الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة الحسيني ت. 749 هجري
118

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

تصانيف

البلاغة

أما أولا: فالرقيم هو: الكتاب، فلما جعل الله حركة الفلك والأبصار الكوكبية أسبابا لتجدد الحوادث في العالم السفلي(1) كان كالكتاب المرقوم، كما ذكره [السيد](2) الإمام علي بن ناصر الحسيني صاحب (أعلام النهج)(3).

وأما ثانيا: فبأن يكون الرقيم بنيان، كما حكي عن ابن عباس أنه قال: ما أدري ما الرقيم؟ أكتاب أم بنيان(4)؟

وهذا حاصل في الفلك فإنه مؤلف على نظام مخصوص.

وأما ثالثا: فيحتمل أن يكون الرقيم لوحا مكتوبا، وهكذا حال الفلك يحتمل ذلك.

ثم تكلم في خلق السماء والأرض، بقوله:

(ثم فتق ما بين السماوات العلا): يريد شق ما بين السماء والأرض، كما قال تعالى: {أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما}[الأنبياء:30] يريد فصلنا هذه عن هذه.

(فملأهن أطوارا من ملائكته): فحشاهن من الأطوار، يعني الخلق(5) المختلفة، كما قال تعالى: {وقد خلقكم أطوارا}[نوح:14] ثم جعلهم أنواعا ووصف لكل واحد منهم وصيفة في العبادة والقيام بأمره.

(منهم سجود لا يركعون(6)): واضعون جباههم على الأرض لا يرفعونها.

(وركوع لا ينتصبون): حانون أصلابهم لا يقيمونها.

صفحة ١٢٣