الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي
تصانيف
فأما القدرة(1) من القدر، فإنما تكون بفتح العين لاغير، ولهذا قيل: المقدرة(2) بضم العين تذهب بالحفيظة لما كانت من القدرة، وكل هذه الآيات قد نبه عليها الأنبياء أعظم تنبيه، وأظهروها غاية الإظهار، فلأجل هذا.
(لم يخل الله سبحانه خلقه(3) من نبي مرسل): النبي قد يكون مرسلا وغير مرسل، والتفرقة بينهما ظاهرة، فإن الرسول من الأنبياء هو من جمع إلى المعجز الشريعة المبعوث بها، والنبي هو: الذي يظهر عليه المعجز من غير شريعة، وإنما أمر بالدعاء إلى شريعة من كان قبله من الأنبياء وتجديدها خلافا لأبي هاشم وغيره من المعتزلة، حيث أحالوا بعثة النبي من غير شريعة جديدة، ولهذا فإن الرسول عليه السلام سئل عن الأنبياء؟ فقال: ((مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا(4)))، وسئل عن الرسل؟ فقال: ((ثلاثمائة وثلاثة عشر))، وفي هذا دلالة بينة على التفرقة بين الرسول والنبي، فلهذا قال: من نبي مرسل، إشارة إلى التفرقة التي ذكرناها، ولله در كلام أمير المؤمنين فما أكثر فوائده، وأدق عند التفتيش معانيه.
صفحة ١٤١