الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة الحسيني ت. 749 هجري
121

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

تصانيف

البلاغة

(حجب العزة وأستارالقدرة): يحتمل أن تكون هذه الحجب والأستار حقيقة، وقد ضربها الله تعالى بينهم وبين من دونهم(1) لما يعلم من المصلحة وتنبيها على علو الدرجة، ويحتمل أن تكون مجازات، ولا حجاب هناك ولا ستر، وإنما الغرض هو بعدهم عمن دونهم وتمييزهم عمن سواهم، لا يعلم حالهم، كأنهم مضروب عليهم بحجب وأستار، فلا يحيط بحقيقة حالهم إلا الله تعالى.

(لا يتوهمون ربهم بالتصوير، ولايجرون عليه صفات المصنوعين): [أي](2) لا يطلقون عليه شيئا من صفات الخلق إذ هي غير صادقة عليه.

(ولا يحدونه بالأماكن): أي لايعتقدونه في مكان فيقال: هو هناك.

(ولا يشيرون إليه بالنظائر): أي لا يعتقدون أن له نظيرا ومثلا، فيقولون: هو مثل هذا، فسبحان القاهر في سلطانه، والعظيم في علو مجده وشأنه.

ثم تكلم في كيفية خلق آدم، بقوله:

(ثم جمع من حزن الأرض وسهلها): أراد أن الله تعالى ألف هذه الصورة وجمعها من أنواع مختلفة وضروب متباينة ليدل بذلك على إظهار قدرته وباهر حكمته، فركبها من حزن الأرض وهو: التراب الحزن الغليظ، والسهل هو: اللين السلس.

(وعذبها وسبخها): العذب: الطيب المنبت، والسبخ: الفاسد المسترخي، فلا يصلح للإنبات.

(تربة): مجموعة من هذه الأخلاط المختلفة.

(سنها بالماء): متنها به ورققها، أو حكها، من قولهم: سننت الحجر إذا حككته.

(حتى خلصت): من كل كدر.

(ولاطها بالبلة): لاط الحوض إذا طينه بالتراب وملسه، والضمير للتربة أي(3) ملسها بالرطوبة .

صفحة ١٢٦