وعبادتهم منهم للأحبار والرهبان.
وأيضا فقد صح عن النبي ﷺ أنه قال: "لا تقوم الساعة حتى تعبد اللات والعزى" (١)، وقال: "لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة" (٢)، وهو صنم كان لهم في الجاهلية بعث النبي
_________
= عبد الرزاق والفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في سننه كلهم من طريق أبي البختري سعيد بن فيروز قال سأل رجل حذيفة ﵁ فقال: أرأيت قوله تعالى: ﴿اتخذوا أحبارهم ...﴾ الآية. أكانوا يعبدونهم قال: لا ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه.
وأخرجه من هذا الطريق ابن جرير في تفسيره١٠/١١٤-١١٥ وإسناده ضعيف للانقطاع بين أبي البختري وحذيفة فإن أبا البختري لم يسمع من حذيفة إنما أرسل عنه كما في تهذيب الكمال للمزي وجامع التحصيل. ثم عزا السيوطي في الدر أثر حذيفة هذا إلى أبي الشيخ والبيهقي في شعب الإيمان- والذي يظهر من صنيع السيوطي أنه من طريق آخر غير طريق البختري- هذا ولم يتيسر لي الوقوف على إسناديهما – وسأرجى باقي الكلام على هذا الحديث في رسالة الثانية إن شاء الله.
وقد حسن شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية هذا الحديث كما في كتابه (الإيمان) ص٦٤ وعلى معنى هذا الحديث جمهور المفسرين. والله أعلم.
(١) الحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه بلفظ: "لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى" – كتاب الفتن وأشراط الساعة- عن عائشة ﵂ مرفوعا (٤/٢٢٣٠) . وأخرجه ابن عدي في الكامل (٧/٢٥١٧) من طريق أبي معشر نجيح السندي عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله ﷺ ... فذكره بلفظ المؤلف. وسنده ضعيف جدا علته محمد بن الحسن بن محمد النقاش شيخ ابن عدي اتهم بالكذب وكان من المقرئين وله تفسير أتى فيه بالطامات والفضائح. قال أبو القاسم اللالكائي تفسير النقاش أشقاء الصدور وليس بشفاء الصدور، وأبو معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي ضعفه القطان وابن المديني وابن معين والدارقطني وغيرهم وقال البخاري: منكر الحديث وكذا قال الساجي.
(٢) أخرجه الإمام أحمد في مسنده٢/٢٧١، والبخاري في صحيحه – كتاب الفتن – باب تغير الزمان حتى تعبد الأوثان١٣/٧٦، ومسلم في صحيحه – كتاب الفتن وأشراط الساعة- ٤/٢٩٠٦ كلهم من طريق الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة.
1 / 41