العقوبات
محقق
محمد خير رمضان يوسف
الناشر
دار ابن حزم
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
تصانيف
١٧٢ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: " كَانَ يُونُسُ ﵇ يَدْعُو قَوْمَهُ، فَيَأْبَوْنَ عَلَيْهِ، فَإِذَا خَلَا دَعَا لَهُمْ. قَالَ: وَبَعَثُوا عَلَيْهِ عَيْنًا لَهُمْ، فَلَمَّا أَعْيَوْهُ دَعَا اللَّهَ ﷿ عَلَيْهِمْ، فَجَاءَ عَيْنُهُمْ، فَأَخْبَرَهُمْ بِذَلِكَ، فَخَرَجُوا فِي. . . بِالْبَهَائِمِ عَنْ أَوْلَادِهَا، وَخَرَجُوا يَضِجُّونَ إِلَى اللَّهِ ﷿، فَرَحِمَهُمُ اللَّهُ. فَجَاءَ يُونُسُ يَنْظُرُ بِأَيِّ شَيْءٍ أُهْلِكَ قَوْمُهُ، فَإِذَا الْأَرْضُ مُسْوَدَّةٌ مِنْهُمْ، ⦗١١٧⦘ قَالَ: فَانْطَلَقَ مُرَاغِمًا، فَرَكِبَ مَعَ قَوْمٍ فِي سَفِينَةٍ، فَجَعَلَتِ السَّفِينَةُ لَا تَنْتَقِلُ وَلَا تَرْجِعُ، فَقَالَ: مَا هَذَا إِلَّا بِذَنْبِ بَعْضِكُمْ. فَاقْتَرَعُوا فَلَقِيَهُ فِي الْمَاءِ، وَيُخَلِّي وَجْهَنَا فَيَبْقَى بَيْنَهُمْ يُونُسُ فِي الشِّمَالِ، فَقَالُوا: لَا. . . اللَّيْلَةَ مِنْ شَرٍّ أَصَابَنَا بِنَبِيِّ اللَّهِ، فَأَعَادُوا الْقُرْعَةَ، فَبَقِيَ سَهْمُهُ فِي الشِّمَالِ، قَالَ يُونُسُ: مَا يُرَادُ غَيْرِي، أَلْقُونِي فِي الْمَاءِ، وَلَكِنْ لَا تُنَكِّسُونِي عَلَى رَأْسِي، وَلَكِنْ صُبُّونِي عَلَى رِجْلَيَّ صَبًّا. فَفَعَلُوا، فَحَاتَ الْحُوتُ فَاهُ، فَأَلْقَمَهُ، فَاتَّبَعَهُ حُوتٌ أَكْبَرُ مِنْهُ لِيَلْقُمَهُمَا جَمِيعًا، فَسَبَقَهُ، فَكَانَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ، حَتَّى دَقَّ لَحْمَهُ وَعَظْمَهُ وَشَعْرَهُ وَبَشْرَتَهُ، وَكَانَ. . . فَدَعَا اللَّهَ فِيمَا دَعَا بِهِ، قَالَ: ﴿فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ﴾ [الصافات: ١٤٥]، ﴿وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ﴾ [الصافات: ١٤٦]، قَالَ: وَكَانَ فِي تِلْكَ الشَّجَرَةِ غِذَاءٌ، حَتَّى اشْتَدَّ عَظْمُهُ، وَنَبَتَ لَحْمُهُ وَشَعْرُهُ، وَبَشَرَتُهُ، فَكَانَ كَمَا كَانَ. فَبَعَثَ اللَّهُ ﷿ عَلَيْهَا رِيحًا ⦗١١٨⦘ فَيَبِسَتْ، فَبَكَى عَلَيْهَا يُونُسُ، فَأَوْحَى اللَّهُ ﷿ إِلَيْهِ: يَا يُونُسُ، أَتَبْكِي عَلَى شَجَرَةٍ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ ﷿ فِيهَا بَلَاغًا، وَلَا تَبْكِي عَلَى قَوْمِكَ أَنْ يُهْلَكُوا "
1 / 116