الدليل والبرهان لأبي يعقوب الوارجلاني

Abu Yacqub Warjalani ت. 570 هجري
86

الدليل والبرهان لأبي يعقوب الوارجلاني

تصانيف

وأما مذهب من زاد (( والقدر خيره وشره )) ففي حديث جبريل الروح الأمين صلى الله عليه ، حين جاء إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فسأله عن الإيمان والإسلام والإحسان والساعة ، وذلك أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) جلس ذات يوم مع أصحابه ، إذ أقبل رجل جميل الوجه ، أبيض الثياب ، طيب الرائحة ، حسن العمة ، بعيدا من المجلس ، فسلم وجلس ، فرد عليه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) السلام ، فقال الرجل : (( أأدنو منك يا رسول الله ؟ )) فقال له عليه السلام : (( أدن )) . فدنا حتى جلس بين يدي رسول الله عليه السلام ، فنصب رجله اليمنى ، ووضع يده على ركبته ، وفرش فخذه اليسرى ، ووضع يده عليها ، فقال : (( أسالك يا رسول الله ؟ )) فقال : (( سل )) . فقال : (( ما الإيمان ؟ )) . فقال عليه السلام : (( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وبلقائه واليوم الآخر - ويروي : وبلقائه والبعث - وتؤمن بالقدر خيره وشره )) فقال له : (( صدقت )) ، فتعجب الناس من قوله : صدقت ، فقال : (( ما الإسلام يا رسول الله ؟ )) فقال : (( شهادة أن لا إله إلا الله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وصوم شهر رمضان والحج لمن استطاع إليه سبيلا ، والاغتسال من الجنابة )) فقال : (( صدقت )) . ثم قال : (( ما الإحسان يا رسول الله ؟ )) فقال عليه السلام : (( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك )) فقال : (( صدقت )) . فقال : (( متى الساعة يا رسول الله ؟ )) فقال عليه السلام : (( ما السؤول عنها بأعلم من السائل عنها ، وسأنبئك بأشراطها : إذا ولدت الأمة ربها وربتها ، وتطاول رعاة البهم في البنيان ، ووسد الأمر إلى غير أهله ، في خمس لا يعلمهن إلا الله وتلا ( صلى الله عليه وسلم ) : ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ) .

صفحة ١٢