163

الدفاع عن السنة - جامعة المدينة (بكالوريوس)

الناشر

جامعة المدينة العالمية

تصانيف

ومن السنة المطهرة أيضًا أحاديث كثيرة، تبين أن النبي ﷺ لا ينطق إلا بوحي، وأوضح شيء في هذا الحديث الذي رواه الإمام أحمد بسند صحيح من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله تعالى عنهما- حين كان يكتب كل شيء يسمعه من النبي ﷺ فنهته قريشٌ عن ذلك، فرفع الأمر للنبي ﷺ فقال له النبي ﷺ: «اكتب، فوالذي نفسي بيده ما خرج مني إلا حق» يقسم النبي ﷺ على أنه لم يخرج منه إلا حق؛ أي: إلا وحي من عند الله ﵎-حق وصدق نزل به الوحي على رسول الله ﷺ: «ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه» المثل الذي أوتيه مع الكتاب هو السنة التي بينت القرآن الكريم.
كل هذه بإيجاز أدلة على أن السنة وحي، وما دامت وحيًّا وما دامت هي مبينة للقرآن الكريم فإذن لا بد أن تحفظ كما حفظ القرآن الكريم، ولذلك قلنا عن آيات سورة القيامة: إنها تدل دلالة قاطعة وصريحة في غير لبس على أن السنة محفوظة بحفظ الله ﵎.
أدلة ابن حزم وابن القيم وغيرهما على حفظ الله سبحانه للسنة
الإمام ابن حزم ﵀ ﵎ في كتابه (الإحكام في أصول الأحكام) يضيف دليلًا قويًّا وعظيمًا، يقول -رحمه الله تعالى-: لمّا بينا أن القرآن هو الأصل المرجوعُ إليه في الشرائع، نظرنا فيه فوجدنا فيه إيجاب طاعة ما أمرنا به رسول الله ﷺ ووجدناه ﷿ يقول فيه واصفًا لرسوله ﷺ: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ فصحّ لنا بذلك أن الوحي ينقسم من الله ﷿ إلى رسوله ﷺ على قسمين؛ أحدهما: وحيٌ متلو مؤلف تأليفًا معجز النظام وهو القرآن، والثاني: وحي مروي منقول غير مؤلّف ولا معجز النظام ولا متلو لكنه مقروء، وهو الخبر الوارد عن رسول الله ﷺ وهو المبيّن عن الله ﷿ مراده منّا.

1 / 185