يا ليتني لم أخلق ولم أر شيئا مذكورا.
ثم قال: كيف احتيالي فيما خولت ولم أر من الناس إلا خائنا.
فقال: يا أمير المؤمنين: عليك بالأئمة الأعلام المرشدين.
قال: ومن هم؟
قال: العلماء.
قال: إنهم فروا مني.
قال: هربوا مخافة أن تحملهم على ما ظهر من طريقتك في ذلك ولكن افتح الأبواب وسهل الحجاب وانتصر للمظلوم من الظالم وامنع الظالم منهم وخذ الشيء مما حل وطاب واقسمه بالحق والعدل وأنا ضامن عمن هرب منك أن يأتيك فيعاونك على صلاح أمرك.
فقال المنصور: اللهم وفقني أن أعمل بما قال هذا الرجل.
وجاء المؤذنون فسلموا عليه وأقيمت الصلاة فخرج فصلى بهم ثم قال للحرسي: عليك بالرجل لئن لم تأتني به لأضربن عنقك واغتاظ عليه غيظا شديدا فخرج الحرسي فطلب الرجل فبينا هو يطوف إذا هو بالرجل قائما يصلي في بعض الشعاب فقعد حتى صلى.
ثم قال: ياذا الرجل أما تتقي الله؟
قال: بلى.
قال: أما تعرفه؟
قال: بلى.
صفحة ١٩٨