كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

أبو الحواري الأعمى ت. 275 هجري
189

كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

تصانيف

46- تفسير آيات عدة النساء وأنواعها والسكنى في العدة

تفسير عدة النساء والسكنى في العدة :

قوله في سورة البقرة :0

( والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ) يعني : ثلاث حيض ، فهذه كانت عدة المطلقات ، فاستثنى من ثلاثة قروء المطلقة التي لم يدخل بها زوجها في سورة الأحزاب :

( يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن ) يعني : من قبل أن تجامعوهن ( فما لكم عليهن من عدة تعتدونها ) . فليس على هذه عدة إن شاء تزوجت من يومها .

واستثنى أيظا من ثلاثة قروء التي قعدت من الحيض ، فدخل بها زوجها ثم طلقها فقال ( واللائي يئسن من المحيض من نسائكم ) يعني : المرأة التي لا تحيض من الكبر ( إن ارتبتم ) يعني : إن شككتم ( فعدتهن ثلاثة أشهر ) ( واللائي لم

يحضن ) وهي الجارية التي لم تبلغ المحيض إذا طلقها زوجها بعدما دخل بها فعدتها أيظا ثلاثة أشهر ، فإن حاضت من قبل أن تمضي ثلاثة أشهر فلتعتد بالحيض وتدع ما مضى من الشهور .

واستثنى من ثلاثة قروء عدة الحبلى ، فقال : ( وأولات الأحمال أجلهن ) يعني : الحبلى ( أن يضعن حملهن ) يعني : الحبلى أجلها أن تضع حملها ، إن ولدت من يومها فقد حلت للأزواج .

وثبتت القروء الثلاثة على التي تحيض فطلقها زوجها بعدما دخل بها وليست بحبلى .

تفسير سكنى المطلقة والمطلقات من الحرائر:

قوله عزوجل في سورة الطلاق :

( أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ).

يقول : اسكنوا المطلقة إذا طلقت واحدة أو اثنتين ( من حيث سكنتم من وجدكم ) يعني : من سعتكم في النفقة والمسكن ما دمن في العدة ، قال ( ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن ) يعني : في النفقة والمسكن .

صفحة ١٩٩