ذم الدنيا
محقق
محمد عبد القادر أحمد عطا
الناشر
مؤسسة الكتب الثقافية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٤ هـ - ١٩٩٣ م
تصانيف
٢٧٩ - أنشدني الحسين بن عبد الرحمن: دنيا يا دنيا يا غادرة ... إليك عني اليوم يا ساحرة
لا لذة أحسن من لذة ... منبوذة من ذي يد قادرة
يا عيني كم عانيت من عبرة ... فاعتبري إن كنت لي ناظرة
ما لذة إلا وقد نلتها ... لم يبق إلا لذة الآخرة
طوبى لمن كانت له عزمة ... مخلصة باطنة ظاهرة
يا نفس للمكروه غب غد ... مر فهل أنت له صابرة
ما لذة الدنيا وعين ترى ... فيها إلى ما لذتي صائرة
٢٨٠ - حدثني العباس بن هشام بن محمد، عن أبيه قال: قال روح بن حاتم: بينما أنا واقف على باب بعض ولاة البصرة إذ أقبل خالد بن صفوان يسير على بغلة له فقال لي: يا ابن أخي ماهجرت ولا أظهرت على باب أحد من الولاة إلا وأنا أراك عليه، أكل هذا حبًا في الدنيا وحرصًا عليها؟ قال: فأجللت أن أجيبه، ثم قلت: إنما هذا مثل العمر، ولعله أراد الجواب مني فقلت: يا عم بحسبك برؤيتك إياي عليها طلبًا منك لها، فضحك ثم قال: لئن قلت ذاك يا ابن أخي لقد ذهب رونق الوجه، ودماء القلب، وحسام الصلب، وسنا البصر، ومد الصوت، وماء الشباب، واقترب عهد العلل، والله ما أتت علينا ساعة من أعمارنا إلا ونحن نؤثر الدنيا على ما سواها، ثم ما تزداد لنا إلا تخليا، وعنا إلا توليًا، ثم ضرب بغلته فذهب.
٢٨٠ - حدثني العباس بن هشام بن محمد، عن أبيه قال: قال روح بن حاتم: بينما أنا واقف على باب بعض ولاة البصرة إذ أقبل خالد بن صفوان يسير على بغلة له فقال لي: يا ابن أخي ماهجرت ولا أظهرت على باب أحد من الولاة إلا وأنا أراك عليه، أكل هذا حبًا في الدنيا وحرصًا عليها؟ قال: فأجللت أن أجيبه، ثم قلت: إنما هذا مثل العمر، ولعله أراد الجواب مني فقلت: يا عم بحسبك برؤيتك إياي عليها طلبًا منك لها، فضحك ثم قال: لئن قلت ذاك يا ابن أخي لقد ذهب رونق الوجه، ودماء القلب، وحسام الصلب، وسنا البصر، ومد الصوت، وماء الشباب، واقترب عهد العلل، والله ما أتت علينا ساعة من أعمارنا إلا ونحن نؤثر الدنيا على ما سواها، ثم ما تزداد لنا إلا تخليا، وعنا إلا توليًا، ثم ضرب بغلته فذهب.
1 / 127