كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

أبو الحواري الأعمى ت. 275 هجري
13

كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

تصانيف

وقال: فإن كان الخوف أشد , فذلك في السورة التي يذكر فيها البقرة : يقول { فإن خفتم }(البقرة:239) يعني العدو { فرجالا أو ركبانا } يعني: فصلوا على أرجلكم أو على دوابكم ركعتين حيث كان وجهه , فمن لم يستطع السجود على الأرض فليؤم برأسه أين ما كان على دابة , أو على غير ذلك , يجعل السجود أخفض من الركوع , ولا يضع جبهته على شيء . وقال: { فإذا أمنتم } يعني: من العدو { فاذكروا الله } يعني: إذا قمتم في بلادكم فصلوا لله الصلوات الخمس { كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون }.

تفسير صلاة الجمعة:

قوله في سورة صلاة الجمعة :{ يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة }(الجمعة:9) يعني: صلاة الجمعة , { من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله } يعني : فامضوا إلى الصلاة المكتوبة الركعتين مع الإمام , وهي فريضة واجبة من الله إذا كان الإمام مسلما.

{ وذروا البيع ذلكم } يعني : الصلاة, { خير لكم } من البيع والشراء, { إن كنتم تعلمون * فإذا قضيت الصلاة }(الجمعة:10) يعني : الجمعة, { فانتشروا في الأرض }فهذه رخصة بعد النهي, { وابتغوا من فضل الله } يعني : من رزق الله , فأحل لهم ابتغاء الرزق وتعلم الحلال والحرام , وأداء الحقوق بعد الصلاة .فمن شاء خرج إلى تجارة أو إلى حاجته التي افترض الله عليه { واذكروا الله كثيرا } يعني باللسان { لعلكم تفلحون }.

وعن جابر بن عبد الله الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فعليه الجمعة يوم الجمعة إلا الصبي , أو مريضا أو مملوكا , أو مسافرا, أو امرأة , فمن استغنى بلهو أو بتجارة أو لغو استغنى الله عنه والله غني حميد".

صفحة ٢١