406

الدلائل في غريب الحديث

محقق

د. محمد بن عبد الله القناص

الناشر

مكتبة العبيكان

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م

مكان النشر

الرياض

وَقَالَ غَيْرُهُ: هِيَ أَرْبَعُ قَبَائِلَ مُتَقَابِلَاتٍ مُتَشَعِبٌ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ، قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: وَلِلنِّسَاءِ ثَلَاثُ قَبَائِلَ، وَيُقَالُ: إِنَّ الدَّمْعَ يَخْرُجُ مِنَ الشُّئُونِ، وَمِنْهُ يُقَالُ: اسْتَهَلَّتْ شُئُونُهُ وَالِاسْتِهْلَالُ قَطْرٌ لَهُ صَوْتٌ، قَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ: لَا تَحْزُنِينِي بِالْفِرَاقِ فَإِنِّنِي ... لَا تَسْتَهِلُّ مِنَ الْفِرَاقِ شُئُونِي.
وَقَالَ الشَّاعِرُ فِي الْقَبَائِلِ: وَإِنِّي زَعِيمٌ لِلْكَمِيِّ بِضَرْبَةٍ ... بِأَبْيَضَ مَصْقُولٍ شُئُونَ الْقَبَائِلِ
وَكَذَلِكَ قَبَائِلُ الْقَدَحِ وَالْجَفْنَةِ، وَكُلُّ قِطْعَتَيْنِ شُعِبَتْ إِحْدَاهُمَا إِلَى الْأُخْرَى، فَهِيَ قَبِيلَةٌ، وَمِنْهَا قَبَائِلُ الْعَرَبِ.
وَقَوْلُ عُمَرَ: لَمْ تَجْتَمِعْ شُئُونُ رَأْسِهِ، يَقُولُ: إِنَّهُ غُلَامٌ، لِأَنَّ الشُئُونُ إِنَّمَا تَشْتَدُّ وَتَتَلَاحَمُ، وَتَصْلُبُ مِنَ الْكَهْلِ، وَقَالُوا: وَجَّهَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ خَيْلًا إِلَى رَجُلٍ كَانَ يَصِيبُ الطَّرِيقَ، فَأَعْجَزَهُمْ عَلَى فَرَسٍ يُقَالُ لَهَا: الْعَصَا، وَأَنْشَأَ يَقُولُ: تَجَلَّلْتُ الْعَصَا وَعَلِمْتُ أَنِّي ... رَهِينَةُ حَبْسِهِمْ إِنْ يَثْقَفُونِي
وَلَو أَنِّي نَظَرْتُهُمْ قَلِيلًا ... لَسَاقُونِي إِلَى شَيْخِ بَطِينِ
شَدِيدِ مَجَالِزِ الْكَتِفَيْنِ صُلْبٍ ... عَلَى الْحَدَثَانِ مُجْتَمِعِ الشُّئُونِ
وَأَنْشَدَنَا ابْنُ الْهَيْثَمِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ يَعْقُوبَ: أَوَاقِدُ لَا آلُوكَ إِلَّا مُهَنَّدًا ... وَجِلْدَ أَبِي عِجْلٍ وَثِيقَ الْقَبَائِلِ

2 / 457