خشيةً. . . ومن كان من العلماء لا يخشى الله ولا يراقبُه في سائر أحواله، فليس من العلم بالله في كثيرٍ ولا قليل. . . وما أجمل ما يقول عبد الله بن همّام السَّلولي في وصف هذا الصنف من العلماء:
إذا نَصَبوا لِلقول قالوا فأحْسَنُوا ... ولكنَّ حُسْنَ القوْلِ خالَفَه الفِعْلُ
وذَمُّوا لَنا الدُّنيا وهم يَرْضِعُونَها ... أفاوِيقَ حتّى ما يَدِرُّ لها ثُعْلُ
قوله: إذا نصبوا الخ يريد: إذا نصبوا أنفسَهم للقول وأعدّوها له، والأصل في النصب: أن يقومَ رافعًا رأسَه؛ ورَضَع يَرضِع كضَرَبَ يضْرِب في لغة قيس، وكسَمِعَ يَسْمَعُ في لغة أهل الحجاز، فقوله: يَرْضِعونها: تقرأ