الدليل والبرهان لأبي يعقوب الوارجلاني

Abu Yacqub Warjalani ت. 570 هجري
102

الدليل والبرهان لأبي يعقوب الوارجلاني

تصانيف

واعلم أن ولاية المؤمنين الكون معهم على دينهم وتأدية حقوقهم من الاستغفار والتعاون على البر والتقوى ، ولم ينص إلا على الاستغفار ، وقال الله - عز وجل - : ( واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ) . والبراءة مفارقة الكافرين ومباينتهم .

وأما ذكر جملة النبيين أنهم من نسل آدم فقد تقدم .

وقال الشيخ : ( وعليهم فرز ما بين الكبائر؛ فذلك أن يعرفوا أن الشرك بمساواة الله بغيره؛ فذلك أن يوصف بصفة غيره، أو يوصف غيره بصفته) .

وأما قوله : ( أن يفرز ما بين الكبائر ) . فعلى قول الشيخ أبي خزر - رضي الله عنه - : ( اعلم أنه يسع جهل الحرام ما خلا الشرك ، والاحتلال والإصرار إذا علم ) .

وكذلك باقي الدين إذا علم ، وإنما الكلام على من لم يعلمه .

فليس على أحد أن يعلم أن ثم كبيرة أو كفرا أو شركا غير الشرك الظاهر أو نفاقا ، وليس عليه من كفر الناقض ، أكثر من أن يعلم أنه أتى حراما لا من براءته حتى يعلم كفره أو نفاقه أو شركه الخفي ، ولا أن أوجب الله على شيء من المعاصي النار ما خلا الشرك .

وفي المساواة ما فيه ، والتسوية أفصح ، وقول الله - عز وجل - عن الكفار : ( إذ نسويكم برب العالمين ) .

وأما قوله : ( أن يوصف بصفة غيره ، ويوصف غيره بصفته ) وهذا معنى لا لفظا .

وقال الشيخ : ( وعليهم معرفة أن الله أمر بطاعته ونهى عن معصيته ، وأنه مثيب على طاعته ومعاقب على معصيته ، وأن ثوابه لا يشبهه ثواب وعقابه لا يشبهه عقاب ، وأنه موال لأوليائه ومعاد لأعدائه ) . وفي هذه المسائل أخواتهن الأول . والسؤال في الأوجه الأربعة قائم .

وأما حكاية الشيخ - رضي الله عنه - ( أنه لا يسع جهل الملل وهم اليهود والنصارى والصابئون والمجوس والذين أشركوا ) . فهذه أبعد من هذه المسائل كلها وأخمل .

صفحة ٢٨