وقول الخطيب: فتواه أحج من فعله. جوابه من وجهين:
أحدهما: أنه لا يصح عنه، لأنه يرويه عبد العزيز بن حكيم، وقد ضعفناه.
والثاني: أنه إنما أفتى فيمن يسبق قبل رمضان، فاحتجاج الخطيب به تغفيل!.
ويدل على ما قلنا: قوله: ((إنما الشهر تسع وعشرون)).
قولهم: المراد: أن الشهر لا يتصور نقصانه عن هذا.
قلنا: وبهذا يعرف أنه الأصل، وإن ما زاد قد يكون من الشهر وقد لا يكون.
وقولهم: ((اقدروا)). بمعنى: ضيقوا. قلنا: التضييق للهلال أن يحكم بطلوعه في ليلة الثلاثين، لأنه بذلك يضيق على شعبان، ومتى قدرناه في ليلة بعدها كان التضييق عليه، لأنه يتسع شعبان، والتضييق للشيء توسعة له، وتضييق على غيره.
يدل على ما قلنا شيئان:
أحدهما: أن قوله: ((فاقدروا)) يقتضي إثبات فعل من جهتنا، والهاء في ((له)) عائدة إلى الهلال، فلا يجوز أن يراد إثباته من شعبان، لأن ذلك لا يحتاج إلى فعل من جهتنا لأنه مستفاد من البقاء على الأصل، فثبت أن المراد إثباته من رمضان.
صفحة ٦٧