الاختلاف في العمل الإسلامي الأسباب والآثار
الناشر
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
تصانيف
رابعًا: حب الظهور بالجدل والمماراة
ويكون دافع ذلك في الغالب هوى مطاعًا، وقد يكون قلة الفقه أو الفراغ وترك الاشتغال بما ينفع.
وقد روى الإمام أحمد (١) وغيره عن أبي أمامة قال قال رسول الله ﷺ «ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ثم قرأ: ﴿مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ﴾» .
قال الإمام أبو يوسف صاحب الإمام أبي حنيفة رحمهما الله: "الخصومة في الدين بدعة، وما ينقض أهل الأهواء بعضهم على بعض بدعة محدثة. لو كانت فضلًا لسبق إليها أصحاب رسول الله ﷺ وأتباعهم، فهم كانوا عليها أقوى ولها أبصر. وقال الله تعالى: ﴿فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ﴾ [آل عمران:٢٠]، ولم يأمره بالجدل، ولو شاء لأنزل حججًا، وقال له: قل كذا وكذا". (٢)
_________
(١) المسند ٢ / ٢٥٢ و٢ / ٢٥٦ وحسنه الألباني في غير موضع انظر صحيح الجامع ٥٦٣٣.
(٢) الفتاوى ١٦ / ٤٧٦.
1 / 52