كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية
تصانيف
{ لولا } يعني: هلا { جاءوا عليه } يعني: على القذف { بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون } في قولهم . يعني: الذين قذفوا عائشة وصفوان.
قال أبو الحواري: الذي سمعنا أنه صفوان بن المعطل وحمنة ابنة جحش .
ثم قال: { ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم } يعني: لأصابكم { في ما أفضتم فيه } يعني: فيما قلتم فيه من القذف { عذاب عظيم } يعني: العقوبة في الدنيا والآخرة { إذ تلقونه بألسنتكم } إذ تروونه بعضكم عن بعض, سمعت من فلان, وسمعت من فلان { وتقولون بأفواهكم } يعني: بألسنتكم في قذفها { ما ليس لكم به علم } يقول: من غير أن تعلموا أن الذي قلتم من القذف حق { وتحسبونه هينا } يقول: وتحسبون القذف ذنبا هينا { وهو عند الله عظيم } وقول عظيم في الزور.
ثم وعظ الذين خاضوا في أمر عائشة فقال: { ولولا } يعني: هلا { إذ سمعتموه } يعني: القذف, ولم تراه أعينكم { قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم } يعني: هلا قلتم { سبحانك هذا بهتان عظيم } يعني: هلا قلتم وهذا بهتان عظيم, مثل ما قال سعد بن معاذ الأنصاري لما سمع قول من خاض في أمر عائشة, قال: سبحانك هذا بهتان عظيم.
والبهتان: هو الذي يبهت فيقول ما لم يكن، والكذب بهتان عظيم, والشرك ظلم عظيم, وهذا ذنب عظيم بالكذب .
صفحة ١٤٩