العقود الدرية
محقق
محمد حامد الفقي
الناشر
دار الكاتب العربي
الإصدار
الأولى
مكان النشر
بيروت
تصانيف
التراجم والطبقات
على بَاطِن الْأُمُور فانكم وَللَّه الْحَمد مَا تختارون السَّاعَة إِلَّا ذَلِك وَلم نعزم على الْمقَام والإستيطان شهرا وَاحِدًا بل كل يَوْم نستخير الله لنا وَلكم وَادعوا لنا بالخيرة فنسأل الله الْعَظِيم ان يُخَيّر لنا وَلكم وللمسلمين مَا فِيهِ الْخيرَة فِي خير وعافية
وَمَعَ هَذَا فقد فتح الله من أَبْوَاب الْخَيْر وَالرَّحْمَة وَالْهِدَايَة وَالْبركَة مَا لم يكن يخْطر بالبال وَلَا يَدُور فِي الخيال وَنحن فِي كل وَقت مهمومون بِالسَّفرِ مستخيرون الله ﷾ فَلَا يظنّ الظَّان أَنا نؤثر على قربكم شَيْئا من أُمُور الدُّنْيَا قطّ بل وَلَا نؤثر من أُمُور الدّين مَا يكون قربكم أرجح مِنْهُ وَلَكِن ثمَّ أُمُور كبار نَخَاف الضَّرَر الْخَالِص وَالْعَام من إهمالها وَالشَّاهِد يرى مَا لَا يرى الْغَائِب
وَالْمَطْلُوب كَثْرَة الدُّعَاء بالخيرة فان الله يعلم وَلَا نعلم وَيقدر وَلَا نقدر وَهُوَ علام الغيوب وَقد قَالَ النَّبِي ﷺ «من سَعَادَة ابْن آدم إستخارته الله وَرضَاهُ بِمَا يقسم الله لَهُ وَمن شقاوة ابْن آدم ترك إستخارته الله وَسخطه بِمَا يقسم الله لَهُ» والتاجر يكون
1 / 274