كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

أبو الحواري الأعمى ت. 275 هجري
181

كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

تصانيف

فعلمهم الله كيف يصنعون ، قال : ( فلا جناح عليهما ) يعني : فلا جناح على الزوج والمرأة الكبيرة ( أن يصلحا بينهما ) يعني : بالمال ( صلحا ) فتطيب نفس الكبيرة أن يكون الزوج عند الشابة أكثر مما يكون عندها .

ثم قال ( والصلح خير ) من غير أن لا تكون الفرقة والإثم .

( وأحضرت الأنفس الشح ) يعني : الحرص على المال .

يعني : الكبيرة تحرص على المال فترضى أن تعطى نصيبها من زوجها ( وإن تحسنوا ) يعني : العقل ( وتتقوا) الميل والجور .

( فإن الله كان بما تعملون خبيرا ) يعني : في أمر النساء من الجور ، ثم قال : ( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ) يعني : في الحب ، أن يستوي حبهن في قلوبكم ( ولو حرصتم ) لا تقدروا عليه . ( فلا تميلوا ) يعني : [ إلى ] التي تحب ( كل الميل ) في القسمة والنفقة ، فتأتي الشابة التي تعجبك ( فتذروها ) أي الأخرى ( كالمعلقة ) لا أيم ولا ذات بعل ولكن اعدلوا .

ثم قال : ( وإن تصلحوا ) يعني : العمل ( وتتقوا ) يعني : الجور والميل ( فإن الله كان غفورا رحيما ) يعني : لما ملت إلى التي تحب ( رحيما ) بعد التوبة حين رخص في الصلح .

فإن أبت الكبيرة إلا أن يسوى بينها وبين الشابة يفرق بينهما ، وذلك قوله ( وإن يتفرقا ) يعني : فيطلقها الزوج ( يغن الله ) الزوج والمرأة التي طلقت ( كلا من سعته ) يعني : من فضله ، ( وكان الله واسعا ) لهما، يعني: في الرزق ( حكيما) يعني: حكم فرقتهما.

قال : نزلت في رافع بن صبيح وفي امرأته خويلة بنت محمد ابن مسلمة وهما من الأنصار، ثم هي للعامة .

/

صفحة ١٩١