في المغرب؟ سيبقى السؤال دون جواب، لأن الخبر اليقين يكمن في المخطوطات. وهذه لا سبيل إليها الآن، ويوم يقدر لها أن ترى النور، نتحقق من شعره ونضعه في كفة الميزان.
وفاته:
أجمع أكثر المؤرخي على أن الغبريني قد توفي بمدينة بجاية سنة ٧١٤هـ، ١٣١٥ م. نتيجة لإصابته بالطاعون. غير أن إبن قنفذ القسنطيني في كتابه "الوفيات" وابن القاضي في كتابه "لقط الفرائد" الذي وضعه ذيلا لكتاب ابن قنفذ، والنباها في "المرقبة العليا" ذكروا أن وفاته كانت سنة ٧٠٤هـ. ونحن استنادا لما ذكره الاستاذ محمد بن أبي شنب في الطبعة الأولى، ولما ذكره المؤرخون المغاربة عن سيرة الرجل، نقلا عن مخطوطات قديمة، نؤكد أن التاريخ الأول هو الصحيح.
هذا الكتاب وقيمته التاريخية:
ترك كثير من مشاهير الجزائريين مصنفات أسماها بعضهم بـ "الثبت" وأسماها البعض الآخربـ"البرنامج" أو " المشيخة"، ذكروا فيها أسماء العلوم التي أخذوها عن معاصريهم من علماء الفقه والحديث والتفسير واللغة والأدب والتاريخ وغيرها، كما ترجموا فيها لهؤلاء العلماء الأعلام. وهذه الكتب أو المصنفات وإن كانت لا تدخل في عداد كتب التراجم والسير بمفهومهما العلمي، إلا أنها حفظت لنا صفحات مجيدة عن حياة مشاهير المغرب الأوسط ابتداء من القرن الثالث الهجري، وأعطتنا صورة واضحة المعالم عن الحياة العقلية في عصر كل مؤلف من هؤلاء المؤلفين، يضاف إليها تلك المؤلفات التي وضعها الجزائريون خارج حدود وطنم وذكروا فيها أسماء من أخذوا عنهم أو سمعوا منهم من أعلام المشرق العربي وبعض الأقطار الإسلامية، والتي تبين لنا مدى إهتمام الجزائريين الأوائل بالعلم والحج إليه حيث كان .. ككتاب "نظم اللآلي في سلوك الأمالي" للمقري الجد، و" ثبت الندرومي" لمحمد بن محمد
1 / 14