عيون الأنباء في طبقات الأطباء

ابن أبي أصبيعة ت. 668 هجري
97

عيون الأنباء في طبقات الأطباء

محقق

الدكتور نزار رضا

الناشر

دار مكتبة الحياة

مكان النشر

بيروت

الْبَاب الْخَامِس طَبَقَات الْأَطِبَّاء الَّذين كَانُوا مُنْذُ زمَان جالينوس وقريبا مِنْهُ جالينوس ولنضع أَولا كلَاما كليا فِي إِخْبَار جالينوس وَمَا كَانَ عَلَيْهِ ثمَّ نلحق بعد ذَلِك مَعَه جملا من ذكر الْأَطِبَّاء الَّذين كَانُوا مُنْذُ زَمَانه وقريبا من وقته فَنَقُول إِن الَّذِي قد علم من حَال جالينوس واشتهرت بِهِ الْمعرفَة عِنْد الْخَاص وَالْعَام فِي كثير من الْأُمَم أَنه كَانَ خَاتم الْأَطِبَّاء الْكِبَار المعلمين وَهُوَ الثَّامِن مِنْهُم وَأَنه لَيْسَ يدانيه أحد فِي صناعَة الطِّبّ فضلا عَن أَن يُسَاوِيه وَذَلِكَ لِأَنَّهُ عِنْدَمَا ظهر وجد صناعَة الطِّبّ قد كثرت فِيهَا أَقْوَال الْأَطِبَّاء السوفسطائيين وانمحت محاسنها فَانْتدبَ لذَلِك وأبطل آراء أُولَئِكَ وأيد وشيد كَلَام أبقراط وآراءه وآراء التَّابِعين لَهُ وَنصر ذَلِك بِحَسب إِمْكَانه وصنف فِي ذَلِك كتبا كَثِيرَة كشف فِيهَا عَن مَكْنُون هَذِه الصِّنَاعَة وأفصح عَن حقائقها وَنصر القَوْل الْحق فِيهَا وَلم يجِئ بعده من الْأَطِبَّاء إِلَّا من هُوَ دون مَنْزِلَته ومتعلم مِنْهُ وَكَانَت مُدَّة حَيَاة جالينوس سبعا وَثَمَانِينَ سنة مِنْهَا صبي ومتعلم سبع عشرَة سنة وعالم معلم سبعين سنة وَهَذَا على مَا ذكره يحيى النَّحْوِيّ وَكَذَلِكَ تَقْسِيم عمر كل وَاحِد مِمَّن تقدم ذكره من سَائِر الْأَطِبَّاء الْكِبَار المعلمين إِلَى وقتي تعلمه وتعليمه

1 / 109