كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

أبو الحواري الأعمى ت. 275 هجري
151

كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

تصانيف

قال: يكتب لكل بار وفاجر بكل سيئة سيئة, وبكل حسنة عشر حسنات للمؤمن إذا خرج من الدنيا تائبا, فإذا كان يوم القيامة ضاعف الله حسنات المؤمن, فذلك قوله: { إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما }(النساء:40).

وقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تصدقوا ولو بشق تمرة".

وقال: تصدقت عائشة بثلاث تمرات, فقيل: يا أم المؤمنين إنكم لتصدقون بمثل هذا؟ قالت عائشة رضي الله عنها: إن في هذه التمرة ذرات كثيرة.

وقال: إنما نزلت هذه الآيات بعدما أنزل الله { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } (النساء:48) وهي الذنوب دون الشرك السيئات, يعني: مثقال ذرة خيرا يره ومثقال ذرة شرا يره, قال: { وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين }(الأنبياء:47).

فهؤلاء الآيات أشد من الأولى ويصدق كتاب الله بعضه بعضا ولا يكذب, وقال الله: { واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا } (المائدة:7) فنحن وأنتم ممن أقر الله بالسمع والطاعة ولزمته الحجة, فالله يسألكم عن هذه النعمة, وطالب إليكم شكرها، إذ يقول: { فوربك لنسألنهم أجمعين * عما كانوا يعملون }(الحجر:92-93) .

صفحة ١٦١