المستدرك
صفحة ٥١
الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في تسميته بأمير المؤمنين 1 - (اليقين لابن طاوس): فيما نذكره من المجلد الأول من كتاب (الدلائل) تأليف الشيخ الثقة أبي جعفر محمد بن جرير الطبري، بتقديم تسمية مولانا علي (عليه السلام) بأمير المؤمنين، فقال ما هذا لفظه:
وأخبرني أبو عبد الله الحسين بن عبد الله البزاز، قال: حدثنا أبو الحسن علي ابن محمد بن أحمد بن لؤلؤ البزاز، قال: حدثنا أبو سهل أحمد بن عبد الله بن زياد، قال:
حدثني أبو العباس عيسى بن إسحاق، قال: سألت إبراهيم بن هراسة، عن عمرو ابن شمر (1)، عن جابر الجعفي، قال: قال أبو جعفر محمد بن علي (عليهما السلام): لو علم الناس متى سمي علي أمير المؤمنين ما أنكروا ولايته.
قلت: رحمك الله، متى سمي علي أمير المؤمنين؟
قال: كان ربك (عز وجل) حيث أخذ من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم (2) ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين (3).
صفحة ٥٣
2 - وعنه أيضا: فيما نذكره من كتاب (الدلائل) من الجزء الأول برواية أبي جعفر محمد بن جرير الطبري، بما يقتضي أن عليا (عليه السلام) كان يسمى في حياة النبي (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين نذكره بلفظه لتعلموا أنه رواية من رجالهم.
حدثني القاضي أبو الفرج المعافى، قال: حدثنا محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي، قال: حدثنا القاسم بن هشام بن يونس النهشلي، قال (1): قال الحسن بن الحسين، قال: حدثنا معاذ بن مسلم، عن عطاء (2) بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عامر (3)، في (4) قول الله (عز وجل): * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * (5).
قال: اجتاز عبد الله بن سلام ورهط معه برسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقالوا: يا رسول الله، بيوتنا قاصية (6) ولا نجد متحدثا دون المسجد، إن قومنا لما رأونا قد صدقنا الله ورسوله وتركنا دينهم أظهروا لنا العداوة والبغضاء وأقسموا أن لا يخالطونا ولا يكلمونا، فشق ذلك علينا.
فبينا هم يشكون إلى النبي (صلى الله عليه وآله) إذ نزلت هذه الآية: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * فلما قرأها عليهم قالوا: قد رضينا بما رضي الله ورسوله، ورضينا بالله ورسوله وبالمؤمنين.
وأذن بلال العصر، وخرج النبي (صلى الله عليه وآله) فدخل والناس يصلون ما بين راكع وساجد وقائم وقاعد، وإذا مسكين يسأله (7)، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): هل أعطاك
صفحة ٥٤
أحد شيئا؟
فقال: نعم.
قال (1): ماذا؟
قال: خاتم فضة.
قال: من أعطاك؟
قال: ذاك الرجل القائم.
قال النبي (صلى الله عليه وآله): على أي حال أعطاكه؟
قال: أعطانيه وهو راكع، فنظرنا فإذا هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام). (2) 3 - وعنه أيضا: فيما نذكره من كتاب (الدلائل) لمحمد بن جرير الطبري، في تسمية جبرئيل (عليه السلام) لمولانا علي (عليه السلام) في حياة النبي (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين وسيد الوصيين، فقال ما هذا لفظه:
حدثنا أبو الفضل (3) محمد بن عبد الله، قال: حدثنا عمران بن محسن بن محمد ابن عمران بن طاوس مولى الصادق (عليه السلام)، قال: حدثنا يونس بن زياد الحناط الكفربوتي (4) قال: حدثنا الربيع بن كامل ابن عم الفضل بن الربيع، عن الفضل ابن الربيع: أن المنصور كان قبل الدولة كالمنقطع إلى جعفر بن محمد (عليه السلام)، قال:
سألت جعفر بن محمد بن علي (عليهم السلام) على عهد مروان الحمار عن سجدة الشكر التي سجدها أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، ما كان سببها؟
فحدثني عن أبيه محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين، عن أبيه
صفحة ٥٥
الحسين، عن أبيه (1) علي بن أبي طالب (عليهم السلام): أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجهه في أمر من أموره فحسن فيه بلاؤه وعظم عناؤه، فلما قدم من وجهه ذلك أقبل إلى المسجد ورسول الله (صلى الله عليه وآله) قد خرج يصلي الصلاة، فصلى معه، فلما انصرف من الصلاة أقبل على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فاعتنقه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم سأله عن مسيره ذلك وما صنع فيه، فجعل علي (عليه السلام) يحدثه وأسارير (2) رسول الله (صلى الله عليه وآله) تلمع سرورا بما حدثه.
فلما أتى (صلوات الله عليه) على حديثه. قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا أبشرك يا أبا الحسن؟
قال: فداك أبي وأمي، فكم من خير بشرت به.
قال: إن جبرئيل (عليه السلام) هبط علي في وقت الزوال فقال لي: يا محمد، هذا ابن عمك علي وارد عليك، وإن الله (عز وجل) أبلى المسلمين به بلاء حسنا، وإنه كان من صنعه كذا وكذا، فحدثني بما أنبأتني به، فقال لي:
يا محمد، إنه نجا من ذرية آدم من تولى شيت (3) بن آدم وصي أبيه آدم بشيت، ونجا شيت بأبيه آدم، ونجا آدم بالله.
يا محمد، ونجا من تولى سام بن نوح وصي أبيه نوح بسام، ونجا سام بنوح، ونجا نوح بالله.
يا محمد، ونجا من تولى إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن وصي أبيه إبراهيم بإسماعيل، ونجا إسماعيل بإبراهيم، ونجا إبراهيم بالله.
يا محمد، ونجا من تولى يوشع بن نون وصي موسى بيوشع، ونجا يوشع بموسى، ونجا موسى بالله.
يا محمد، ونجا من تولى شمعون الصفا وصي عيسى بشمعون، ونجا شمعون
صفحة ٥٦
بعيسى، ونجا عيسى بالله.
يا محمد، ونجا من تولى علينا وزيرك في حياتك ووصيك عند وفاتك بعلي، ونجا علي بك، ونجوت أنت بالله (عز وجل).
يا محمد، إن الله جعلك سيد الأنبياء، وجعل عليا سيد الأوصياء وخيرهم، وجعل الأئمة من ذريتكما إلى أن يرث الأرض ومن عليها. فسجد علي (صلوات الله عليه)، وجعل يقبل الأرض شكرا لله (تعالى).
وإن الله (جل اسمه) خلق محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) أشباحا، يسبحونه ويمجدونه ويهللونه بين يدي عرشه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فجعلهم نورا ينقلهم في ظهور الأخيار من الرجال وأرحام الخيرات المطهرات والمهذبات من النساء من عصر إلى عصر.
فلما أراد الله (عز وجل) أن يبين لنا فضلهم ويعرفنا منزلتهم ويوجب علينا حقهم أخذ ذلك النور وقسمه قسمين: جعل قسما في عبد الله بن عبد المطلب فكان منه محمد سيد النبيين وخاتم المرسلين وجعل فيه النبوة، وجعل القسم الثاني في عبد مناف وهو أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف (1) فكان منه علي أمير المؤمنين وسيد الوصيين، وجعله رسول الله (صلى الله عليه وآله) وليه ووصيه وخليفته، وزوج ابنته، وقاضي دينه، وكاشف كربته، ومنجز وعده، وناصر دينه. (2) من معجزاته (عليه السلام) 4 - (فرج المهموم لابن طاوس): في احتجاج من قوله حجة في العلوم على صحة علم النجوم وهو ما رويناه بإسنادنا عن الشيخ السعيد محمد بن رستم بن جرير
صفحة ٥٧
الطبري (1) الإمامي (رضوان الله عليه) في الجزء الثاني (2) من كتاب (دلائل الإمامة) قال:
أخبرني أبو عبد الله الحسين بن عبد الله الحرمي (3) وأبو الحسين محمد بن هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري، قالا: حدثنا أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري (رضي الله عنه)، قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن مخزوم المقرئ مولى بني هاشم، قال: حدثنا أحمد بن القاسم البري (4)، قال: حدثنا يحيى بن عبد الرحمن، عن علي بن صالح بن حي (5) الكوفي، عن زياد بن المنذر، عن قيس بن سعد، قال:
كنت أساير أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) كثيرا إذا سار إلى وجه من الوجوه، فلما قصد أهل النهروان وصرنا بالمدائن وكنت يومئذ مسايرا له، إذ خرج إلينا قوم من أهل المدائن من دهاقينهم (6) معهم براذين (7) قد جاءوا بها هدية إليه فقبلها، وكان فيمن تلقاه دهقان من دهاقين المدائن يدعى سرسفيل، وكانت الفرس تحكم برأيه فيما مضى (8)، وترجع إلى قوله فيما سلف، فلما بصر بأمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، قال: يا أمير المؤمنين، تناحست النجوم الطوالع، فنحس أصحاب السعود وسعد أصحاب النحوس، ولزم الحكيم في مثل هذا اليوم الاختفاء والجلوس، وإن يومك هذا يوم مميت، قد اقترن فيه كوكبان قتالان، وشرف فيه بهرام (9) في برج الميزان، واتقدت من برجك النيران،
صفحة ٥٨
وليس لك الحرب بمكان.
فتبسم أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، ثم قال: أيها الدهقان، المنبئ بالأخبار، والمحذر من الأقدار، أتدري ما نزل البارحة في آخر الميزان، وأي نجم حل في السرطان (1)؟
قال: سأنظر ذلك. وأخرج من كمه أسطرلابا (2) وتقويما، فقال له أمير المؤمنين (صلوات الله عليه): أنت مسير الجاريات؟ قال: لا.
قال: أفتقضي على الثابتات؟ قال: لا.
قال: فأخبرني عن طول الأسد (3) وتباعده عن المطالع (4) والمراجع؟ وما الزهرة (5) من التوابع والجوامع؟ قال: لا علم لي بذلك.
قال: فما بين السواري (6) إلى الدراري، وما بين الساعات إلى الفجرات (7)، وكم قدر شعاع المدرات (8)، وكم تحصيل (9) الفجر في الغدوات (10)؟ قال: لا علم لي بذلك قال: هل علمت يا دهقان أن الملك اليوم انتقل من بيت إلى بيت في الصين،
صفحة ٥٩
وانقلب (1) برج ماجين، واحترقت دور بالزنج (2)، وطفح جب سرنديب (3)، وتهدم حصن الأندلس، وهاج نمل السيح (4)، وانهزم مراق الهند (5)، وفقد ربان اليهود بأيلة (6)، وجذم بطريق (7) الروم برومية (8)، وعمي راهب عمورية (9)، وسقطت شرافات (10) القسطنطينية (11)، أفعالم أنت بهذه الحوادث، وما الذي أحدثها شرقيها أو غربيها (12) من الفلك؟ قال: لا علم لي بذلك.
قال: فبأي الكواكب تقضي في أعلى القطب، وبأيها تنحس من تنحس، قال:
لا علم لي بذلك.
قال: فهل علمت أنه سعد اليوم اثنان وسبعون عالما في كل عالم سبعون عالما، منهم في البر، ومنهم في البحر، وبعض في الجبال، وبعض في الغياض (13)، وبعض في
صفحة ٦٠
العمران فما الذي أسعدهم؟ قال: لا علم لي بذلك.
قال يا دهقان، أظنك حكمت على اقتران المشتري (1) وزحل (2) لما استنارا لك في الغسق، وظهر تلألؤ المريخ وتشريفه في السحر، وقد سار فاتصل جرمه بنجوم (3) تربيع القمر، وذلك دليل على استخلاف (4) ألف ألف من البشر، كلهم يولدون اليوم والليلة، ويموت مثلهم ويموت هذا فإنه منهم (5) - وأشار إلى جاسوس في عسكره لمعاوية - فلما قال ذلك ظن الرجل أنه قال خذوه، فأخذه شئ في قلبه وتكسرت نفسه في صدره فمات لوقته.
فقال (عليه السلام) للدهقان: ألم أرك عين التقدير (6) في غاية التصوير؟ قال: بلى يا أمير المؤمنين.
فقال: يا دهقان، أنا مخبرك أني وصحبي هؤلاء لا شرقيون ولا غربيون، إنما نحن ناشئة القطب، وما زعمت البارحة أنه انقدح من برج الميزان فقد كان يجب أن تحكم معه لي، لأن نوره وضياءه عندي، فلهبه ذاهب (7) عني.
يا دهقان: هذه قضية عيص (8)، فأحسبها وولدها إن كنت عالما بالأكوار والأدوار، ولو علمت ذلك لعلمت أنك تحصي عقود القصب في هذه الأجمة.
ومضى أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، فهزم أهل النهروان وقتلهم فعاد بالغنيمة والظفر، فقال الدهقان: ليس هذا العلم بأيدي أهل زماننا، هذا علم مادته من السماء. (9)
صفحة ٦١
ملحق:
ومما يلحق بهذا المستدرك الخبر الذي نقله العلامة المجلسي في البحار - الطبع الحجري 8: 220 - قال:
أجاز لي بعض الأفاضل في مكة - زاد الله شرفها - رواية هذا الخبر، وأخبرني أنه أخرجه من الجزء الثاني من كتاب (دلائل الإمامة) وهذه صورته:
حدثنا أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري، قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي، قال: حدثني عبد الرحمن بن سنان الصيرفي، عن جعفر بن علي الحوار، عن الحسن بن مسكان، عن المفضل بن عمر الجعفي، عن جابر الجعفي، عن سعيد بن المسيب، قال: الخبر، وهو طويل يتضمن ذكر واقعة الطف، وأثرها في أهل المدينة، وورود عبد الله بن عمر بن الخطاب دمشق صارخا، لاطما وجهه، شاقا جيبه، معترضا على يزيد، محرضا عليه، فأقنعه يزيد بأن أخرج إليه صحيفة تحتوي على عهد كتبه عمر بن الخطاب - وقيل: عثمان بن عفان - إلى معاوية بن أبي سفيان.
وقد أشرنا إلى هذا الخبر لكونه من الجزء المفقود من كتابنا هذا، تاركين التعرض لتفاصيله، محيلين القارئ الكريم إلى مظانه.
صفحة ٦٢
دلائل الإمامة للمحدث الشيخ أبي جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الصغير من أعلام القرن الخامس الهجري تحقيق قسم الدراسات الإسلامية مؤسسة البعثة قم
صفحة ٦٣
بسم الله الرحمن الرحيم [فاطمة الزهراء (عليها السلام)] [مسندها] 1 / 1 - أخبرنا (1) القاضي أبو بكر محمد بن عمر الجعابي، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن العباس بن محمد بن أبي محمد يحيى بن المبارك اليزيدي، قال: حدثنا الخليل بن أسد أبو الأسود النوشجاني، قال: حدثنا رويم بن يزيد المنقري، قال: حدثنا سوار بن مصعب الهمداني، عن عمرو بن قيس، عن سلمة بن كهيل، عن شقيق بن سلمة، عن ابن مسعود، قال:
جاء رجل إلى فاطمة (عليها السلام) فقال: يا ابنة رسول الله، هل ترك رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندك شيئا: تطرفينيه (2).
فقالت: يا جارية، هات تلك الحريرة.
صفحة ٦٥
فطلبتها فلم تجدها، فقالت: ويحك اطلبيها، فإنها تعدل عندي حسنا وحسينا.
فطلبتها فإذا هي قد قممتها (1) في قمامتها، فإذا فيها:
قال محمد النبي (صلى الله عليه وآله): " ليس من المؤمنين من لم يأمن جاره بوائقه (2).
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو يسكت.
إن الله يحب الخير (3) الحليم المتعفف، ويبغض الفاحش الضنين السئآل الملحف.
إن الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة، وإن الفحش من البذاء، والبذاء في النار " (4).
2 / 2 - وحدثني أبو الحسين محمد بن هارون التلعكبري، قال: أخبرني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى، قال: حدثنا أحمد بن محمد، [عن أبيه، عن محمد بن أحمد] (5) قال: حدثنا أبو عبد الله الرازي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن روح بن صالح، عن هارون بن خارجة، رفعه، عن فاطمة (عليها السلام)، قالت:
أصاب الناس زلزلة على عهد أبي بكر، ففزع الناس إلى أبي بكر وعمر، فوجدوهما قد خرجا فزعين إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فتبعهما الناس حتى انتهوا إلى باب علي (عليه السلام) فخرج إليهم علي (عليه السلام) غير مكترث لما هم فيه، فمضى واتبعه الناس، حتى انتهى إلى تلعة (6)، فقعد عليها وقعدوا حوله، وهم ينظرون
صفحة ٦٦
إلى حيطان المدينة ترتج جائية وذاهبة.
فقال لهم علي (عليه السلام): كأنكم قد هالكم ما ترون؟
قالوا: وكيف لا يهولنا ولم نر مثلها قط؟
قالت (عليها السلام): فحرك شفتيه، ثم ضرب الأرض بيده، ثم قال: مالك؟ اسكني.
فسكنت، فعجبوا من ذلك أكثر من تعجبهم أولا حيث خرج إليهم. قال لهم: إنكم قد عجبتم من صنيعي؟! قالوا: نعم.
قال: أنا الرجل الذي قال الله عز وجل: * (إذا زلزلت الأرض زلزالها * وأخرجت الأرض أثقالها * وقال الإنسان ما لها) * فأنا الإنسان الذي أقول لها:
ما لها * (يومئذ تحدث أخبارها) * (1) إياي تحدث (2).
3 / 3 - وحدثني القاضي أبو الفرج المعافى، قال: حدثنا إسحاق بن محمد، قال:
حدثنا أحمد بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم [بن موسى] بن جعفر بن محمد، عن عمي أبيه: الحسين وعلي ابني موسى، عن أبيه عن جعفر، عن أبيه محمد، عن أبيه علي بن الحسين (3)، عن الحسين بن علي عليهم السلام، قال: حدثتني فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليهم) قالت: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا أبشرك؟! إذا أراد الله أن يتحف زوجة وليه في الجنة بعث إليك، تبعثين إليها من حليك (4).
4 / 4 - وحدثني أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن حبيب، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان، قال: حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا بن يحيى بن عاصم بن زفر البصري، قال: حدثنا عثمان بن عمرو الدباغ، قال: حدثنا محمد بن القاسم الأسدي، قال: حدثنا أبو الجارود، قال: حدثنا
صفحة ٦٧
أبو الحجاف (1)، عن زينب ابنة علي، عن فاطمة بنت رسول الله (عليهم السلام)، قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): أما إنك - يا بن أبي طالب - وشيعتك في الجنة (2).
5 / 5 - وعنه، قال: حدثنا أبو بكر بن شاذان، قال: حدثنا أبو سعيد البصري، قال: حدثنا عثمان بن عبد الله أبو عمر الطحان، قال: حدثنا سعيد بن سالم، قال:
حدثنا عبيد بن الطفيل، عن ربعي بن حراش، عن فاطمة ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنها دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فبسط ثوبا فقال: اجلسي عليه.
ثم دخل الحسن (عليه السلام) فقال: اجلس معها.
ثم دخل الحسين (عليه السلام) فقال: اجلس معهما.
ثم دخل علي (عليه السلام) فقال: اجلس معهم.
ثم أخذ بمجامع الثوب فضمه علينا، ثم قال:
اللهم هم مني وأنا منهم، اللهم ارض عنهم كما إني عنهم راض. (3) 6 / 6 - وأخبرني القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري، قال:
حدثنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن عباد بن حاتم التمار بالبصرة، قال: حدثنا إبراهيم بن فهد بن حكيم، قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال: حدثنا إبراهيم بن الحسن الرافعي (4)، عن أبيه، عن زينب بنت أبي رافع، عن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أنها أتت رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالحسن والحسين (عليهما السلام)
صفحة ٦٨
في مرضه الذي توفي فيه، فقالت: يا رسول الله، إن هذين لم تورثهما شيئا.
قال: أما الحسن فله هيبتي وسؤددي، وأما الحسين فله جرأتي وجودي (1).
7 / 7 - وحدثنا القاضي أبو الفرج المعافى، قال: حدثنا إسحاق بن محمد بن علي أبو أحمد الكوفي، قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ، صاحب الكسائي، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر، قال: حدثني عما أبي: الحسين وعلي ابنا موسى، عن أبيهما، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي ابن الحسين، عن أبيه، عن علي، عن فاطمة (عليهم السلام) قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
يا حبيبة أبيها، كل مسكر حرام، وكل مسكر خمر (2).
8 / 8 - وأخبرني القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري، قال:
أخبرنا أبو الحسين زيد بن محمد بن جعفر الكوفي قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحكم الحبري قراءة عليه، قال: أخبرنا إسماعيل بن صبيح، قال: حدثنا يحيى بن مساور، عن علي بن الحزور، عن القاسم بن (3) أبي سعيد الخدري، رفع الحديث إلى فاطمة (عليها السلام) قالت: أتيت النبي (صلى الله عليه وآله) فقلت: السلام عليك يا أبه. فقال: وعليك السلام يا بنية.
قالت: فقلت: والله، ما أصبح - يا نبي الله - في بيت علي حبة طعام، ولا دخل بين شفتيه طعام منذ خمس، ولا أصبحت له ثاغية ولا راغية (4)، ولا أصبح في بيته سفة
صفحة ٦٩
ولا هفة (1).
فقال لها: ادني مني. فدنت منه، فقال لها: أدخلي يدك بين ظهري وثوبي. فإذا هي بحجر بين كتفي النبي (صلى الله عليه وآله) مربوط بعمامته إلى صدره، فصاحت فاطمة (عليها السلام) صيحة شديدة، وقال: ما أوقدت في بيوت (2) آل محمد نار منذ شهر.
ثم قال (صلى الله عليه وآله): أتدرين ما منزلة علي؟ كفاني أمري وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وضرب بين يدي بالسيف وهو ابن ست عشرة سنة، وقتل الأبطال وهو ابن تسع عشرة سنة، وفرج همومي وهو ابن عشرين سنة، ورفع باب خيبر وهو ابن عشرين سنة (3) وكان لا (4) يرفعه خمسون رجلا.
فأشرق لون فاطمة، ولم تقر قدماها مكانها حتى أتت عليا، فإذا البيت قد أنار لنور (5) وجهها، فقال لها علي (عليه السلام): يا ابنة محمد، لقد خرجت من عندي ووجهك على غير هذه الحال!
فقالت: إن النبي حدثني بفضلك، فما تمالكت حتى جئتك.
فقال لها: كيف لو حدثك (6) بكل فضلي؟! (7) 9 / 9 - وحدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن محمد بن معقل العجلي القرميسيني، قال: حدثني محمد بن الحسن بن بنت إلياس، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا علي بن موسى الرضا (8)، قال: حدثني موسى بن جعفر، عن أبيه
صفحة ٧٠
جعفر بن محمد، عن جده، عن أبيه الحسين، عن أمه فاطمة (عليهم السلام)، قالت: قال لي أبي رسول الله (صلى الله عليه وآله):
إياك والبخل، فإنه عاهة لا تكون في كريم، إياك والبخل فإنه شجرة في النار، وأغصانها في الدنيا، فمن تعلق بغصن من أغصانها أدخله النار، والسخاء شجرة في الجنة، وأغصانها في الدنيا (1) فمن تعلق بغصن من أغصانها أدخله الجنة (2).
10 / 10 - وحدثنا أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري، قال:
أخبرني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، قال: حدثنا أبو سعيد أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا أبو العباس عبد الرحمان بن محمد بن حماد، قال: حدثنا أبو سعيد يحيى بن حكيم، قال: حدثنا أبو قتيبة (3)، قال: حدثنا الأصبغ بن زيد، عن سعيد بن راشد (4)، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن فاطمة بنت النبي (صلى الله عليه وآله)، قالت: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول:
إن في الجمعة لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله عز وجل فيها خيرا إلا أعطاه إياه.
قالت: فقلت: يا رسول الله، أي ساعة هي؟
قال: إذا تدلى نصف عين الشمس للغروب.
قال: وكانت فاطمة (عليها السلام) تقول لغلامها: اصعد على السطح، فإن رأيت نصف عين الشمس قد تدلى للغروب فأعلمني حتى أدعو (5).
صفحة ٧١
11 / 11 - حدثنا القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري في الجزء الخامس من (مقاتل آل أبي طالب) ونحن نقرأه عليه، قال: حدثنا أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد الأصبهاني الكاتب، قال: حدثني علي بن إبراهيم بن محمد ابن الحسن بن محمد بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: حدثني سليمان بن أبي (1) العطوس، قال: حدثنا محمد بن عمران ابن أبي ليلى، قال: حدثنا عبد ربه - يعني ابن (2) علقمة - عن يحيى بن عبد الله، عن الذي أفلت من الثمانية، قال:
لما أدخلنا الحبس قال علي بن الحسن: اللهم إن كان هذا من سخط منك علينا فاشدد حتى ترضى.
فقال له عبد الله بن الحسن: ما هذا، يرحمك الله؟!
ثم حدثنا عبد الله، عن فاطمة الصغرى، عن أبيها (3)، عن جدتها فاطمة الكبرى بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قالت: قال لي رسول الله:
يدفن من ولدي سبعة بشاطئ الفرات، لم يسبقهم الأولون، ولم يدركهم الآخرون.
فقلت: نحن ثمانية! قال: هكذا سمعت.
قال: فلما فتحوا الباب وجدوهم موتى، وأصابوني وبي رمق، فسقوني ماء وأخرجوني فعشت (4).
12 / 12 - حدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثني أبو عبد الله جعفر ابن محمد بن جعفر العلوي الحسني ، قال: حدثني موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن
صفحة ٧٢