كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

أبو الحواري الأعمى ت. 275 هجري
36

كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

تصانيف

ثم ضرب الله مثلا قال: { فمثله كمثل صفوان عليه تراب } يعني :صفا عليه تراب { فأصابه وابل } يعني المطر الشديد { فتركه صلدا } يعني :فترك المطر الصفا بقى أجردا ليس عليه تراب , فكذلك كل من ينفق ماله في غير خالص رياء الناس , وكذلك صدقة الذي يزعم من نفسه وهو مؤمن مستكمل الإيمان [نسخته] صدقة الذي من بنفقته . يزعم أنه مؤمن مستكمل الإيمان إذا من بها على المعطا { لا يقدرون على شيء مما كسبوا } يقول : لا يقدرون على ثواب شيء مما أنفقوا يوم القيامة , كما لم يبق على الصفا شيء من التراب حين أصابه المطر الشديد , { والله لا يهدي القوم الكافرين } فسماهم الله في أول الآية مؤمنين قال : يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى } , ثم سماهم في آخر الآية كافرين , فأبطل أعمالهم حيث منوا بها على المعطا .

كذلك قال الله تبارك وتعالى: { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم }(محمد:33) فبين الله دينه , وأمره ,ونهيه , ورضيه الله , وأمر به , ودعا إليه , وأحل حلاله , وحرم حرامه , وبين أحكامه وشرائعه وحدوده , فتعلموا دينكم وانصروه فإنه قال: { ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم } (الأنفال:الآية42)، وقال: { لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما }(النساء:الآية165).

صفحة ٤٤