بغية المتطوع في صلاة التطوع
الناشر
دار الهجرة للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٤ هـ - ١٩٩٤ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
فقال: كيف صلاة الليل؟ فقال: مثنى مثنى، فإذا خشيت الصبح؛ فأوتر بواحدة؛ توتر لك ما قد صليت" (١)، وهذه الرواية فيها بيان أن المراد بقوله ﷺ: "مثنى مثنى" بيان كيفية الصلاة لا كمية الصلاة، فلا يريد الرسول ﷺ بقوله ذاك بيان العدد، وإنما الفصل والوصل؛ فصلاة الليل تصلى ركعتين ركعتين، وأولى ما فسر به الحديث من الحديث. (٢)
الوجه الثالث: أن قوله ﷺ: " مثنى مثنى": يفيد إرادة الصفة، لا إرادة العدد، إذ العدد المعدول (مثنى مثنى) إنما يعني: صلي صلاة الليل ركعتين ركعتين؛ دون أن يراد بيان العدد؛ فافهم. وهذا كما في قوله تعالى: ﴿فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع﴾ [النساء:٣] . (٣)
- (٢-٤-٣) الوتر بركعة واحدة: يشرع الوتر بركعة واحدة، ومما يدل عليه ما يلي:
أ) ما سبق من قوله ﷺ: " صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشيت الصبح؛ فأوتر بركعة ".
ب) ما سبق من حديث أبي أيوب: قال رسول الله ﷺ: " الوتر حق على كل مسلم، فمن شاء؛ أوتر بسبع، ومن شاء؛ أوتر بخمس، ومن شاء بثلاث، ومن شاء؛ أوتر بواحدة، فمن غلب؛ فليومئ إيماء".
ج) عن ابن عمر، عن النبي ﷺ: " الوتر ركعة من آخر الليل ". أخرجه مسلم. (٤)
(١) أخرجها: البخاري في (كتاب الصلاة، باب الحلق في المسجد، حديث رقم ٤٧٣) . (٢) "فتح الباري" (٢/٤٧٨-٤٧٩) . (٣) انظر: "تفسير الزجاج" (٢/١٠)، "تفسير القرطبي" (٥/١٨)، و"شرح قطر الندى" (ص٣١٦)، في موانع الصرف – العلة الخامسة. (٤) حديث صحيح. ص٥٦ أخرجه مسلم في (كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة الليل مثنى مثنى والوتر ركعة من آخر الليل، حديث رقم ٧٥٢) .
1 / 55