238

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

تصانيف

البلاغة

(حتى إذا ارتوى من آجن): حتى ها هنا حرف ابتداء، مثلها في قوله تعالى(1): {حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب}[المؤمنون:64]، والإرتواء هو: الشرب الكامل، والآجن هو: المتغير الريح والطعم من الأمواه، واستعاره ها هنا للإكثار من الجهل.

(وأكثر من غير طائل): ازداد(2) من شيء ليس فيه فائدة، ولا له ثمرة، يقال(3): هذا أمر لا طائل فيه، إذا لم يكن فيه غنى ولا فائدة تعود على صاحبه، ولا يستعمل إلا في النفي كما قاله عليه السلام ها هنا.

(جلس): تمكن في مجلسه.

(بين الناس): والناس من ورائه، ومن خلفه وأمامه محدقون به، يطلبون مثل ما يطلب من العلماء.

(قاضيا): يقضي الخصومات والمسائل المعظلة(4) بزعمه.

(ضامنا): متكفلا.

(لتخليص): لإبانة الغامض من غيره وإزالة المشتبه.

(ما التبس على غيره): على من هو أوثق منه بحثا، وأصلب ديانة، وأشد ممارسة للعلوم، وهذا منه تهكم واستهجان لمن وصفنا حاله.

(فإن نزلت به): حدثت وحصلت، من قولهم: نزلت به المنية، ونزلت به الحادثة، وقوله: به أي لاصقته وخالطت قلبه.

(إحدى المبهمات): واحدة من المسائل التي لا يعرف لها باب، أخذا من قولهم: باب مبهم، إذا كان مغلقا.

وفي نسخة أخرى: (المهمات) أي الشدائد، من قولهم: أمر مهم إذا كان شديدا صعبا.

(هيأ لها): أعد وأصلح من أجلها ومن سببها.

(حشوا من رأيه(5)): والحشو: أضعف الشيء، استعارة له من ضعاف الماشية، فإنها تسمى حشوا لضعفها، استمده من رأيه، وعول عليه، وصار إماما له.

صفحة ٢٤٣