان تحرم على المسلمين من بعد الصلاة , ومن بعد النوم بالليل في شهر رمضان [ حلالا حتى طلوع الفجر] { كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم } منسوخة نسختها هذه الآية { أحل لكم ليلة } رخصة للمسلمين بعد صنيع عمر بن الخطاب رحمه الله { الرفث } يعني: الجماع { إلى نسائكم هن لباس لكم } يعني : هن سكن لكم{ الصيام وأنتم لباس لهن } يعني: وأنتم سكن لهن { علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم } يعني: عمر بن الخطاب في جماعه امرأته بعد صلاة العشاء الآخرة { فتاب عليكم } يعني : فتجاوز عنكم { وعفا عنكم } يعني : فيترككم فلم يعاقبكم { فالآن باشروهن } يعني: فالآن حين أحللت لكم الجماع فجامعوهن بالليل { وابتغوا } يعني: فاطلبوا في الجماع {ما كتب الله لكم } يعني : ما فرض الله لكم من الولد .

ونزلت في صرمة بن أنس { وكلوا واشربوا } يعني الليل كله رخصة للمسلمين { حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر } يعني: الضوء المعترض من قبل المشرق {ثم أتموا الصيام إلى الليل }.

صفحة ٦١