فضلاء أهل العلم والتخلق، وكان إذا اثني عليه بحسن الخلق يقول: قال النبي ﷺ: "أول ما يوضع في الميزان الخلق الحسن" ومن لم يكن عنده أول ما يوضع في الميزان لم يكن عنده غيره، لأن هذا إنما يجري مجرى الأساس.
تخطط في بلده بالعدالة، وكانت له صفة، وناب عن القضاة في الأحكام مطلقا، وكان هو المشاور عندهم والمعول على ما عنده، وهو كان القاضي على القضاة بالحقيقة لأن مرجع أمرهم إنما كان إليه. وكان له باطن سليم، سمعته ﵀ يقول "والله ما بت قط وفي نفسي شر لمسلم" فجزاه الله عن نيته، وعامله بالحسنى عن طويته. وكان مسمتا مفوها، حسن العبارة مليح الإشارة، أربى في وثيقته على من تقدم، لو رآه أبو الحسن علي بن يحيى القاسم لأتبعه، ولقد رأيت الشيخ أبا محمد عبد الحق بن سبعين ﵀ أثنى عليه في بعض كتبه ثناء حسنا، وذكر حاله في الوثيقة، وذكر بعض كتبه في وثيقة ابتياع سفينة فقال: إنه كتب فيها، فقال: "اشترى فلان من فلان السفينة الفلانية بجميع ما يحتاج إليه جارية وراسية: وأعجبه هذا من كتبه، وهذه واحدة من آحاد، وفرد من جملة أفراد" والوثيقة مع هذا إنما هي صفة من صفاته، وإحدى من حاجاته، ولما كانت معرفته باللسان وبمواقع المعاني مجملة ومفصلة، وبالأحكام كلية وجزئية على حال إحاطة، تقدمت وثيقته الوثائق وأماطت الشبه والعلائق.
وسمعت عن الفقيه أبي المطرف ابن عميرة إنه قال: أما الكتابة الأدبية
1 / 58