الدليل والبرهان لأبي يعقوب الوارجلاني

Abu Yacqub Warjalani ت. 570 هجري
115

الدليل والبرهان لأبي يعقوب الوارجلاني

تصانيف

وادعاؤهم أنهم يخرجون من النار بعد دخولهم فيها ، وزعموا أنه صح عندهم من جهة الحديث ، والحديث غير المشهور ولا المتواتر ، لا يوجب العلم ولا القطع إلا عين الغرور بعد قول الله - عز وجل - : ( وقد قدمت إليكم بالوعيد ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد ) .

ومن زعم أن تلك النار هي المحشر ، فهو أعذر ، لأن الناس يلقون في المحشر شدائد عظيمة ، وتدنو منهم الشمس قاب ذراعين على رؤوسهم ويسودون حتى لا يبقى منهم من البياض إلا نكتة في نحورهم ، ثم يجلى ذلك عنهم حتى يبيضوا ،هم أصحاب الأعراف ويدخلون بعد ذلك الجنة وهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم

وأما من قال منهم : ( إن الجنة والنار والآخرة لهن انقضاء ) فقد هلك ، سواء قاله عن رأي عن ديانة ، وهذا إجماع من الأمة .

وأما قوله : ( بأن لا منزلة بين منزلتين ، بين الإيمان والكفر ) . فقد نقضت القدرية هذا بقولهم وحكمهم على أن أهل الكبائر ليسوا بؤمنين ولا كافرين قال الله- عز وجل - : ( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون ) . فلقب الرب تعالى هذا الفاسق بالكفر فقال : ( وأما الذين فسقوا فمأواهم النار الذي كنتم به تكذبون ) . وقد قال الله - عز وجل - : ( وإن جهنم لمحيطة بالكافرين ) .

فالمؤمنون في الجنة ، والكافرون في النار ، والفاسقون في البرزخ على قولهم ، أو على الأعراف ، الذين لم يدخلوا الجنة وهم يطمعون .

وقول المرجئة : ( أمة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) لا تعرض على النار ) ، ولابد من المحصول ، هذه الأمة ، إن أرادوا جميع من أرسل إليه رسول الله عليه وسلم من اليهود والنصارى والصابئين والذين أشركوا ويأجوج و مأجوج وغيرهم ، أشركوا .

وإن أردوا جميع استجاب لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ولو من المنافقين ، أشركوا .

وإن أرادوا المخلصين ، أصابوا .

صفحة ٤١