كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

أبو الحواري الأعمى ت. 275 هجري
171

كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

تصانيف

ولا يحل أن يتزوج أمة من أهل الكتاب، يقول الله: (من فتياتكم المؤمنات )، ثم قال في التقديم: (بعضكم من بعض ) يعني: يتزوج هذا وليده هذا، ويتزوج هذا وليدة هذا.

( والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن ) يعني: تزوجهن أي الولائد بإذن آبائهن ( وآتوهن أجورهن ) يقول: وأعطوهن مهورهن ( بالمعروف ) يعني: على ما تراضوا من المهر ( محصنات ) يعني: عفائف لفروجهن ( غير مسافحات ) يعني: غير معلنات بالزنا ( ولا متخذات أخدان ) يعني: ولا متخذات أخلاء في السر فيزني بها، فإن علم منها الزنا بعصهم من بعض فلا يحل نكاحها أبدا.

ثم قال: ( ذلك ) يعني الزواج حلالا ( لمن خشي العنت منكم ) قال: لمن خشي الإثم في دينه وهو الإثم، ثم قال: ( وأن تصبروا خير لكم ) يعني: عن تزوج الإماء، ( والله غفور ) يعني: لتزوج الإماء ( رحيم ) حين رخص في تزوج الإماء لمن لم يجد طولا أن يتزوج حرة، ومن وجد معه ما يتزوج حرة، ويقدر عليه فلا يحل له تزوج الإماء.

( يريد الله ليبين لكم ) يعني: حلاله وحرامه ( ويهديكم سنن الذين من قبلكم ) يعني: ويعلمكم شرائع من كان قبلكم من المؤمنين ( ويتوب عليكم ) يعني: ويتجاوز عنكم في نكاحكم إياهن قبل التحريم ( والله عليم حكيم ).

ثم قال: ( والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ) يعني: اليهود وغيرهم، وذلك انهم زعموا أن نكاح بنت الأخت من الأب حلال لهم، يقولون: فذلك قوله ( أن تميلوا ميلا عظيما ) يعني: تخطئوا خطأ عظيما في استحلال بنت الأخت من الأب، وغيره من الاستحلال، فلا تستحلوا الحرام أن تميلوا ميلا عظيما .

صفحة ١٨١