عيون الأخبار

ابن قتيبة ت. 276 هجري
152

عيون الأخبار

الناشر

دار الكتب العلمية

مكان النشر

بيروت

حضر باب عمر بن الخطاب ﵁ جماعة منهم سهيل بن عمرو وعيينة بن حصن والأقرع بن حابس فخرج الآذن فقال: أين صهيب؟ أين عمّار؟ أين سلمان؟ فتمعّرت «١» وجوه القوم. فقال واحد منهم: لم تتمعّر وجوهكم؟ دعوا ودعينا فأسرعوا وأبطأنا، ولئن حسدتموهم على باب عمر لما أعدّ الله لهم في الجنة أكثر. وقال بعض الشعراء: [طويل] سأترك هذا الباب ما دام إذنه ... على ما أرى حتى يخفّ قليلا إذا لم نجد للإذن عندك موضعا ... وجدنا إلى ترك المجيء سبيلا وقال آخر لحاجب: [طويل] سأترك بابا أنت تملك إذنه ... وإن كنت أعمى عن جميع المسالك فلو كنت بوّاب الجنان تركتها ... وحوّلت رحلي مسرعا نحو مالك وكتب أبو العتاهية إلى أحمد بن يوسف: [طويل] لئن عدت بعد اليوم إني لظالم ... سأصرف وجهي حيث تبغى المكارم متى ينجح الغادي إليك بحاجة ... ونصفك محجوب ونصفك نائم؟ وقال آخر: [متقارب] ولست بمتّخذ صاحبا ... يقيم على بابه حاجبا إذا جئت قال له: حاجة ... وإن عدت ألفيته غائبا ويلزم إخوانه حقّه ... وليس يرى حقّهم واجبا فلست بلاقيه حتى الممات ... إذا أنا لم ألقه راكبا

1 / 157