قَالَ دَاوُدُ، أَنْشَدَنِي يَعْقُوبُ: عَلَى كُلِّ نَابِي الْمِحْزِمَيْنِ تَرَى لَهُ ... شَرَاسِيَفَ تَغْتَالُ الْوَضِينِ الْمُسَمَّمَا
أَيِ الَّذِي لَهُ سُمُومٌ أَيْ عُرٌ، وَالسُّمُّ: الْخَرْقُ، «تَغْتَالُ» أَيْ: تَذْهَبُ بِهِ لِعَظْمِ جَوْفِهِ وَرُحْبِهِ، وَكُلُّ مَنْ أَذْهَبَ شَيْئًا فَقَدِ اغْتَالَهُ، يُقَالُ: الْغَضَبُ غُولُ الْحِلْمِ.
وَالشَّرَاسِيفُ: مِقَاطُّ الْأَضْلَاعِ
قَالَ يَعْقُوبُ: قَالَ الْمُمَزَّقُ الْعَبْدِيُّ فِي مَعْنَاهُ: وَقَدْ ضَمُرَتْ حَتَّى الْتَقَى مِنْ نُسُوعِهَا ... عُرَا ذِي ثَلَاثٍ لَمْ تَكُنْ قَبْلُ تَلْتَقِي
وَالْوَضِينُ: لَهُ ثَلَاثُ عُرًا، عُرْوَتَانِ فِي طَرَفَيْهِ، وَثَالِثَةٌ فِي الْوَسَطِ أَوْ قَرِيبٍ مِنْهُ، فَإِذَا ضَمُرَتْ أُدْخِلَ طَرَفُ الْوَضِينِ فِي ذَلِكَ الْوُسْطَى، قَالَ الطِّرْمَاحُ:
طَوَاهَا السَّرَى حَتَّى انْطَوَى ذُو ثَلَاثِهَا ... إِلَى أَبْهَرِي دَرْمَاءَ شَعْبِ السَّنَاسِنِ
فَفُسِّرَ هَذَا الْبَيْتُ كَتَفْسِيرِ الَّذِي قَبْلَهُ.
وَقَالَ أَبُو عُمَرٍو: يُرْوَى «حَتَّى انْطَوَى» وَحَتَّى ارْتَقَى ذُو ثَلَاثِهَا «فَمَنْ رَوَى»
1 / 66