كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

أبو الحواري الأعمى ت. 275 هجري
149

كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

تصانيف

35- تفسير آيات الكبائر وثواب من اجتنبها وطلب الخير وترك الشر

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير الكبائر وما أعد الله لمن اجتنبها .

قوله في سورة النجم(الآية32): { الذين يجتنبون كبائر الأثم والفواحش } يعني: كل ذنب أوجب الله عليه النار في الآخرة لمن عمل به, والحد في الدنيا, نظيرها في { حم عسق }، ثم قال: { إلا اللمم } يعني: الذنب الذي بين الذنبين, ما لم يوجب عليه في الآخرة النار, ولا حد في الدنيا.

قال: { إن ربك واسع المغفرة } يعني: لهذه الذنوب التي بين الحدين, إن عملها بغير علم ثم تاب منها كما قال الله: { إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب }(النساء:17) يعني: من قبل الموت { ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون } (آل عمران:135) فكل ذنب يعمله المؤمن وهو جاهل به فهو جهل منه { ثم يتوبون من قريب } يعني: من قبل الموت { فأولئك يتوب الله عليهم } يعني: يتجاوز الله عنهم { وكان الله عليما حكيما } قال: نزلت هذه الآية في المؤمنين.

وقوله في سورة النساء(الآية:31): { إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه } يعني: ما نهى الله عنه من أول هذه السورة إلى هذه الآية { نكفر عنكم سيئاتكم } يعني: نحمل عنكم ذنوبكم التي دون الكبائر ما لم يوجب عليه الحد في الدنيا ولا نار في الآخرة { وندخلكم مدخلا كريما } يعني: حسنا وهي الجنة إذا تبتم من جميع الذنوب.

قال الله: { ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون }(آل عمران:135)

وقال: { وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا..} (طه:82) .

صفحة ١٥٩