الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي
تصانيف
(من وصف الله سبحانه فقد قرنه): جعل له قرنا مساويا له في الاستقلال بذاته، ومشاركته في الأزلية التي هي أخص صفاته كما تزعمه الكرامية.
(ومن قرنه): أثبت له كفوا مماثلا له.
(فقد ثناه): لأن حقيقة التثنية حاصلة فيه، وهو إثبات قديم ثاني مشارك لذاته في القدم.
(ومن ثناه): أثبت له مثلا كما قررناه.
(فقد جزأه): لأن الإله عبارة عن الذات المختصة بصفات الكمال، فإذا كانت هذه الصفات التي هي أصل في معنى(1) الإلهية مستقلة بنفسها قديمة صارت الذات عبارة عن مجموع أجزاء، فلهذا كان تعالى على منهاج هذه المقالة متجزئا.
(ومن جزأه): أثبت ذاته قابلة للتجزؤ والانقسام.
(فقد جهله)(2): اعتقده على خلاف ماهو عليه من كون ذاته تعالى واحدة من كل وجه، لا يتطرق إليها تجزؤ(3)، ولا يضاف [إليها](4) انقسام بحال.
(ومن أشار إليه): لما قرر عليه السلام تنزيه ذاته تعالى في نفسها عن اختصاصها بالصفات المساوية لها في القدم والغيرية، شرع في تنزيه ذاته تعالى عن الجهات والأمكنة وأنواع الشبهيات(5)، فعلى هذا من أشار إليه بعينه أو بيده:
(فقد حده): جعل له حدا ونهاية؛ لأن كل ما كان مرئيا أو مشارا إليه فلا بد فيه من المقابلة أو حصول في جهة الإشارة، فقد صار في جهة دون جهة، فلهذا كان محدودا.
(ومن حده): بإحاطة الجهات له وصيرورته فيها:
(فقد عده): لأنه إذا صار في جهة فهو من قبيل الأجسام المركبة المعدودة.
صفحة ١١٣