بسم الله الرحمن الرحيم * وبه نستعين (1) الحمد لله مبدع الأرواح في الأجساد المنعم على العباد بالنعم الجسام، والصلوة على نبينا محمد خير الأنام وعلى آله المنتخبين الكرام. أما بعد، فلما كان كتاب الفصول لمقدم الأطباء بقراط من غوامض الكتب الطبية ومع كثرة شروحها لم يبلغ أحد في إيضاحها وحل مشكلاتها مبلغ الإمام * ابن (2) أبي صادق النيسابوري، فإنه تعمق في المباحث الدقيقة وكشف عن المشكلات العميقة إلا أنه لم يخل عن تكرار وتطويل ممل، أردت إيجازه وإيراد * الملخص (3) مع حذف الأقاويل والتكرر منه خدمة لخزانة مولانا وسيدنا ولي الإنعام والتفضيل والإحسان الصدر الكبير الإمام العلامة فريد الحق والدين جلال الإسلام والمسلمين ملك الحكماء والصدور في العالمين صلاح العالم أب الملوك والسلاطين، جالينوس الزمان محمد بن محمد الطبيب الخراساني، أدام الله أيامه، ومد علينا إنعامه، الذي شمل إحسانه الأنام، وعم إنعامه الخاص والعام، وخصوصا هذا الضعيف من جملتهم، فإنه بلغ * إلطافه (4) وإحسانه إليه إلى حيث تعجز الأفهام عن فهمه وتكل الألسنة عن ذكره، جزاه الله عنا بالخير والمرجو من * فضلائه (5) الصفح عن الزلات وإصلاح الفاسد وتصحيح الباطل مما يحتاج من ذلك إلى الإصلاح والتصحيح، وسميت هذا المختصر بعمدة الفحول في شرح الفصول ومن الله استمددت حسن التوفيق ولطفه.
المقالة الأولى
1
[aphorism]
قال أبقراط: العمر قصير والصناعة طويلة PageVW1P104A والوقت ضيق والتجربة خطر والقضاء عسر وقد ينبغي لك أن لا تقتصر على توخي فعل ما ينبغي دون أن يكون ما يفعله المريض ومن يحضره كذلك والأشياء التي من خارج.
[commentary]
التفسير: يمكن حمل هذه الكلمات عل وجه عام كلي شامل للطب وغيره من PageVW0P002A العلوم الصناعات وعلى وجه جزئي خاص بالطب وحده. أما الوجه العام فبأن نقول: العمر، وهو مدة بقاء النفس مع البدن منقطع في نفسه * متناه (6) ، والعلوم في * أنفسها (7) غير متناهية، والمتناهي لا يساوق غير المتناهي. فيكون العمر إذا بالنسبة إلى الصناعة أية صناعة كانت قصيرة والصناعة طويلة. وأما ضيق الوقت فالمراد به وقت التعلم وذلك لأن الآدمي ممنو طول عمره بأمور اضطرارية وغير اضطرارية مانعة عن التعلم فالمصروف من ذلك إلى التحصيل قليل ضيق. وأما عسر القضاء فالمراد منه القياس، ولا شك أن تحصيل العلوم النظرية منه صعب عسر، ودليله اختلاف العقلاء في أرائهم. والمراد بالتجربة امتحان الشيء من غير قياس يؤدي إليه، ومن البين أن ذلك خطر. فإن من لم يعرف قوانين النحو واستعمل الإعراب في كلامه فهو يخطئ أكثر مما يصيب ومن جهل قوانين الطب وشرع في تدبير المرضى كان إفساده أكثر من إصلاحه. وأما الوجه الخاص بالطب فأن نقول أن العنصر الذي تستعمل فيه صناعات الطب سيال، أي سريع التغير، من ذاته ومن خارج فيحتاج إلى مطالعة علوم كثيرة يقصر عمر الإنسان بالنسبة إلى ذلك. PageVW1P104B وأما ضيق الوقت فهو وقت استعمال التدابير الجزئية لكون البدن متغيرا عن اللحظات. والتجربة فخطرها لأجل شرف موضوع صناعة الطب فإن الخطأ فيها يؤدي إلى الهلاك، ولا كذلك الخطأ في سائر الصناعات. قوله: وعسر القضاء، يعني الحكم عن الدواء وغيره بمنفعة أو بضرة حدثت عقيب استعماله. وقوله: ينبغي لك أن لا تقتصر على صواب تدبيرك دون أن يكون المريض ممتثلا لك وخدمه يطيعونك فيما تشير به عليهم، وإن لا يعرض من خارج ما يفسد أمر العلاج من غضب أو خوف أو سرور PageVW0P002B مفرط أو حزن، فإن لهذه الأشياء التي هي من خارج مدخلا عظيما في تغيير المزاج.
2
[aphorism]
قال أبقراط: خصب البدن المفرط لأصحاب الرياضة خطر إذا كانوا قد بلغوا منه الغاية القصوى. وذلك أنهم لا يمكنهم أن يثبتوا على حالتهم تلك ولا يستقروا. ولما كانوا لا يستقرون لم يمكن أن يزدادوا صلاحا، وبقي أن يميلوا إلى حال هي أردأ. فلذلك ينبغي أن ينقص خصب أبدانهم بلا تأخير كيما يعود البدن فيبتدئ في قبول الغذاء. ولا يبلغ من استفراغه الغاية القصوى فإن ذلك خطر لكن بمقدار احتمال طبيعة البدن الذي يقصد إلى استفراغه. وكذلك أيضا كل استفراغ يبلغ فيه الغاية القصوى فهو خطر. وكل تغذية هي في * الغاية (8) القصوى فهو خطر.
[commentary]
التفسير: غرض أبقراط من هذا الفصل أن ينبهنا على قانون عام وهو أن كل كثير عدو للطبيعة، وذلك لأنه ينتقل به البدن عن حالته الطبيعية إلى حالة أخرى بعيدة عن الطبيعية فتقهر البدن PageVW1P105A وتفسده، ثم ضرب المثال في الخصب المفرط وهو بلوغ السمن إلى حد لم يبق للأعضاء تأت للامتداد، وإذا كان كذلك لم يمكن للروح تحرك ولا تروح ولا في الأعضاء قبول للغذاء والبدن صحيح فترسل الطبيعة الدم إلى الأعضاء، وعند ذلك لا يمكنهم أن يثبتوا على تلك الحالة بل لا بد لهم من أن ينتقلوا من تلك الحالة إلى حال أردأ، وذلك لأن الطبيعة إذا أرسلت الدم إلى الأعضاء والأعضاء لا تقبل الغذاء فتمتلئ العروق امتلاء مفرطا فإذا كانت العروق سخيفة انشقت وسال دم كثير، وفي ذلك خطر عظيم، وإذا كانت متلززة صلبة حدث ضيق نفس لهجوم مادة كثيرة على مسالك الروح، وقد ينصب الدم إلى الفضاء الذي في جرم القلب حتى يموت PageVW0P003A فجأة فلم يمكن أن يثبتوا على حالتهم تلك ولا بد لهم من أن ينتقلوا إلى حال هي أردأ فلا جرم وجب تنقيص الخصب وتنقيص المادة من أبدانهم ولكن لا يبلغ الاستفراغ إلى حيث بما لم تحتمله الطبيعة فإنه وإن كانت المادة زائدة فإن الطبيعة * ما (9) لم تحتمل الاستفراغ لم يجر الاستفراغ. فإن القانون في الاستفراغ ليس مجرد الامتلاء بل الامتلاء والقوة فإن ضعف القوة مانع من الاستفراغ. وكما أن الامتلاء المفرط والاستفراغ المفرط كل واحد منهما خطر، كذلك التغذية المفرطة المفضية إلى الامتلاء المفرط أيضا خطر وخصوصا إذا كان بعد الاستفراغ لأن الطبيعة بعد الاستفراغ تكون ضعيفة لا تحتمل التعذية المفرطة وإنما خصص ذلك الحكم لأصحاب الرياضة لأن أولئك تعرض لهم حركات عنيفة تتحرك بها المادة حركة شديدة يلزمها انضباء المادة إلى PageVW1P105B المخانق أو انشقاق العروق.
3
[aphorism]
قال أبقراط: التدبير البالغ في اللطافة عسر مذموم في جميع الأمراض المزمنة لا محالة والتدبير الذي يبلغ فيه الغاية القصوى من اللطافة في الأمراض الحادة إذا لم تحتمله قوة المريض عسر مذموم.
[commentary]
التفسير: التدبير منه لطيف في الغاية القصوى وهو أن يترك الغذاء أصلا. ومنه بالغ في اللطافة ولكن لا إلى أقصاها وذلك بأن يستعمل أشربة غذائية كماء الشعير والجلاب. ومنه تدبير لطيف غير بالغ في اللطافة وهو أن يطعم الأحساء. ومنه غليظ كما يغتذي بالفروج واللحم. والمرض أيضا منه حاد في الغاية القصوى وهو أن لا يتجاوز بحرانه الأيام الأول وهي الأول والثاني والثالث والرابع. ومنه بالغ في الحدة لكن ليس في الغاية القصوى وذلك ما لا يتجاوز بحرانه السابع. ومنه لطيف ولكنه غير بالغ في اللطافة وهو ما يمتد إلى الرابع عشر. ومنه مرض مزمن وهو ما يمتد إلى العشرين وما فوقها. ثم التدبير يتقابل PageVW0P003B بالمرض، فإن كان في الغاية القصوى من الحدة استعمل التدبير الذي في الغاية القصوى من اللطافة لأن المنتهى إذا كان يأتي الأيام الأول يؤمن من سقوط القوة مع ترك الغذاء فوجب تركه حتى تتفرغ الطبيعة بتمامها إلى نضج مادة المرض ودفع العلة، وإن كان مزمنا استعمل التدبير الغليظ لأنه يخاف من سقوط القوة مع التدبير اللطيف إلى المنتهى * لكون المنتهى (10) بعيدا. وإن كان المرض بالغا في الحدة لا في أقصاها استعمل التدبير اللطيف البالغ في اللطافة لا إلى أقصاها لأن البحران إذا كان يأتي في السابع لم تسقط القوة مع PageVW1P106A ماء الشعير والجلاب، ولا يحتاج إلى أغلظ من ذلك. ولا يجوز أيضا ترك الغذاء خوفا من سقوط القوة، وإن كان في الحدة دون ذلك بأن يكون بالغا في الحدة وهو ما يجيء بحرانه في الرابع عشر استعمل التدبير اللطيف الغير البالغ في اللطافة كالأحساء لكن المرض ولو كان أيضا حادا جدا مع غاية ضعف القوة لم يجز التدبير اللطيف جدا وهو ترك الغذاء بل وجب استعمال الغذاء واعتقد جماعة بأن ذلك يبطل بالكراز والتشنج الاستفراغيتين فإن التدبير اللطيف جدا يضير فيهما، وجوابه أن أبقراط احترز عن ذلك بقوله ما * لم (11) يحتمله البدن.
4
[aphorism]
قال أبقراط: في التدبير اللطيف قد يخطئ المرضى على أنفسهم خطأ يعظم ضرره عليهم، وذلك أن جميع ما يكون منه أعظم مما يكون منه في الغذاء الذي له غلظ يسير. ومن قبل هذا صار التدبير البالغ في اللطافة في الأصحاء أيضا خطرا لأن احتمالهم لما يعرض من خطأهم أقل، فلذلك صار التدبير البالغ في اللطافة في أكثر الحالات أعظم خطرا من التدبير الذي هو أغلظ قليلا.
[commentary]
التفسير: أراد بهذا الفصل التنبيه على أن الخطر في التدبير البالغ في اللطافة إذا PageVW0P004A لم يكن صوابا أكثر من الخطر في التدبير المائل إلى الغلظ، وذلك لأن الأول يتبعه سقوط القوة وموت الغريزية والثاني لا يتبعه إلا تأخير المنتهى، ولا شك أن الأول أصعب من الثاني وفي حالة الصحة التدبير اللطيف جدا خطر إلا أن احتمال الأصحاء لخطرهم أقل لوجهين أحدهما مخالفتهم العادة التي ألفوها فإن عادة الأصحاء جرت بتغليظ التدبير دون المرضى، والثاني أن PageVW1P106B حاجتهم إلى الغذاء أكثر من حاجة المرضى لانصراف الطبيعة في المرض إلى نضج المادة ودفع المرض. فإذن التدبير اللطيف جدا خطر في حالة الصحة مطلقا والمرض إذا كان مزمنا كان خطرا أيضا وإن كان حادا جدا، فإن كانت القوة ليست بضعيفة جدا كان صوابا وإلا فهو خطر أيضا فلهذا صح قول أبقراط التدبير البالغ في اللطافة في أكثر الحالات أعظم خطرا من التدبير المائل إلى الغلظ.
5
[aphorism]
قال أبقراط: أجود التدبير في الأمراض الحادة التي هي في الغاية القصوى التدبير الذي هو في الغاية القصوى من اللطافة.
[commentary]
التفسير: قد بينا في الفصل المتقدم إن المرض إذا كان في الغاية القصوى من الحدة وجب استعمال التدبير الذي هو في الغاية القصوى من اللطافة أي ما لم يتجاوز بحرانه الأيام الأول فالأولى ترك الغذاء إلى المنتهى لأن القوة لا يخاف سقوطها في هذا القدر من الزمان وتتفرغ لمقاومة المرض ولا يجوز أن يكون المراد بذلك الأمراض التي في الغاية من الشدة والقوة فإنها تكون قاتلة ولا يقابل بشيء من التدابير.
6
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان المرض حادا جدا فإن الأوجاع التي في الغاية القصوى تأتي فيه بديا فيجب ضرورة أن يستعمل فيه التدبير الذي هو في الغاية القصوى من اللطافة. فأما إذ لم يكن كذلك لكن كان يحتمل PageVW0P004B من التدبير ما هو أغلظ قليلا من ذلك فينبغي أن يكون الانحطاط على حسب أن المرض ونقصانه عن الغاية القصوى فإذا بلغ المرض منتهاه فعند ذلك يجب ضرورة أن يستعمل فيه التدبير الذي هو في الغاية القصوى PageVW1P107A من اللطافة.
[commentary]
التفسير: إذا كان المرض حادا جدا أي في الغاية القصوى من الحدة وهو الذي لم يتجاوز بحرانه الأيام الأول فتأتي نهاية أوجاعه واشتداده بديا أي في الأيام الأول وقد مر أن التدبير تقابل مرتبته لمرتبة المرض فإذا كان حادا جدا كان التدبير لطيفا جدا إلى الغاية القصوى، وإن نقص المرض عن الغاية القصوى من الحدة نقصنا التدبير عن الغاية القصوى من اللطافة وهكذا إلى أن ينتهي المرض إلى الأزمان أبلغنا التدبير إلى الغلظ. وأما في المنتهى فوجب أن يستعمل التدبير الذي هو في الغاية القصوى من اللطافة لأن زمان المنتهى في الأمراض الحادة يكون يسيرا جدا فلا تسقط القوة في هذا القدر من الزمان ويتفرغ لمقاومة المرض لأنها أي المقاومة في المنتهى أحوج لامتداد المرض في المنتهى وبلوغه غايته.
7
[aphorism]
قال أبقراط: وينبغي أيضا أن تزن قوة المريض فتعلم إن كانت تثبت إلى وقت منتهى المرض وتنظر أقوة المريض تخور قبل غاية المرض ولا تبقى على ذلك الغذاء أم المرض تخور قبل وتسكن عاديته.
[commentary]
التفسير: الدستور المعتبر في تغليظ التدبير وتلطيفه أصلان أحدهما حدة المرض وأزمانه وفي الجملة مقدار حدة المرض، والثاني قوة المريض، ولما ذكر الأصل الأول شرع في الثاني وينبغي أن تعلم أن المنتهى إذا كان قريبا والقوة قوية والمرض ليس بشديد * ويضعف (12) وجب استعمال التدبير الذي في الغاية القصوى من اللطافة، وإن كان المنتهى بعيدا والقوة ضعيفة والمرض شديدا مضعفا PageVW0P005A وجب استعمال التدبير الغليظ وإلا سقطت القوة، وإن كان PageVW1P107B المنتهى بعيدا والقوة قوية نقصت عن تلطيف التدبير بمقدار ما تبقى القوة إلى المنتهى استعملت التدبير المائل إلى الغلظ، وكذا إن كان المنتهى قريبا ولكن القوة ضعيفة فالحاصل أنه متى اجتمع توفر القوة وقصر مدة المرض كان الواجب هو التدبير اللطيف جدا، ومتى كانت القوة ضعيفة ومدة المرض ظويلة وجب استعمال التدبير الغليظ. وأما إن كانت القوة قوية والمرض طويل المدة أو كان المرض قصير المدة والقوة ضعيفة وجب أن يكون التدبير فيما بين اللطافة والغلظ ويدل على زيادة القوة تأتي الأفعال وقربها عن المجرى الطبيعي كقوة النبض والهشاشة؟ للطعام وتأتي الحركات.
8
[aphorism]
قال أبقراط: والذين يأتي منتهى مرضهم بديا فينبغي أن يدبروا بالتدبير اللطيف بديا والذين يتأخر منتهى مرضهم فينبغي أن يجعل تدبيرهم في ابتداء مرضهم أغلظ ثم ينقص من غلظه قليلا قليلا كلما قرب منتهى المرض وفي وقت منتهاه بمقدار ما تبقى قوة المريض عليه وينبغي أن يمنع من الغذاء في وقت منتهى المرض فإن الزيادة فيه مضره.
[commentary]
التفسير: إذا كان المنتهى يأتي في الأيام الأول وجب استعمال التدبير الذي هو في الغاية القصوى من اللطافة لأن القوة في ذلك الوقت لم تضعف والمنتهى فريب فوجب أن يلطف التدبير إلى الغاية القصوى فإنا لو غذونا اشغلنا الطبيعة بهضم الغذاء عن نضج المادة وكلت؟ الحرارة الغريزية بزيادة الرطووبات وزاد مادة المرض فامتد المرض وطال. فأما لو تأخرنا المنتهى عن الأيام الأول لم يجز التدبير الذي هو في الغاية القصوى من اللطافة فإنا لو استعملنا ذلك فإذا جاء المنتهى اضطر PageVW0P005B المريض إلى الغذاء وكانت القوة ضعيفة فيحتاج إلى التغذية فينقص مقاومتها للمرض من وجهين للضعف والإشغال بهضم الغذاء مع أن الحاجة إلى المقاومة في أكثر. أما إذا استعملنا التدبير المائل إلى الغلظ حفظنا القوة التي إلى المنتهى فعند المنتهى منعنا الغذاء أصلا لأن القوة القوية لم تضطر إلى التغذية وح (حينئذ) تكون القوة قوية وغير مشغولة بهضم الغذاء بل تتفرغ لمقاومة المرض.
9
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان للحمى أدوار فامنع من الغذاء في أوقات نوائبها.
[commentary]
التفسير: غرضه التحذير عن الغذاء في أوقات بنوبة الحميات، وذلك لأنذ الحرارة الغريزية في ذلك الوقت تكون مخمورة ؟ لثقل مادة الحمى فإنها يكون؟ مجتمعة وقت النوبة وتكون القوة ضعيفة لأجوم؟ الحرارة النارية حال الحرارة الغريزية مع الغذاء أول ما يرد على البدن هو حال الحطب أولأ وروده على النار فإنه يفجر؟ أولا إلى أن تعمل النار فيه وتلهبه، وإذا كان كذلك فلو غذي وقت النوبة أنضم ثقل مادة الحمى مع ثقل الغذاء وانفجرت الحرارة الغريزية من وجهين، فلذلك لم تجز التغذية وقت النوبة بل يستعمل الغذاء وقت الفترة. وأما في الدائمة ففي وقت ما يكون العليل أخف بدنا وأسكن حرارة.
10
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كانت نوائب الحمى لازمة لأدوارها فلا ينبغي أن يعطى العليل في أوقاتها شيئا أو أن يضطر إلي شيء لكن ينبغي أن ينقص من الزيادات من قبل أوقات الانفصال.
[commentary]
التفسير: قال إذا كانت نوائب الحمى معلومة الأوقات فلا ينبغي أن يعطى في أوقاتها بالقرب من أوقاتها شيئا للمريض إلا أن يضطر إلى شيء ونقل عن كلام اليونينيين أن حكمه؟ أو يستعمل بمعنى إلا كائن؟ بالغ في المنع عن الغذاء وقت النوبة، وقال PageVW0P006A لا يعكى المريض شيئا إلا عند الاضطرا رأى إذا كانت القوة ضعيفة جدا وينبغي أن ينقص من الزيادات من قبل أوقات الانفصال يعني به أنه يجب أن يستفرغ المادة من قبل البحران حتى يسهل على الطبيعة مقاومته للمرض في البحران والمراد بالانفصال البحران ينفصل أمر المريض من اللاقة؟ والتلف؟ في الأكثر.
11
[aphorism]
قال أبقراط: الأغذية الرطبة توافق جميع المحمومين لا سيما الصبيان وغيرهم ممن قد اعتاد أن يغتذي بالأغذية الرطبة.
[commentary]
التفسير: غذاء الصحيح يجب أن يكون مناسبا لمزاجه الذي هو عليه وغذاء المريض يجب أن يكون مضادا لما عليه من المزاج، والحمى لمأ كانت حارة يابسة دخانية كانت الأغذية الرطبة موافقة لأصحابها ولا سيما الصبيان والمعتادين بالأغذية الرطبة فإن المحموم إذا كان صبيا أو معتادا بالأغذية الرطبة نفعت الأغذية الرطبة من وجهين من حيث أنه مضاد لمزاج المرضى ومن حيث أنه مناسب لمزاجه الصحي. وأما إذا كان شابا نفع من حيث أنه مضاد لمزاج المرضى لكنه لا ينفع من جيث أنه مضاد لمزاج الصحي وبعضهم نقضوا قول أبقراط بالحميات البلغمية فإن الأغذية الرطبة تضرها، والجواب عنه أن نقول إن الحمى بذاتها حارة يابسة من حيث هي حمى وكان الغذاء الرطب نافعا لها بالذات، وإن أضر في البعض بالعرض بأن يزيد مادة الحمى.
12
[aphorism]
قال أبقراط: وينبغي أن يعطى بعض المرضى غذاؤهم في مرة واحدة وبعضهم في مرتين ويجعل ما يعطونه منه أكثر أو أقل وبعضهم قليلا قليلا وينبغي أن يعطى الوقت الحاضر من أوقات السنة حظه منذ هذا والعادة والسن.
[commentary]
التفسير: غرضه بيان بكمية مرات الغذاء وبكمية مقداره في كل مرة، والدستور في ذلك PageVW0P006B قوة المريض والحاجة إلى الغذاء ثم حال البدن في ذلك على أربعة أوجه لأنه إما أن تكون القوة قوية والحاجة كثيرة أو القوة تكون ضعيفة والحاجة قليلة أو تكون القوة قوية والحاجة قليلة أو تكون القوة ضعيفة والحاجة كثيرة، فإن كانت القو’ قوية والحاجة كثيرة غذي بمقدار كثير في مرات. أما كثرة المقدار فلأنه لو كان قليلا جاوز المهضم الطبيعي بالقو’ الوافرة وإذا كان كثيرا يفي به المهضم ولا يتجاوز. وأما تغذية المرات فلزيادة الحاجة وإن كانت القوة ضعيفة والحاجة قليلا غذي مرة واحدة بمقدار قليل. أما قلة المقدار فلضعف القوة فإنها لا يفي؟ مهضم الكثير. وأما أنه يجب أن يكون مرة واحدة فلقلة حاجة البدن إلى الغذاء فإن كانت القوة قوية والحاجة يسيرة غذي مرة واحدة مقدارا كثيرا. أما أنه واحدة فلقلة الحاجة. وأما كثيرة المقدار فلو وقور القوة وإن كانت القوة ضعيفة والحاجة كثيرة غذي بمقدار يسير في مرات كثيرة. أما قلة المقدار فلضعف القوة. وأما أنه يجب أن يكون في مرات كثيرة فلزيادة الحاجة إلى الغذاء، وينبغي أن يعتبر ذلك بحسب الأسنان والفصول والبلدان والعادات فإن الفتى يحتاج إلى غذاء كثيرة في مرات كثيرة لزيادة القوة والحاجة والشيخ أن يكفيه في مرة واحدة غذاء يسير لضعف القوة ولقلة الحاجة ويحتاج حالطفل إلى غذاء يسير في مرات كثيرة لزيادة الحاجة وضعف القوة، وعلى هذا القياس حكم الفصول والبلدان والعادات.
13
[aphorism]
قال أبقراط: إنه يدل على نوائب المرض ونظامه ومرتبته الأمراض أنفسها وأوقات السنة وتزيد الأدوار بعضها على بعض نائبة كانت في كل يوم أو يوما ويوما لا أو في أكثر من ذلك من الزمان والأشياء التي تظهر بعد. ومثال ذلك ما يظهر في أصحاب PageVW0P007A ذات الرئة الجنب فإنه إن ظهر النفث فيهم بديا منذ أول المرض كان المرض قصيرا، وإن تأخر ظهوره كان المرض طويلا، والبول والبراز والعرق إذا ظهرت فقد يدلنا على جودة بحران المرض ورداءته وطول المرض وقصره.
[commentary]
التفسير: لمأ كان أحد أصلي الدستور في تغذية المرضى وهو حدة المرض وأزمانه وجب أنفسنا على قوانين بها نتوصل إلى معرفة ذلك المراد بالمرتبة ذلك أي مرتبة المرض في الحدة والأزمان ثم الذي يدل على نوائب المرض أي على نبة؟ زمان فترتها إلى آخرها وعنى مرتبة المرض في الحدة والأزمان أمور أحدها الأمراض أنفسها فإنا لو عرفنا أن المرض من أي نوع هو عرفنا كيفية نوبتها وحالها في الحدة والأزمان فإنه إذا عرف أن الحمى صفراوية خارج العروق عرف أنها حادة وأنها تنوب يوما ويوما وإذا عرف أنها من السوداء خارج العروق عرف أنها من منة؟ وأنها تنوب ربعا، والثاني أوقات السنة فإنها إذا عرف من الحمى الغب أنها صيفية عرف أنها أحد من الخريفية والشتوية، والثالث تزيد الأدوار بعضها على بعض فإنه يدل على الحدة إذا كان النوبة الثانية من الحمى سزاء كان غبا أو ربعا أو نائبة؟ إذا كانت زائدة على النوبة الأولى في شدة الأعراض وطول المكث وتقدم النوبة كانت حادة، وإن نقصت في مدة الأمور كان الحمى مزمنا، والرابع الأشياء التي تظهر من بعد وعنى بذلك علامات النضج وعلامات عدم النضج والبحران فإن تقدم مدة الأمور يدل على سرعة انقضاء المرض وصدته وتأخر؟ عن امتداده وإن؟ فإنه؟ وسماه أبقراط في ظهور النفث في ذات الجنب ولما كان البحران من الأشياء التي يظهر بعد بين ما يدل على جودته ورداءته فهو البول والبراز والعرق وهذه الأشياء يدل PageVW0P007B أيضا على طول المرض وقصره لكن بتوسط النضج وعدم النضج.
14
[aphorism]
قال أبقراط: المشايخ أحمل الناس للصوم ومن بعدهم الكهول والفتيان أقل احتمالا له وأقل الناس احتمالا للصوم الصبيان، ومن كان من الصبيان أقوى شهوة فهو أقلهم احتمالا له.
[commentary]
التفسير: لما فرغ من تغذية المرضى نقل الكلام إلى أغذية الأصحاء الغذاء في الأصحاء يتقدر بحسب التحلل والحاجة إلى البدل ففي كل سن يكون التحلل أكثر والحاجة إلى البدل أكثر كانت الحاجة إلى الغذاء أكثر، وفي سن الصبى يكون التحلل أكثر مما هو في سائر الأسنان لأنه أرطب وأحر لقرب عهده بالمني والروح الحيواني والشاب وأن يشارك في الحرارة فلا يشارك في الرطوبة والتحلل يتم بالحرارة والرطوبة كليهما وحاجة الصبى إلى البدل أيضا أكثر لأنه يحتاج أن يرد على بدنه أكثر مما يتحلل لأنه في سن النمو وإذا كانت الحاجة إلى الورود في هذا السن أكثر من سائر الأسنان والتحلل أكثر كانت الحاجة إلى غذاء أكثر فيكون احتمالهم للصوم وهو الإمساك عن الغذاء أقل ثم الشباب لأن حاجتهم أقل من الصبيان لأن ورودهم على الأبدان يساوي التحلل وتحللهم أيضا أقل من الصبى لأن الصبى أرطب ثم الكهول فإن تحللهم أقل من الشبان لقلة الحر والرطوبة وحاجتهم أقل لأن الورود عليهم أنقص من المتحلل فتكون حاجتهم إلى الغذاء أقل من الشبان والصبيان واحتمالهم للجوع أكثر ثم المشايخ فإنهم لأقل حرا من سائر الأسنان وأمزجة أعضائهم الأصلية أيبس فيكون تحللأهم أقل وحاجتهم إلى الإيراد أيضا أقل لأن الوارد عليهم من البدل أنقص من المتحلل كثيرا فيكون؟ حاجة المشايخ إلى الغذاء أقل من حاجة سائر الأسنان واحتمالهم للجوع أكثر.
15
[aphorism]
قال أبقراط: ما كان من الأبدان في النشو فالحار PageVW0P008A الغريزي فيهم على غاية ما يكون من الكثيرة ويحتاج من الوقود إلى أكثر مما يحتاج إليه سائر الأبدان. فإن لم يتناول ما يحتاج إليه من الغذاء ذبل بدنه ونقص. وأما قي الشيوخ فالحار الغريزي فيهم قليل ومن قبل هذا ليسوا يحتاجون من الوقود إلا إلى اليسير لأن حرارتهم تطفئ من الكثير ومن قبل هذا أيضا ليس تكون الحمى في المشايخ حادة كما يكون في اللذين في النشو وذلك لأن أبدانهم باردة.
[commentary]
التفسير: قال جالينوس إن هذا الفصل متصل بالفصل الذي قبله لأنه يشتمل على تقليل ما تضمنه الفصل الذي قبله لأنه ادعى في الفصل النتقدم أن من كان في النشو فهو أحوج على الغذاء والشيخ أقل حاجة من غيره واستدل عليه بما (مما؟) ذكر في هذا الفصل بأن الحار الغريزي في الأبدان التي في النشو على غاية ما يكون عليه من الكثرة وفي غاية القلة لأن الموج؟ (المحوج) إلى الغذاء هو الحار الغريزي الذي يتم به التحليل والتصرف في أمر الغذاء ةمما يدل هعلى قلة الحار الغريزي في الشيوخ لين حمياتهم لأن القابل للحرارة الغريزية ةوالغريبة واحدة.
16
[aphorism]
قال أبقراط: الأجواف في الشتاء والربيع أسخن ما يكون بالطبع والنوم فيهما أطول ما يكون فينبغي في هذين الوقتين أن يكون ما يتناول من الأغذية أكثر وذلك أن الحار الغريزي في الأبدان في هذين الوقتين كثير ولذلك يحتاجون إلى غذاء كثير والدليل عليه أمر الأسنان والصريعين.
[commentary]
التفسير: لما فرغ من تقدير الأغذية بحسب الأسنان شرع في تقديرها بحسب الفصول ولمأ كانت الحاجة إلى الغذاء يتقدر بتقدر الحار الغريزي والحار الغريزي يكثر في الشتاء والربيع. أما في الشتاء فلاجتماع الحار في الباطن لتكاثف السطوح وهرب؟ الحار بالمضادة إلى داخل. وأما في الربيع فلمناسبة الربيع لمزاج الحار الرطب وعدم بلوغه إلى التحليل PageVW0P008B المفرط المقلل لجوهر الحار الغريزي بل حرارة الربيع لا يزيد على التلطيف والتحريك وإلا ذاته فلذلك كانت الحاجة إلى الغذاء في هذين الوقتين امتن؟ زما اعتقد من قلة الحاجة إلى الغذاء في الشتاء وكثرتها في الصيف لقلة التحلل في الشتاء بسبب التكاثف وبكثرة التحلل في الصيف فهو باطل لأن المحللأ الذي هو الحار الغريزي في الشتاء أقوى إلا أنه لا يندفع بالعرق كما في الصيف بل بطريق البول ولذلك يكون البول ورسوبه في الشتاء أكثر ممأ هو في الصيف وأيضا الليل أطول في الشتاء فيكون النوم أكثر لأن الظلمة؟ معينة؟ على النوم والنوم معين على الهضم والدليل على أن الحار الغريزي إذا كان كثيرا كثرت الحاجة إلى الفذاء أمر الأسنان فإنا بينا أن من كان أكثر حارا غريزيا منهم فهو أكثر حاجة إلى الغذاء وكذلك أمر الصريعين المتعلمين لأنواع الرياضة فإنه حيث كثر حارهم الغريزي مانعا؟ من؟ حركة الرياضة كثر حاجتهم إلى الغذاء.
17
[aphorism]
قال أبقراط: أصعب ما يكون احتمال الطعام على الأبدان في الصيف والخريف وأسهل ما يكون احتماله عليها في الشتاء ثم بعده في الربيع.
[commentary]
التفسير: ما مضى في الفصل المتقدم أن الحاجة إلى الغذاء تكثر في الشتاء والربيع دون الصيف ةالخريف ظهر أن احتمال الأبدان للغذاء في الربيع والشتاء سهل في الصيف والخريف صعب.
18
[aphorism]
قال أبقراط: إن كان ما يستفرغ من البدن عند استطلاق البطن والقيء اللذين يكون طوعا من النوع الذي ينبغي أن ينقى منه البدن نفع ذلك وسهل احتماله، وإن لم يكن كذلك كان الأمر على الضد، وكذلك خلاء العروق فإنها إن خلت من النوع الذي ينبغي أن يخلو منه نفع ذلك وسهل احتماله، وإن لم يكن كذلك كان الأمر على الضد فينبغي أن ينظر أيضا في الوقت الحاضر من أوقات السنة وفي البلد وفي السن وفي PageVW0P009A الامراض والعادة هل يوجب استفراغ ما هممت باستفراغه أم لا.
[commentary]
التفسير: غرضه بهذا الفصل التنبيه على معرفة كيفية الخلط المستفرغ من البدن وقال بأن القيء والاستطلاق وخلاء العروق إذا كانت من تلقاء نفسها إذا كان من النوع الذي يجب أن يستفرغ وجد المريض بذلك خفة ومشاشة؟ لحط؟ الثقل عن القوة واندفاع الأذي، ولأجل ذلك لا يتبادر إليه الضعف بل يحتمله. وأمأ إذا لم يكن كذلك بل ما كان يندفع مادة هائجة يشوش البدن وتبادر إليه الضعف وخلاء العروق يكون بالفصد والإسهال والقيء الكثير بزاويا؟ لأدوار، وإذا عرفت ذلك فيما يكون من تلقاء نفسه فقس؟ عليه فيما يكون بالدواء لأن العمل يحذو حذو؟ الطبيعة وينبغي أن تعتبر؟ الوقت الحاضر من أوقات السنة والبلد والسن والمرض أي إذا كان ما يستفرغ مادة صفراوية في الصيف من الشباب في السرسام وفي البلد الحار يكون نافعا على الأمر الأكثر.
19
[aphorism]
قال أبقراط: ليس ينبغى أن يستدل على المقدار الذي يجب أن يستفرغ من البدن من كثرته لكن ينبغي أن يستغنم الاستفراغ ما دام الشيء الذي ينبغي أن يستفرغ هو الذي يستفرغ والمريض محتمل له بسهولة وخفة وحيث ينبغي فليكن الاستفراغ حتى تعرض الغشي وإنما ينبغي أن يفعل ذلك متى كان المريض محتملا له.
[commentary]
التفسير: الدستور في معرفة كيفية الاستفراغ ثلاثة أمور اعتبرها الإمام أحدها نوع المادة التي وجب دفعها من البدن وهو المراد بقول ما دام الشيء الذي ينبغي أن يستفرغ هو الذي يستفرغ، والثاني قوة المريض وهو الذي عناه بقوله والمريض محتملا له، والثالث أن يجد المستفرغ راحة وخفة وهو الذي أراد أبقراط بقوله بسهولة وخفة وغاية احتمال القوة إلى حيث يحصل الغشي فمتى وجب الاستفراغ فليستفرغ إلى نهاية احتمال القوة وهي حالة حروب؟ الغشي.
20
[aphorism]
PageVW0P009B قال أبقراط: إنما ينبغي لك أن تستعمل الدواء والتحريك بعد أن ينضج المرض فأما ما دام نيا وفي أول المرض لا ينبغي أن تستعمل ذلك إلا أن يكون المرض مهياجا وليس يكاد في أكثر الأمر أن يكون كذلك.
[commentary]
التفسير: إذا استفرغ والخلط في غير نضيج للا يجيب إلى الاستفراغ إلا ما يخالط من اللطيف ويبقى الكثيف صرفا لا يقبل النضج ولا يجيب إلى الاندفاع وفي أول الأمر يكون المادة غير نضيجة فلهذا منع عن الاستفراغ بالدواء وهو الذي عناه بالتحريك في أول المرض إلا إذا كان المرض مهياجا شديدا أو مادة كثيرة مثقلة بالإفراط تقهر الطبيعة إلى أن ينتظر النضج أو يكون متحركا مجيبا إلى الاندفاع فإنه يجيب إلى (فا) استفراغ المادة ولا يجوز انتظار النضج، وإن كان الخلط ضضامأ؟ وكان المرض في أوله.
21
[aphorism]
قال أبقراط: الأشياء التي ينبغي أن تستفرغ يجب أن تستفرغ من المواضع التي هي إليها أميل من الأعضاء التي التي تصلح لاستفراغها.
[commentary]
التفسير: غرضه بهذا الفصل بيان جهة الاستفراغ وأراد بالأشياء التي ينبغي أن تستفرغ الأخلاط المولدة للأمراض وجعل الدستور في تعيين جهة الاستفراغ شيئين أحدهما ميل المادة أي إذا كانت مائلة إلى جهة كان دفعها من تلك الجهة أسهل من صرفها عن تلك الجهة ودفعها من جهة أخرى مثل ما إذا كانت المادة التي تستفرغ من الكبد مائلة إلى الأمعاء دفع بالاستطلاق، وإن مالت إلى الكلية دفعت بالأدوار وهو الذي أراد به بقوله من المواضع التي هي إليها أميل، والثاني أن يكون الجهة عضوا صالحا للاستفراغ أي لا يكون عضوا شريفا فإن المادة التي في الكبد لو مالت إلى القل في الدماغ لم يجر استفراغها من تلك الجهات بل وجب أن تصرف عنها والأعضاء التي تصلح للاستفراغ مثل الجلد والأمعاء والمثانة والرحم والمعدة والايطين؟ PageVW0P010A والارميين؟.
22
[aphorism]
قال أبقراط: الأبدان التي يأتيها أو قد أتاها بحران على الكمال لا ينبغي أن يحرك ولا يحدث فيها حدث لا بدواء مسهل ولا بغيره من التهييج لكن يترك.
[commentary]
التفسير: متى عرف بدلائل النضج والإنذار مجيء بحران تام يأتي أو عرف يتعقب؟ الخفة والراحة واستفراغ الخلط الموجب للمرض من الجهة التي فيها المرض في يوم باجوري أنه أتى المرض بحران تام لا ينبغي (ها) أن يستعمل الدواء المحرك لأن البحران إذا كان تاما اندفعت المادة بكليتها بدفع من الطبيعة فلا يحتاج إلى الدواء لأن الدواء لايخ؟ عن نكايته وضرر بالطبيعة والقوى جميعا وإنما يستعمل الدواء إذا لم يوجد من الطبيعة دفع تام فتستعين بالدواء.
23
[aphorism]
قال أبقراط: قد يحتاج في الأمراض الحادة في الندرة إلى أن يستعمل الدواء المسهل في أولها وينبغي أن يفعل ذلك بعد أن يتقدم فيدبر الأمر على ما ينبغي.
[commentary]
التفسير: قد بينا أن تحريك الأبدان في الأمراض الحادة في الأول لا يجوز إلا إذا كان المرض مهياجا والخلط متحركا وذلك نادر فلذلك يحتاج إلى الدواء المسهل في أوائل الأمراض في الندرة ولكن ينبغي أن يتقدم فيدبر الأمر على ما ينبغي أي ينظر فإن كان مانع يزيله فإنه إذا كان تقدم تخمة أو أطعمة لزجة أو نفخ في ما دون الشراسيف أو سدة أو كيموسات غليظة لم يجر الاستفراغ الأبعد أن يتقدم فيعين إمأ بالهضم أو بالنضج أو بالتحليل أو بالتلطيف أو بال‘رخاء أو بالتسكين على حسب ما يجب وهو المراد بقوله فيدبر الأمر على ما ينمبغي.
المقالة الثانية
1
[aphorism]
قال أبقراط : إذا كان النوم في مرض من الأمراض يحدث وجعا فذلك من علامات الموت، وأما إذا كان النوم ينتفع فليس ذلك من علامات الموت.
[commentary]
التفسير: أراد بقوله وجعا أي ضررا لأنه في مقابلة PageVW0P010B النفع، دليله أن الطبيعة أقوى ما يكون على دفع المرض ومقاومته في حال النوم لاجتماع الحار الغريزي في الباطن واشتغاله بهضم الفضول وإنضاج المواد فحيث غلب المرض على الطبيعة في أقوى حالاتها دل على شر وأما إذا نفع النوم لم يكن ذكر من علامات الموت لأنه يدل على قوة الطبيعة على مقاومة ما حال اجتماع الحرارة الغريزية في الباطن. PageVW1P114A
2.
[aphorism]
قال أبقراط:متى سكن النوم اختلاط الذهن فتلك علامة صالحة.
[commentary]
التفسير: قد مر أن النوم كلما نفع دل على خير.
3.
[aphorism]
قال أبقراط:النوم والأرق إذا جاوز كل واحد منهما المقدار أو (1) القصد فتلك علامة رديئة
[commentary]
التفسير: المراد بالأرق اليقظة وكل واحد من النوم واليقظة إذا جاوز عن مقدار الإعتدال وهو الذي أراد بالقصد لأن الطبيعة تقصد في كل واحد منهما إلى المقدار المعتدل كان رديئا لأن النوم المفرط يكون من رطوبة مفرطة فإن كان معها برد حدث سبات وإن كان معها حرارة حصل ليثرغس واليقظة المفرطة من يبس مفرط فإن كان معه برد حدث جمود وإن كان معه حرارة حدث اختلاط.
4.
[aphorism]
قال أبقراط: لا الشبع ولا الجوع ولا غيره من جميع الأشياء بمحمود إذا كان مجاوزا لمقدار الطبيعة.
[commentary]
التفسير: قد مضى فيما تقدم أن كل كثير عدو للطبيعة وأن كل حال طبيعته تغيرت تدل على تغير المزاج عن حالتها الطبيعية فلم يكن محمودا ولأن الشبع المفرط إما لعدم الإحساس بالحاجة أو لامتلاء البدن أو لوجود مرار لذاعة أو لقلة التحلل، والجوع المفرط يكون إما من برد المعدة أو لكثرة السوداء المنبه على الشهوة فيها أو لدقة الأخلاط وتخلخل البدن أو لنقصان قد تقدم من البدن وكل هذه الأمور ليس محمود.
5.
[aphorism]
قال أبقراط: الإعياء الذي لا يعرف PageVW0P011A له سبب ينذر بمرض.
[commentary]
التفسير: الإعياء بلادة تلحق القوة المحركة عن دفع الثقيل وحط الخفيف وسببه إما ضعف القوة أو ثقلها بسبب خلط ينصب إلى آلات الحركة وهي العضلات، والرياضة PageVW1P114B توجب ذلك بما توجبه من اندفاع الخلط إلى خارج فمتى لم يكن بسبب الرياضة وهو الذي قال أبقراط لا يعرف له سبب يكون من امتلاء مفرط اندفعت المادة بنفسها من غير تحريك إلى العضلات وذلك يدل على المرض.
6.
[aphorism]
قال أبقراط: من يوجعه شيء من بدنه ولا يحس بوجعه في أكثر حالاته فعقله مختلط.
[commentary]
التفسير:الأرواح النفسانية تتغلظ وتتكدر في الماليخوليا بسبب كثرة الأبخرة الدخانية السوداوية فتمتنع من النفوذ في الأعضاء أو إن نفذت لغلظها لا يحس فيعرض لهم أن لا (2) يحسوا بأوجاع كثيرة كما حكى روفس أنه كوى بعض المجانين في ساعده ولم يحس به وكان ينخر ويرض من بدنه ولا يحس.
7.
[aphorism]
قال أبقراط : الأبدان التي تهزل في زمان طويل فينبغي أن تكون اعادتها بالتغذية إلى الخصب بتمهل والأبدان التي ضمرت في زمان يسير ففي زمان يسير.
[commentary]
التفسير: الهزال إذا كان بالتدريج يكون ما نقص من البدن إنما يكون قد نقص عن الأعضاء الأصلية والقوى قد ضعفت فلا يمكن أن يتأتي بدلها إلا بتدريج ويحتاج إلى زمان طويل كالحال فيمن ذبل بدنه بسبب حمى الدق وأما إذا ذبل بدنه دفعة يكون ما نقص إنما نقص من الأخلاط والمواد والأعضاء الغير الأصلية والقوى بعد يكون قوية فيمكن إعادتها إلى الخصب بالتوسع في الغذاء كالحال فيمن هزل بسبب الهيضة أو الاستفراغ.
8.
[aphorism]
قال أبقراط:الناقه من المرض إذا كان ينال من الغذاء وليس يقوى بدنه دل ذلك على أنه يحمل على بدنه من الغذاء أكثر مما يحتمل PageVW0P011B فإن كان ذلك وهو لا ينال منه دل على أن بدنه يحتاج PageVW1P115A إلى استفراغ.
[commentary]
التفسير: ينال من الغذاء معناه أنه يرد على بدنه غذاء وإذا ورد على البدن منه كثير وقواه ضعيفة لم ينهضم هضما تاما ولا يصير دما محمودا بل يندفع بطريق الفضل ولم يتقو البدن منه وأما إذا أكل قليلا ولم يتزايد القوة دل على بقية مادة البدن يستحيل الغذاء إلى جوهرها ولا يزيد في جوهر البدن.
9.
[aphorism]
قال أبقراط: كل بدن يريد تنقيته فينبغي أن تجعل ما تريد إخراجه يجري فيه بسهولة.
[commentary]
التفسير: معناه أن ما تريد إخراجه من البدن من المواد ينبغي تجعله أولا بحيث يسهل إخراجه ويستعد لذلك بسهولة أي يقدم النضج والمحلل والمفتح والملطف بالأدوية والأغذية الملطفة المنضجة والحمام حتى إذا استعمل المسهل أو المقيء سهل خروج الخلط ولم يكرب ولم يشوش.
10.
[aphorism]
قال أبقراط: البدن الذي ليس بالنقي كلما غذوته زدته شرا
[commentary]
التفسير: أي من كان في معدته أخلاط رديئة يزيده الغذاء شرا لأن الغذاء يفسد في معدته وإن جيدا أيضا وإذا زاد الخلط الفاسد إزداد الشر لأنه يزيد مادة المرض.
11.
[aphorism]
قال أبقراط: لأن يملأ البدن من الشراب أسهل من أن يملأ من الطعام.
[commentary]
التفسير: يعني الامتلاء من الشراب أسهل وأقرب إجابة إلى الهضم والتخفيف وذلك للطافة جوهره ورقته وخفته وترياقيته وحرارته وهذه الأشياء كلها تعين على الهضم والإحالة.
12.
[aphorism]
قال أبقراط: البقايا التي تبقى من الأمراض بعد البحران من عادتها أن تجلب عودة من المرض.
[commentary]
التفسير: البقايا التي تبقى بعد البحران من المواد الفاسدة التي تبقى بعد المرض في أبدان الناقهين PageVW1P115B وهي تجلب المرض لأنها لا تصلح للاغتذاء ولا تقدر قوى بدن الناقه على تحليلها ودفعها فيتعفن ويعود المرض.
13.
[aphorism]
قال أبقراط: من يأتيه البحران فقد PageVW0P012A يصعب عليه مرضه في الليلة التي قبل نوبة الحمى التي يأتي فيها البحران ثم في الليلة التي بعدها يكون أخف على الأمر الأكثر.
[commentary]
التفسير:الطبيعة تحتاج عند البحران إلى تمييز الجيد من الرديء فتحصل مقاومة بين الطبيعة والمرض ومنازعة ويوجب ذلك قلق المريض وأما بعد هذه الليلة يكون انفصل أمر المريض فيكون أخف في الأمر الأكثر لأن الغالب في الأمراض انفصالها إلى السلامة. وإنما خصص بالليل مع أنه يكون البحران في النهار لاجتماع الحار الغريزي وذلك يكون غالبا بالليل ولأن المريض يخلو بالليل فيتفرغ لمقاساة المرض ويحس بصعوبة المرض أكثر.
14.
[aphorism]
قال أبقراط: عند استطلاق البطن قد ينتفع باختلاف ألوان البراز إذا لم يكن تغيره إلى أنواع رديئة
[commentary]
التفسير: ألوان البراز إذا كانت مختلفة في الإطلاق سواء كان بهيضة أو بشرب دواء نفع لأنه يدل على أن البدن ينقي عنه كيموسات فضلية كثيرة إذا لم يكن تغيره إلى أنواع رديئة أي أشياء تكون من الأخلاط المحمودة وقطع اللحم وخراطات الأعضاء فإن ذلك يدل على أن الدواء بلغ إلى النكاية في جوهر الأعضاء.
15.
[aphorism]
قال أبقراط: متى اشتكى الحلق أو خرجت في البدن خراجات أو بثور فينبغي أن تتفقد وتنظر ما يبرز من البدن فإنه إن كان الغالب عليه المرار فإن البدن مع ذلك عليل، وإن كان ما يبرز من البدن مثل ما يبرز من البدن الصحيح فكن على ثقة من التقدم PageVW1P116A على أن تغذو البدن.
[commentary]
التفسير:ألوان البراز إذا كانت مختلفة في الإطلاق سواء كان صيضة؟ أو يشرب؟14ب رواء نفع لأنه يدل على أن البدن ينقي عن كيموسات فضلية كثيرة إذا لم يكن تغيره إلى أنواع رديئة أي أشياء يكون من الأخلاط المحمودة وقطع اللحم وخرطات?14b الأعضاء فإن ذلك يدل على أن الدواء بلغ إلى النكاية في جوهر الأعضاء.
16
[aphorism]
قال أبقراط: من اشتكى الحلق أو خرجت من البدن منه بثور أو خراجات فينبغي أن تنظر وتتفقد ما يبرز من البدن فإنه إن كان الغالب عليه المرار فالبدن معه عليل وإن كان ما يبرز من البدن مثل ما يبرز من البدن الصحيح فكن على ثقة من التقدم PageVW1P116A على أن تغذو البدن.
[commentary]
التفسير: إذا حدث شكاية من الحلق بخراج حدث بثور وخراج في سائر البدن لم يلزم من ذلك إن يكون البدن ممتلئا من الأخلاط بل ربما كان في المعدة مادة يسيرة فقط دفعتها الطبيعة إما من الدماغ إلى البدن إلى خارجه حتى حدث بثور وخراجات وربما كان من امتلاء البدن فلذلك PageVW0P012B قال الإمام تتفقد ما يبرز من البدن أي تنظر في البول والبراز فإن دل ذلك على الامتلاء استفرغ ومنع الغذاء الصحي وإلا دبر بحسن التدبير بالأغذية فقط.
17.
[aphorism]
قال أبقراط: متى كان بإنسان جوع فلا ينبغي أن يتعب.
[commentary]
التفسير: عنى بالجوع حال خلو البدن والحاجة إلى الغذاء ولا شك أن التعب وهو الرياضة المفرطة تضر في تلك الحالة بما تحلل من البدن وتزيد في الحاجة إلى الغذاء.
18.
[aphorism]
قال أبقراط: متى ورد على البدن غذاء خارج عن الطبيعة كثير فذلك يحدث مرضا ويدل على ذلك برؤه.
[commentary]
التفسير:«غذاء خارج عن الطبيعة كثيرا» هو ما يكون من الكثرة بمقدار ما لا تحتمله الطبيعة ولا شك أن الغذاء إذا بلغ في الكثرة إلى حيث لا تقوى الطبيعة عليها لم يحسن هضمها وتولد منها مواد فضلية زائدة موجبة للمرض ويدل على ذلك أي برؤه عقيب الاستفراغ يدل على أن المرض أوجبه ذلك الامتلاء.
19.
[aphorism]
قال أبقراط: ما كان من الأشياء يغذوا سريعا دفعة فخروجه أيضا يكون سريعا.
[commentary]
التفسير: الغذاء إذا كان لطيف الجوهر سريع الاستحالة إلى جوهر العضو تتميز الأثفال عنه أيضا بسرعة ودفعتها الطبيعة بسرعة فقوله «فخروجه» أي خروج أثفاله يكون.
20.
[aphorism]
قال أبقراط: إن التقدم بالقضية PageVW1P116B في الأمراض الحادة بالموت كانت أو بالبرء ليس يكون على غاية الثقة.
[commentary]
التفسير:المواد في الأمراض الحادة تكون متحركة على الأمر الأكثر وسريع الاستحالة إلى الفساد والنضج فالعلامات الدالة على السلامة والتلف لا يكون موثوقا بها لسرعة التغير عن الحكم المتقدم إلى غيره.
21.
[aphorism]
قال أبقراط: من كان بطنه في شبابه لينا فإنه إذا شاخ يبس بطنه ومن كان في شبابه يابس البطن فإنه إذا شاخ لان بطنه.
[commentary]
التفسير: لين بطن الشباب بحسب السن لا بحسب التدبير إنما يكون على الأكثر لسرعة انحدار الطعام من المعدة إلى الأمعاء قبل أن يجذب الكبد المقدار PageVW0P013A الواجب إما لوجود مرار لذاعة توجب اندفاعه أو بسبب (3) ضعف القوة الماسكة لوجود حر المعدة في الشباب فإذا شاخ قل المرار وقل حر المعدة وتقوى الماسكة فيمكث الطعام في المعدة إلى أن يمص الكبد جميع الكيلوس ويجف البراز. وأما يبس بطن الشباب في الأمر الأكثر يكون إما لحرارة آلات الغذاء فتنشف رطوبة الثفل وتجففها وعند الشيخوخة تقل الحرارة والتنشيف ولين البطن أو لأن المعدة تشتهي من الطعام أقل مما يحتاج إليه لوجود المرار فيها فتمتص جميع الرطوبات إلى الكبد ويجف الثفل وعند الشيخوخة تبرد المعدة ويشتهي الطعام أكثر مما يجذبه الكبد وتبقى في الثفل رطوبات ويلين الثفل.
22.
[aphorism]
قال أبقراط: شرب الشراب يشفي الجوع.
[commentary]
التفسير: عنى بالشراب الخمر وبالجوع الشهوة الكلبية وهي تحدث إما لبرد فم المعدة ويبسها أو من كيموسات حامضة بلغمية أو سوداوية والخمر نافع لجميع ذلك لأنه يسخن فم المعدة ويلطف الكيموسات الغليظة ويحللها.
23.
[aphorism]
قال أبقراط: ما كان من الأمراض PageVW1P117A يحدث عن الامتلاء فشفاؤه يكون بالاستفراغ وما كان منها يحدث عن الاستفراغ فشفاؤه يكون بالامتلاء وشفاء سائر الأمراض يكون بالمضادة.
[commentary]
التفسير: حمل جالينوس الامتلاء والاستفراغ على التقدم بالحفظ حتى يصير معناه أن المرض الذي يريد أن يحدثه الامتلاء فالاستفراغ يرفعه وبالضد ويجوز أن يحمل على أن المرض الحادث من الاستفراغ علاجه بالامتلاء والحادث من الامتلاء علاجه بالاستفراغ وكذلك قول «سائر الأمراض يعالج بالضد» لأن الضد يقلعه الضد ويقهره وما يقال بأن الامتلاء قد يعالج بالإمساك دون الاستفراغ والحمى تعالج بالمسخنات يبطل قول أبقراط أن كل مرض يعالج بالضد لأن الإمساك يوجب تحلل البدن من غير تبدل PageVW0P013B فيكون ذلك أيضا استفراغا والحمى إذا استعمل المسخن فيه فيكون اما لتلطيف الغليظ أو لتقطيع المادة أو لتفتيح السدد وكل ذلك علاج بالمضادة (4).
24
[aphorism]
قال أبقراط: إن البحران يأتي في الأمراض الحادة في أربعة عشر يوما.
[commentary]
التفسير:هذا البحران تغير يحصل من مقاومة * الطبيعة والمرض (5) ينفصل فيه حال المريض إما إلى السلامة أو إلى التلف والأمراض الحادة فالمراد بها ما يكون حادا ولكن لا في الغاية القصوى وبحران مثل مدة الأمراض لا يتجاوز الرابع عشر.
25.
[aphorism]
قال أبقراط: الرابع منذر بالسابع وأول الأسبوع الثاني اليوم الثامن والمنذر باليوم الرابع عشر الحادي عشر لأنه اليوم الرابع من الأسبوع الثاني واليوم السابع عشر أيضا يوم إنذار لأنه اليوم الرابع من الرابع عشر واليوم السابع من الحادي عشر.
[commentary]
التفسير: البحران تجري PageVW1P117B على الأسابيع وانذاراتها على أنصاف الأسابيع وهي الأرابيع فالأرابيع منذرة بالأسابيع ويوم الإنذار يوم يظهر فيه علامة تدل على بحران يأتي فيها بعد لكن أسبوع البحران ليس أسبوعا تاما بل هو ستة أيام وثلثا يوم ونصف عن يوم أي ستة أيام وسبعة عشر ساعة ونصف ويكون البحران الأول في اليوم السابع في الساعة السابعة عشر ونصف ويبقى ستة ساعات ونصف من هذا اليوم محسوبا من الأسبوع الثاني وهو أقل من نصف اليوم فلذلك لم يحسب الأسبوع الثاني من اليوم السابع بل من اليوم الثامن ولم يكن الأسبوع الثاني متصلا بالأسبوع الأول بل منفصلا عنه والأسبوع الثاني يتم بثلاثة عشر يوم وإحدى عشر ساعة ويكون آخر الأسبوع الثاني في اليوم الرابع عشر في الساعة الحادي عشر منه ويبقى ثلاثة عشر ساعة من هذا اليوم من حساب الأسبوع الثالث فلذلك يحسبون الأسبوع الثالث من اليوم الرابع عشر لأن المتبقي من PageVW0P014A هذا اليوم أكثر من نصفه فيكون داخلا في الأسبوع الثالث فلاجرم كان الأسبوع الثالث متصلا بالأسبوع الثاني وأما ثلاثة أسابيع فهو عشرون يوما وأربع ساعات ونصف فما بقي من الأسبوع الثالث في اليوم الحادي والعشرين شيء قليل كان الأولى إن يحسب البحران الثالث في اليوم العشرين والبيان في ذلك هو بالتجربة لأن المرضى الذين جرت أدوار بحارينهم على المجرى الطبيعي يأتي بحرانهم الثالث في العشرين والأربعين والستين والثمانين والمائة.
26.
[aphorism]
قال أبقراط: إن الربع الصيفية في أكثر الأمر تكون قصيرة والخريفية تكون طويلة لا سيما متى اتصلت بالشتاء.
[commentary]
التفسير: الصيف يذيب الأخلاط PageVW1P118A ويخلخل المسام فإن كانت القوة قوية وجدت في الهواء معينا على الدفع فانضجت مادة المرض ودفعتها بسرعة وإن كانت ضعيفة زادها الهواء ضعفا بالإرخاء فسقطت ومات صاحبها وكانت الأمراض الصيفية كلها قصيرة إلا أنه بين في الربع بطريق المثال لأنه طويل المدة فيقاس على غيره.
27.
[aphorism]
قال أبقراط: لأن تكون الحمى بعد التشنج خير من أن يكون التشنج بعد الحمى.
[commentary]
التفسير: إذا كانت الحمى بعد التشنج الإمتلائي أعان على إذابة المادة وترقيقها وتحليلها وكان ذلك سببا لشفاء التشنج والتشنج الحادث بعد الحمى هو التشنج الحادث من يبس الإعصاب وجفاف العضلات ويعسر علاجه فكان الأول أولى من الثاني.
28.
[aphorism]
قال أبقراط: لا ينبغي أن تغتر بخفة يجدها (6) المريض بخلاف القياس ولا أن تهولك أمور صعبة تحدث على مجرى القياس فإن أكثر ما يعرض من ذلك ليس بثابت ولا يكاد يلبث ولا يطول مدته.
[commentary]
التفسير: الخفة الذي يجده المريض بخلاف القياس وهو سكون المرض من غير تقدم PageVW0P014B البحران وعلامات (7) النضج ولا شك أن ذلك لا يوثق به فلا يجوز للطبيب أن يغتر بذلك وأراد بالأمور الصعبة التي على مجرى القياس الاضطراب والتشويش الذي يوجد عند البحران بعد علامات النضج فقال لا يهولنك ذلك أي لا يخوفك ذلك لتعقبه السلامة على الأمر الأكثر.
29.
[aphorism]
قال أبقراط: من كانت به حمى ليست بالضعيفة جدا فأن يبقى بدنه على حاله لا ينتقص منه شيئ أو يذوب أكثر مما ينبغي فإنه رديء لأن الأول منذر بطول من المرض والثاني PageVW1P118B يدل على ضعف من (8) القوة.
[commentary]
التفسير: الحمى إذا كانت قوية أوجب تحللا كثيرا فمتى لم يتحلل دل إما على كثافة الجلد أو على غلظ الكيموسات أو على الامتلاء المفرط وكل ذلك يدل على طول المرض واما إذا هزل البدن أكثر مما تقتضيه الحمى وحر الهوى ورقة الأخلاط وتخلخل البدن يكون ذلك من ضعف القوة حيث لم يقاوم التحلل بالمنع والبدل.
30.
[aphorism]
قال أبقراط: ما دام المرض في ابتدائه فإن رأيت أن تحرك شيئا فحركه فإذا صار المرض إلى منتهاه فينبغي أن يستقر المريض ويسكن.
[commentary]
التفسير: إذا استفرغ المادة في أول المرض خفت المادة على الطبيعة وسهل عليها الإنضاج والدفع والمقاومة وعند المنتهى يتوقع البحران وقد بينا أن في مراسم البحران لم يجز التحريك بل يجب السكون.
31.
[aphorism]
قال أبقراط: إن جميع الأشياء في أول المرض وفي آخره أضعف وفي منتهاه أقوى.
[commentary]
التفسير: عنى بالأشياء أعراض المرض والعلامات الدالة على نوع المرض وكل ذلك قوي في المنتهى لأن صورة المرض تكمل في المنتهى وتكون ناقصة في الابتداء وقد انتقصت في الانحطاط.
32.
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان الناقة يحظى من الطعام ولا يتزيد بدنه شيء فذلك رديء.
[commentary]
التفسير:قوله يخطيء أي يتناول من الغذاء وقد عرفت في فصل آخر أن ذلك يدل على شر وعلى عدم كمال النقاء.
33.
[aphorism]
قال أبقراط: إن في أكثر الحالات جميع من PageVW0P015A حاله رديئة ويحظى من الطعام في أول الأمر ولا يتزيد بدنه شيئا فإنه يؤول أمره بآخره إلى أن لا يحظى من الطعام فأما من يمتنع عليه في أول أمره النيل من الطعام امتناعا شديدا ثم يحظى منه بآخره فحاله أجود.
[commentary]
التفسير:لأن من أكل الطعام ولا يتزيد PageVW1P119A بدنه يدل على أن الطعام يستحيل فضلا وكيموسا رديئا ويتولد من ذلك فضلات كثيرة إذا اجتمعت وامتلأ البدن منها بطلت الشهوة وأما إذا لم يشته الطعام ولا يتناوله أقبلت الطبيعة على نضج الفضول ودفع المادة حتى تدفعها أو تحللها وتعود الشهوة والمراد بقوله «من حاله رديئة» هو من في بدنه فضول زائدة أو بدنه غير نقي بالجملة.
34.
[aphorism]
قال أبقراط: صحة البدن في كل مرض علامة جيدة وكذلك الهشاشة للطعام وضد ذلك علامة رديئة.
[commentary]
التفسير:صحة الذهن في كل مرض علامة جيدة تدل على سلامة القوة النفسانية والهشاشة للطعام تدل على سلامة القوة الطبيعية ومن سلامة القوتين المذكورتين يعرف سلامة محليهما أعني الكبد والدماغ وسلامة هاتين القوتين وسلامة الأعضاء الرئيسة أو بعضها علامة جيدة وآفتهما علامة رديئة
35.
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان المرض ملائما لطبيعة المريض وسنه وسحنته والوقت الحاضر من أوقات السنة فخطره أقل من خطر المرض إذا كان ليس بملائم لواحدة من هذه الخصال.
[commentary]
التفسير:المرار من طبيعة المريض مزاجه الأصلي وكل ما كان المرض مضادا للمزاج الأصلي والعارضي بسبب السن والبلد والفصل دل على عظم سببه لأن هذه الأشياء كلها مقاومة له فحيث غلب الكل وحدث مع كثرة وجود ما ينافيه (9) دل على عظمه فيكون قاتلا على الأمر الأكثر والتجربة تصححه فإن المبرسم إذا كان أنثى وفي سن الشيخوخة وفي البلد البارد وفي الشتاء قل ما يسلم ولو كان PageVW0P015B رجلا شابا في الصيف في البلد الحار حار المزاج في طبيعته يسلم على الأمر الأكثر والمفلوج حاله على ضد ذلك.
36.
[aphorism]
قال أبقراط: PageVW1P119B إن الأجود في كل مرض أن يكون ما يلي السرة والثنة له ثخن ومتى كان رقيقا جدا منهوكا فذلك رديء وإذا كان أيضا كذلك فالإسهال معه خطر.
[commentary]
التفسير: قوله «ما يلي السرة» أي ما يليها من فوق والمراد بالثنة على ما يلي السرة إلى الفرج وثخن السرة وحواليها من الطرفين (10) يدل على سمن آلات الجوف وقوتها وذلك يعين على الأفعال الطبيعية وجودة الهضم ورقتها وهزالها يدل على ضعف الأمعاء وآلات الجوف ولذلك كان الإسهال معه خطرا لأنه يسحج الأمعاء فزاد في شيء لضعفها.
37.
[aphorism]
قال أبقراط: من كان بدنه صحيحا فأسهل أو قيء بدواء أسرع إليه الغشي وكذلك من كان يغتذي بغذاء رديء.
[commentary]
التفسير: أراد بالصحيح نقي البدن عن الفضول ومثل هذا الإنسان إذا شرب دواء لم يستفرغ بدنه إلا ما يحتاج إليه والطبيعة تضن بذلك فيعسر خروجه ويشوش ثم إذا خرج ضعفت القوى وتكاد تنحل القوى وتبادر إليه الغشى وقوله وكذلك «من كان يغتذي بغذاء رديء» تبادر إليه الغشى أيضا لأن من يغتذي بغذاء رديء لا يستحيل غذاء وبقي الأعضاء محتاجة إلى الغذاء وتضعف القوى بذلك وما يتولد إنما يتولد أخلاط فضلية تضغط القوى وتثقلها وتضعفها ويفضي أمره بآخره إلى سقوط القوى وتبادر الغشي.
38.
[aphorism]
قال أبقراط: من كان بدنه صحيحا فاستعمال الدواء فيه يعسر.
[commentary]
التفسير:قد مر أن ذلك العسر إنما هو لضنة الطبيعة بالخلط المحمود ومنازعتها لقوة الدواء حيث لم يجد المادة الفضلية.
39.
[aphorism]
قال أبقراط: ما كان من الطعام والشراب أخس قليلا إلا أنه ألذ فينبغي أن يختار على ما PageVW1P120A هو PageVW0P016A أفضل وإن كان أكره.
[commentary]
التفسير: الطعام إذا كان لذيذا أقيلت الطبيعة بقواها عليه وتحسن هضمه ويصلح رداءته بجودة الهضم وتمتاز الطبيعة منه أكثر ويقوى به البدن أزيد.
40.
[aphorism]
قال أبقراط: الكهول في أكثر الأمر يمرضون أقل مما يمرض الشبان إلا أن ما يعرض لهم من الأمراض المزمنة على أكثر الأمر يموتون وهي بهم.
[commentary]
التفسير: أخلاط الكهول ساكنة هادئة سوداوية بحسب السن عسرة التعفن وفي الشبان هائجة صفراوية قابلة للتعفن سريعا فلذلك كان الشبان أسرع مبادرة إلى المرض وأما إذا حدث بالكهول مرض مزمن احتاج إلى انضاج كثير لأن مادة المرض المزمن غليظة ومادة السن أيضا كذلك فاحتاجت إلى نضج كثير والحار الغريزي فيهم قليل فلذلك يعسر زوال الأمراض المزمنة عن الكهول.
41.
[aphorism]
قال أبقراط: إن ما يعرض من البحوحة والنزل للشيخ الفاني ليس يكاد ينضج.
[commentary]
التفسير:عنى بالبحوحة التساعل والتنحنح وبالنزلة ما ينحدر من الرأس إلى الرئة والصدر والشيخ إذا كان فانيا أي ممعنا (11) في السن ضعفت حرارته الغريزية وكثرت رطوبات الغريبة المولدة لهذين المرضين فيبعد نضجها فكيف وكلما أمعنوا في السن زادت رطوباتهم الغريبة وقل حارهم الغريزي وهذا مطرد في سائر الأمراض المزمنة البلغمية فذكر هذين المرضين للمثال.
42.
[aphorism]
قال أبقراط: من يصيبه مرارا كثيرة غشي شديد من غير سبب ظاهر فهو يموت فجأة.
[commentary]
التفسير: الغشي حدوثه من غير سبب ظاهر لكثرة المقام في الشمس أو جوع أو مرار في المعدة أو طول المكث في الحمام كان بسبب سدة ناقصة في الشريان الوريدي الذي PageVW1P120B ينفذ فيه الهواء من الرئة إلى القلب أو في الأبهر وهي الشريان الكبير الذي يسلك فيه الروح من القلب إلى البدن PageVW0P016B وإذا تكرر دل على أنه استكمل هذه السدة حتى يمنع الإستنشاق أصلا ويموت صاحبها فجاءة.
43.
[aphorism]
قال أبقراط: السكتة إن كانت قوية لم يمكن أن يبرأ صاحبها منها وإن كانت ضعيفة لم يسهل أن يبرأ.
[commentary]
التفسير : السكتة لما كانت حدوثها من ورم في الدماغ أو سدة في بطونه يعدم معها الحس والحركة إلا حركة الحجاب للتنفس وذلك أيضا يعسر فإذا قويت امتنع حركة آلات النفس أيضا فوقع الموت ضرورة والضعيفة لا يسهل برؤها لأن الدماغ يغتذي بغذاء بارد رطب والسكتة أيضا تحدث من مادة باردة رطبة مما يرد على الدماغ من الغذاء تحيله إلى مادة المرض وتعسر للعلاج.
44.
[aphorism]
قال أبقراط: الذين يختنقون ويصيرون إلى حد الغشي ولم يبلغوا إلى حد الموت فليس يفيق منهم من يظهر في فيه زبد.
[commentary]
التفسير: معنى هذا الفصل أن المخنوق إذا أزبد لم يعش وإن لم يزبد أمكن أن يعيش ودليله أن الزبد هو اشتباك أجزاء ريحية مع أجزاء رطبة، تختلط الرطوبات بالأجزاء الريحية ويصير عببا وسببه إما تموج الهواء أو تموج الماء أو كلاهما (12) والذي يظهر في فم المخنوق سببه اجتماع الأبخرة الدخانية التي كانت تندفع مع الهواء من القلب والرئة واحتياسها مع الهواء الذي يخرج بالإنقباض فإذا احتبست وترددت واندفعت ما كان أقرب عهدا بالرئة مع الرطوبة إلى خارج ومن حاله ذلك فقد اختنقت حرارته الغريزية تحت هذه الأبخرة المحتبسة فيكون بصدد الموت، والمصروع PageVW1P121A يسلم فيه الزبد لأنه يحدث من حركة الهواء المخالط للزبد الرطوبية فقط من غير اجتماع شيء في القلب.
45.
[aphorism]
قال أبقراط: من كان بدنه غليظا جدا فالموت إليه أسرع منه إلى القضيف.
[commentary]
التفسير: عنى بالغليظ السمين والموت الطبيعي إليه أسرع لأن حرارته الغريزية تكون ضعيفة بسبب ضيق العروق لكثرة اللحم والشحم فتكون القوى منضغطة والحركات التي PageVW0P017A تتروح بها القوى ويجف غير مواتية فتضعف القوى ويختنق الحار الغريزي وينطفئ من أدنى فضلة تثقلها وتخنقها.
46.
[aphorism]
قال أبقراط: صاحب الصرع إذا كان حدثا فبرؤه يكون خاصة بانتقاله في السن والبلد والتدبير.
[commentary]
التفسير: أراد بذلك الصرع البلغمي وهو إذا حدث بالصبي يرجى زواله إذا صار شابا بسخونة (13) مزاجه حينئذ (14) وكذلك إذا انتقل إلى بلد أسخن أو إلى تدبير مسخن ويسهل زوال الصرع عن الصبي لأن المادة التي يكون سببا للسدة الناقصة في الصرع تكون رقيقة سريعة (15) القبول للتحلل والنضج.
47.
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان بإنسان وجعان معا وليسا هما في موضع واحد فإن أقواهما يخفي الآخر.
[commentary]
التفسير: إذا تأثر الحاس عن أقوى المؤثرين لا يظهر أثر الضعيف وهذا مطرد في جميع الكيفيات كالأضواء والأصوات والطعوم والروائح وكذلك اللذات والآلام النفسانية. قال أبقراط: في وقت تولد المدة يعرض الوجع والحمى أكثر مما يعرضان بعد تولدها.
[commentary]
التفسير: العضو والدم يعرض لهما عند تولد المدة حالة شبيهة بالغليان فيجعل الألم وتولد الحمى أشد لحرارة الغليان PageVW1P121B.
48.
[aphorism]
قال أبقراط:كل حركة يتحركها البدن فإراحته منها حين يبتدئ به الإعياء يمنع من أن يحدث به الإعياء.
[commentary]
التفسير: الرياضة إذا كانت معتدلة المقدار أنعشت الحرارة الغريزية وقوة الطبيعة وإذا أفرطت وجبت الإعياء بما ينجذب من المواد إلى العضلات وربما تحلل من الحرارة بإفراط وإلى بلوغها إلى حد التعب فهي نافعة وإذا بلغت إلى مقدار متجاوز عن الإعتدال توجب التعب فإذا قطعت في هذه الحالة امتنع الإعياء لامتناع السبب.
49.
[aphorism]
قال أبقراط: من اعتاد تعبا ما فهو وإن كان ضعيف البدن أو شيخا فهو أحمل لذلك التعب الذي اعتاده ممن لم يعتده PageVW0P017B وإن كان قويا شابا.
[commentary]
التفسير: هذا لأن العضو الذي يرتاض يصير أقوى وأصلب من الذي لم يعتده فيكون أحمل للتعب.
50.
[aphorism]
قال أبقراط: ما قد اعتاده الإنسان منذ زمان طويل وإذا كان أضر مما لم يعتد فأذاه له أقل فينبغي أن ينتقل الإنسان إلى ما لم يعتده.
[commentary]
التفسير:كل ما اعتاده الإنسان فتأذيه منه أقل. مثلا إذا أكل طعاما رديئا وتولد منه كيموس رديء تغير مزاج البدن على طول الزمان إلى كيفيته وإن لم يتغذ البدن به فحيث صار مزاج الأعضاء شبيهة بذلك الغذاء الرديء تغذت به لأن الغذاء يجب أن يكون شبيها بالمغتذي وكذلك حال هواء رديء مع الروح وعلى هذا فقس سائر الكيفيات النفسانية إذا صارت عادة وأمر بالإنتقال من تدبير إلى تدبير آخر لأن البدن لو استمر على تدبير واحد أضر من غيره إضرارا شديدا عند الإضطرار إلى غيره بخلاف ما إذا تحمل PageVW1P122A عادات مختلفة ويمكن أن يكون المراد بذلك الانتقال من العادة الرديئة إلى غيره.
51.
[aphorism]
صفحة ١٤٣
قال أبقراط: استعمال الكثير بغتة مما يملأ البدن أو يستفرغه أو يسخنه أو يبرده أو يحركه بنوع آخر من الحركة أي نوع كان فهو خطر فكل ما كان كثيرا كان مقاوما للطبيعة B فأما ما يكون قليلا قليلا فمأمون متى أردت انتقالا من شيء إلى غيره ومتى أردت غير ذلك.
[commentary]
التفسير: قوام الطبيعة بالاعتدال فكل ما جاوزه فهو مغير لها والمغير للطبيعة مقاوم لها وكل ما قاوم الطبيعة كان خطر أو أما إذا كان قليلا لا يتأثر عنه في الأول لقلته وإذا كثر فقد صار عادة فلم يتأثر عنه أيضا وكأنه لما ذكر في الفصل المتقدم أنه ينبغي أن ينتقل مما اعتاد إلى غيره بين في هذا الفصل ان ذلك لا يجوز أن يكون دفعة بل بالتدريج.
52.
[aphorism]
قال أبقراط: إن أنت فعلت جميع ما ينبغي PageVW0P018A أن يفعل على ما ينبغي ولم يكن ما ينبغي أن يكون عليه فلا تنتقل إلى غير ما أنت عليه ما دام ما رأيته منذ أول الأمر ثابتا.
[commentary]
التفسير: المراد بهذا الفصل أنه إذا عرف الطبيب بالدلائل والعلامات صواب نوع من التدبير واستعمله ولم يظهر له أثر في البرء بل بقي المرض على حاله، لم يجز له الانتقال إلى نوع آخر لأنه ربما تأخر البرء لغلظ المادة ولزوجتها حتى تعسر نضجها وتحللها. ولم يرد به دواء واحد لأنه يجوز الانتقال منه إلى دواء آخر من نوعه لأن الدواء الواحد إذا ألفت الطبيعة بها لم تتأثر عنه أصلا.
53.
[aphorism]
قال أبقراط: من كان بطنه لينا فإنه ما دام شابا فهو أحسن حالا ممن كان بطنه يابسا ثم تؤول حاله عند الشيخوخة إلى أن يصير أردأ وذلك أن PageVW1P122B بطنه يجف إذا شاخ على الأمر الأكثر.
[commentary]
التفسير:قد مر في فصل آخر أن الشاب اليابس البطن يلين بطنه في الشيخوخة ولين البطن (16) يجف بطنه في الشيخوخة والثاني يكون حاله في سن الشباب أجود لأنه يستفرغ فضلاته ويتنقى بدنه في سن الشباب وتجتمع الفضلات ليبس البطن في الشيخوخة فيكون بصدد الأمراض وحال من يبس بطنه في الشباب ويلين في الشيخوخة يكون على العكس من ذلك أي يكون حاله في الشيخوخة أجود.
54.
[aphorism]
قال أبقراط: عظم البدن في الشبيبة لا يكره بل يستحب إلا أنه عند الشيخوخة يثقل ويعسر احتماله ويكون أردأ من البدن الذي هو أنقص منه قليلا.
[commentary]
التفسير: أراد بعظم البدن طول القامة وذلك يضر في الشيخوخة لأنه ينحني ويمكن أن المراد به السمين وهو الزائد في العرض والعمق أو العظيم بالحقيقة وهو الزائد في الأقطار الثلاثة لأن مثل هذا الإنسان يحتاج إلى غذاء كثير لا تقصر عن هضمه طبيعة الشاب وتقصر عنه طبيعة الشيخ فلذلك كره في الشيخوخة ولم يكره في الشبيبة * والله أعلم (17).
المقالة الثالثة
1
[aphorism]
قال أبقراط: إن انقلاب أوقات السنة مما يعمل في توليد الأمراض خاصة وفي الوقت الواحد منها التغير الشديد في البرد والحر, وكذلك في سائر الحالات على هذا القياس.
[commentary]
التفسير: المراد بانقلاب أوقات السنة تغير إلى كيفية مفرطة في حر أو برد خصوصا إذا كان بإفراط, وقد يكون التغير إلى إفراط طبيعية, وقد يكون إلى خلاف طبيعية. وبعضهم فهم من الانقلاب الانتقال من فصل إلى آخر, وأبطله جالينوس بأن ذلك كما يولد الأمراض المناسبة كذلك يشفي PageVW1P123A الأمراض المضادة أيضا, لكن ذلك وارد عليه أيضا. وأبطله الشارح بأنه إذا صار الصيف شتويا جاء في السنة الواحدة شتآن, وكثرت الأمراض الشتوية. قلنا فالسؤال باق بحاله لأنه يقل الأمراض الصيفية فيعود الكلام بعينه, بل الجواب الصحيح أن انتقال الفصل يكون التدريج, فلا يحسب أمراضه إذا خرج الفصل طبيعته كثيرا.
2
[aphorism]
قال ابقراط: إن من الطبائع ما حاله في الشتاء أردى وفي الصيف أجود ومنها ما يكون حاله في الشتاء أجود وفي الصيف أردى.
[commentary]
التفسير: كل فصل إما أن يكون مناسبا للمزاج أو مضادا, وعلى كلا التقديرين فالمزاج إما صحي وإما مرضي, فهذه أقسام أربعة: المزاج الصحي المناسب وهو موافق, والمزاج الصحي المخالف وهو ضار, والمزاج المرضي المناسب وهو ضار أيضا, والمزاج المرضي المضاد وهو نافع أيضا. وعرفنا من ذلك أن الصحيح ينتفع بالفصل المناسب له إذا لم يفرط ويتضرر بالمضاد, والمريض ينتفع بالضاد ويتضرر بالمناسب. فظهر قول الإمام أن بعض الطبائع, أي بعض الأمزجة, ينفعها الصيف دون الشتاء وبعضها بالعكس من ذلك.
3
[aphorism]
قال أبقراط: كل واحد من الأمراض فحاله عند شيء دون شيء أمثل وأردى واسنان ما عند أ وقات من السنة وبلدان وأصناف من التدابير.
[commentary]
الفسير: المراض بهذه الفصل هو أن الأمراض تتفاوت حافها بحسب الفصول والأسنان والبلدان والتدبير, فإن الأمراض في الحدوث عند الفصول المضادة أجود وفي الزوال فحالها عند الفصول المناسبة أردى PageVW1P123B وكذلك نسبة الأمراض إلى الأسنان والتدابير.
4
[aphorism]
قال أبقراط: متى كان في أي وقت من أوقات السنة في يوم واحد مرة حر ومرة برد, فتوقع حدوث أمراض خريفية.
[commentary]
التفسير: مثل هذا الفصل لمشابهته بالخريف يولد الأمراض الخريفية.
5
[aphorism]
قال أبقراط: الجنوب يحدث ثقلا في السمع وغشاوة في البصر وكسلا واسترخاء, فعند قوة هذا الريح وغلبتها يعرض للمرضي مثل هذه الأعراض. وأما الشمال فيحدث سعالا وأوجاعا في الحلوق والبطون اليابسة وعسر البول والاقشعرار ووجعا في الأضلاع والصدر, فعند قوة هذه الريح وغلبتها ينبغي أن تتوقع في الأمراض حدوث هذه الأعراض.
[commentary]
التفسير: الجنوب بطبيعته حار رطب, فيملاء الرأس من الأبخرة وكدر الحواس ويرخي القوى النفسانية, وكذلك يوجب الثقل والكسل في البدن. وأما الشمال فيولد أمراض العصر بما يعصر من الرطوبات الفضلية ويمنعها عن التحليل حتى يعرض لها الانصباب ويعرض مثل الزكام والنزلة وأمراض الحلق ويتبع ذلك السعال ووجع الأضلاع والصدر ويعقل البطن لانعصار عضلة المقعدة في البرد الذي يوجبه الشمال وأضر البرد بالمثانة حيث كانت عضوا عصبيا يوجب عسر البول.
6
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان الصيف شبيها بالربيع فتوقع في الحميات عرقا كثيرا.
[commentary]
التفسير: مثل هذا الصيف يكون حارا رطبا, فيوسع ويخلخل برطوبته ويحلل حرارته, فيوجب العرق في الحميات.
7
[aphorism]
قال أبقراط: إذا احتبس المطر حدثت حميات حادة, وإذا أكثر ذلك الأحتباس في السنة ثم حدث PageVW1P124A في الهواء حال يبس, فينبغي أن تتوقع في أكثر الحالات هذه الأمراض وأشباهها.
[commentary]
التفسير: عند احتباس المطر يكون الحمي أشد وأحد لأن الهواء اليابس يقرب البدن إلى طبيعة المرار إلا أنه يقل الحميات لقلة العفونة في الهواء إذا كان يابسا ولا يطول مدتها. وفي المطير يكثر العفونة فتكثر الحميات ويطول مدد, فلهذا لم يكن بين هذا الفصل وما بعده تناقض, وهو قوله قلة المطر يقل معها الحميات على أن احتباس المطر غير قلته.
8
[aphorism]
قال * أبقراط (1) : إذا كان أوقات السنة لازمة لنظامها وكان في كل وقت منها ما ينبغي أن يكون فيه كان ما يعرض فيها من الأمراض حسن الثباب والنظام وحسن البحران, وإذا كانت أوقات السنة غير لازمة لنظامها كان ما يحدث فيها من الأمراض غير متنظم سمج البحران.
[commentary]
التفسير: أراد بقوله: لازمة لنظامها, أي كانت على طبائعها, وبقوله: وكان في كل مرض وقت منها ينبغي أن يكون فيه, أي على مقداره المعتدل, لا مجاوز إلى الإفراط. قال: وإذا كانت أوقات السنة كذلك كانت الأمراض غير طويلة, وهو المراد بقوله: حسن, ولا مختلط, وهو المراد بقوله حسن النظام, ولا ذات أعراض رديئة, وهو المراد بقوله: حسن البحران. وإذا تغير الفصول عن طبائها كانت الأمراض على ضد ذلك.
9
[aphorism]
قال أبقراط: إن في الخريف يكون الأمراض أحد ما يكون وأقتل في أكثر الأمر. فأما الربيع فأصح الأوقات وأقلها موتا.
[commentary]
التفسير: المراد بالأحد أشد ردائتا لأن المرض في الخريف أردى وأقتل لأن الخريف يتعاقب فيها الحر والبرد والمزاج المختلف أشد بكائه من المتشابه, ولأن القوى فيه ضعيفة والأخلاط متزيدة لكثرة التحلل في الصيف متقدما, ولأن الخريف زمان مناقض لطبيعة الحيوة لضعف الحر وشدة قاليبس؟؟؟, وهذه الحالات كلها توجب ردائة المرض وتعين على الاتلاف إذا كان المرض متلفا.
10
[aphorism]
قال أبقراط: الخريف لاصحاب السل رديء.
[commentary]
التفسير: ذلك لأنه PageVW0P020A يخشن حلوقهم ويعصر الرطوبات فتكثر النزلات وتصلب آلات التنفس فيزيد في سعالهم.
11
[aphorism]
قال ابقراط: وأما في أوقات السنة فأقول أنه متى كان الشتاء قليل المطر شماليا وكان الربيع مطيرا جنوبيا فيجب ضرورة أن يحدث في الصيف حميات حادة ورمد واختلاف دم وأكثر ما يعرض اختلاف الدم للنساء ولأصحاب الطبائع الرطبة.
[commentary]
التفسير: لما اكتسب الأبدان يبوسة المزاج بسبب يبس الشتاء تداركت ذلك بترطيب الربيع لها إلى الاعتدال, فيقل الأمراض في الربيع, فلذلك لم يذكر الأمراض في الربيع. وأما إذا دامت الرطوبة في الربيع أفرطت الأبدان في الرطوبة حتى يصادفها حر الربيع ممتلية من الرطوبات فيتم بسبب العفونة لأن القابل للتعفن هو الرطوبة, والفاعل له هو الحرارة, فيكثر التعفن والحميات الحادة, وخصوصا في المستعدين لذلك وهم أصحاب الطبائع الرطبة, فإن مالت الرطوبة العفنة إلى الأسفل نحو الأمعاء سحجت وحدث اختلاف دم, وإن مالت إلى أعالي البدن حدث مثل الرمد وفي أكثر الأمر في النساء وأصحاب الطبائع الرطبة تميل المادة إلى الأسافل البرد المزاج. فلذلك قال: وأكثر ما يعرض اختلاف الدم للنساء ولأصحاب الطبائع الرطبة.
12
[aphorism]
قال أبقراط: ومتى كان الشتاء مطيرا جنوبيا وكان الربيع قليل المطر شماليا, فإن النساء التي تتفق ولادتهن نحو الربيع تسقطن من أدنى سبب, واللاتي تلدن منهن تلدن أطفالا ضعيفة الحركة مسقامة حتى أنها إما أن يموت على المكان أو يبقي طول حياتها مسقامة. وأما سائر الناس فيعرض لهم اختلاف الدم والرمد اليابس. وأما الكهول فيعرض لهم من النزلات ما لا يفني سريعا.
[commentary]
الفسير: متى دام الشتاء على PageVW0P020B الرطوبة امتلات الأبدان من الرطوبة ومالت إلى اللين والتخلخل خصوصا أبدان النساء. فإذا صادفها برد الربيع الشمالي وصلت البرد إلى الأعماق لتخلخل البدن وتأذت الأجنة بعد أن ترطب أمزجتها من الرطوبات وسقمت من هو أقوى مزاجا وسقطت من هو أضعف, وخصوصا تعين الرطوبات وإزلاقها وتخلخل البدن على ذلك. وأما اختلاف الدم فيعرض عند ما يشتد الحر لأن الربيع إذا كان شماليا حفظ المواد التي كثرت في البدن بسبب الشتاء الجنوبي بتسديد السمام إلى مصادفه الحر أياه؟؟؟ حتى تعفن ويعرض اختلاف الدم عند ميلها إلى الأسافل, ومثل الرمد عند ميلها إلى الأعالي. ويكون الرمد يابسا لأن الجفن يكون قد يكثف سطحه الخارج بسبب الشمال فتمنع سيلان الدمع ويكثر النزلات لأن الشمال يعصر الرطوبات حتى ينحدر من الرأس وخصوصا في الكهول لمناسبت مزاجه بالبرد واليبس للشمال, ولا يكون بحرانها سريعا لاقتضاء طبيعة الفصل ذلك. وأما على قول من زاد كلمة لأوقراء لا يفني سريعا فالكلام واضح على ما مر من طول أمراض الكهول.
13
[aphorism]
قال أبقراط: فإذا كان الصيف قليل المطر شماليا وكان الخريف مطيرا جنوبيا حدث في الشتاء صداع شديد وبحوصة؟؟؟ وسعال وزكام وعرض لبعض الناس السل.
[commentary]
التفسير: رطوبة الخريف يعدل الأبدان التي يبست بسبب يبس الصيف, فالأمراض التي ذكره لا يعرض في الخريف لكن الخريف بملاء البدن والدماغ من الرطوبات, فإذا ورد عليها برد الشتاء حبس المواد, فإن لم يقدر الدماغ على دفعها حدث الصداع, وإن دفعها حدث سعال وزكام وبحوصة؟؟؟, وإن أنصب إلى الرية حدث السل.
14
[aphorism]
قال أبقراط: فإن كان الخريف شماليا يابسا كان موافقا لمن كانت طبيعته رطبة واللنساء. PageVW0P021A فأما يائر الناس, فيعرض لهم رمد يابس وحميات حادة وزكام مزمن, ومنهم من يعرض لهم الوسواس من المرة السوداء.
[commentary]
التفسير: هذا عطف على الفصل الأول وتقريره, فإن كان مع كون الصيف شماليا يجيء الخريف أيضا شماليا انتفع المرطوبون لأنه يعتدل مزاجهم بتعديل هذين الفصلين أياهم. وأما من لم يكن مرطوبا فيغلب عليهم يبس مفرط وهو مرار كثيرة, ويكثر فيهم الأمراض المذكورة.
15
[aphorism]
قال أبقراط: إن من حالات الهواء في السنة بالجملة قلة المطر وهي أصح من كثرة المطر وأقل موتا.
[commentary]
التفسير: إنما صار قلة المطر أصح من كثرته لأن الهواء إذا ترطب بالإفراط بلد الحواس وفتر الهضم وصار مستعدا للتعفن.
16
[aphorism]
قال أبقراط: فأما الأمراض التي تحدث عند كثرة المطر في أكثر الحالات فهي حميات طويلة واستطلاق البطن وعفن وصرع وسكتة وذبحة. فأما الأمراض التي تحدث عند قلة المطر فهي سل ورمد ووجع المفاصل وتقطير البول واختلاف الدم.
[commentary]
التفسير: قد عرفت أن الهواء الرطب تستعد للعفونة بسرعة فتكثر الحميات بسبب ذلك ويطول مرتها بسبب كثرة الرطوبات, واستطلاق البطن لكثرة الرطوبات عند ميلها إلى الأسفل, والصرع والذبحة والسكتة عند ميلها إلى الأعالي, والسل والرمد اليابس ووجع المفاصل واختلاف الدم لكثرة المرار وانصبابها إلى مواضع هذه الأعضاء وكذلك تقطير البول, ووجع المفاصل أراد به اليابس ويعين عليه جفاف المفاصل.
17
[aphorism]
قال أبقراط: فأما حالالت الهواء في كل يوم فما كان منها شماليا فإنه يجمع الأبدان ويشدها ويقويها ويجود حركتها ويحسن الوانها ويصفي السمع ويجفف البطن ويحدث في الأعين, وإن كان في نواحيي الصدر وجع متقدم هيجه وزاد PageVW0P021B فيه. وما كان منها منها جنوبيا فإنه يحل الأبدان ويرخيها ويرطبها ويحدث في الرأس ثقلا وفي السمع والعينين سدر أو دوار أو في البدن كله عسر الحركة ويلين البطن.
[commentary]
التفسير: الشمال اليبس ينشف الرطوبات عن البدن ولأجل ذلك يصفي السمع ويجفف البطن ولجمعه الحرارة الغريزية وحصرها في البطن يقوي البدن ويشده ويجود حركته ولكون البرد يعمق في العين للطافته وتخلخله فيحدث اللذع فيه ويزيد في وجع الصدر بما يوجب من أراض العصر ,وعلى ضد ذلك يوجب الجنوب الأمراض المذكورة.
18
[aphorism]
قال أبقراط: وأما في أوقات السنة, ففي الربيع وأوائل الصيف يكون الصبيان واللذين يتلونهم في السن على أفضل حالاتهم وأكمل الصحة, وفي باقي الصيف وطرف من الخريف يكون المشايخ أحسن حالا وفي باقي الخريف والشتاء يكون المتوسطون بينهما في السن أحسن حالا.
[commentary]
التفسير: الصبيان ومن كان يتلونهم في السن لاتعدال أمزجتهم يافقهم الربيع وما قبر من الصف إلى الاتعدال, فإن الاعتدال يحفظ بالاستدلال وما باقي الأسنان فلخروجهم عن الاعتدال يوافقهم من الفصول ما يضاد مزاجهم حتى يوافق الصيف للشيخ والشتاء للشباب.
19
[aphorism]
قال أبقراط: الأمراض كلها تحدث في أوقات السنة كلها إلا إن بعضها في بعض الأوقات أحرى بأن يحدث ويهيج.
[commentary]
التفسير: الفاعل للمرض ليس هو الهواء فقط بل وسائر الأسباب الضرورية التي توجد في جميع السنة غير أن كل فصل يعين على الأمراض المناسبة له.
20
[aphorism]
قال أبقراط: قد يحدث في الربيع الوسواس والسوداوي والجنون والصرع والسكتة وانبتعاث الدم والذبحة والزكام والبحوحة والسعال والعلة التي تتقشر فيها الجلد والقواني والبهق والبثور الكثيرة التي تتقرح والجرحات وأوجاع المفاصل.
[commentary]
التفسير: الربيع PageVW0P022A لا يولد الأخلاط الرديئة التي هي مواد الأمراض, بل إذا صادف بدنا نقيا حفظ على صحته, لكن إذا صادف بدنا ممتليا من مواد الأمراض المذكورة حركها وأسالها وأوجب انصبابها إلى الأعضاء المستعدة لذلك, ولهذا أوجب الأمراض المذكورة بحسب ما صادف من المواد, ولو كانت الفضول قليلة حللها ونقي البدن عنها كالرياضة المعتدلة.
21
[aphorism]
قال أبقراط: فأما في الصيف فيعرض بعض هذه الأمراض وحميات دائمة ومحرقة وغب وقيء وذرب ورمد ووجع الأذن وقروح في الفم وعفن في القروح وحصف.
[commentary]
التفسير: هذه كلها أمراض صفراوية تحدث في الصيف لغلبة المرار وتحدث بحسب ميل المرار إلى الأعضاء والحصف بثور يخرج من عرق مراري لذاع.
22
[aphorism]
قال أبقراط: وأما في الخريف فيحدث فيه أكثر أمراض الصيف وحميات ربع ومختلطة وأطحلة واستسقاء وسل وتقطير البول واختلاف الدم وزلق الأمعاء والذبحة ووجع الورك والربو والقولنج الشديد الذي يسميه اليونانيون ايلاوس والصرع والجنون والوسواس السوداوي.
[commentary]
التفسير: إنما صار يحدث في الصيف بعض أمراض الربيع وفي الخريف بعض أمراض الصيف لأن الكيموسات التي يولدها كل فصل يبقي إلى الفصل الذي يليه ويكثر في الخريف بسبب غلبته السوداء حميات الربع والوسواس السوداوي والجنون والصرع والطحال والاستسقاء لبرد الهواء تقطير البول وليبس السل ولاختلافه الحميات المختلطة والذبحة والربو وزلق الأمعاء والقولنج لردائة الأخلاط ومراريتها في البعض.
23
[aphorism]
قال أبقراط: فأما في الشتاء فيعرض ذات الجنب وذات الرية والزكام والبحوحة والسعال وأوجاع الجنين والقطن والصداع والسدر والسكات.
[commentary]
التفسير: إنما يكثر ذات الجنب وذات الرية PageVW0P022B والبحوحة والسعال في الشتاء بسبب احتقان الفضول في آلات التنفس وحوالها بسبب البرد الذي لم يمكن صونها منه. والصداع والسدر والسكات لامتلاء الدماغ من الفضول, وأوجاع القطن والجنبين لبرد العصب والسعال والزكام لانحدارها من الدماغ بسبب ما ينا ظاهر الرأس من البرد.
24
[aphorism]
قال أبقراط: وأما في الأسنان فيعرض هذه الأمراض, وأما الأطفال الصغار حين يولدون فيعرض لهم القلاع القيء والسعال والسهر والتفزع وورم السرة ورطوبة الأذنين.
[commentary]
التفسير: عروض القلاع للصبيان والأطفال بسبب عدم احتمالهم فمهم البهن للينها وعدم تعودهم ذلك لأنهم كانوا يغتذون من السرة. والقيء بكثرة ما يرضعون ولضعف الماسكة لكثرة الرطوبة. والمراد من السهر كثرة الانتباه من النوم وعروضه لهم بسبب لطافة أبدانهم وقلة احتمالها الشد بالقماط أو بسبب كثرة الأرضاع إذا رغبت المرضعة في كثرة الإرضاع فيفسد فم معدتهم لضعف قوامهم وكثرة الرطوبات. والتفزع لعدم عهدهم وقربة بالناس والأصوات والحركات. وورم السرة يعرض عند قرب العهد وتقطعها. ورطوبة الأذنين لرطوبة أدمغتهم ولسيلانه من الفم والمنخرين على سبيل العادة خصص بالأذنين. والسعال يعرض لهم لأن الزكام يتسارع إليهم لقرب عهدهم بالحر في بطون أمهاتهم وخروجهم إلى برد ا لهواء. فكيف وهومهم على الاستلقاء في أكثر الأمر؟
25
[aphorism]
قال أبقراط: فإذا قرب الصبي من أن ينبت له الأسنان عرض له مضض في اللثة وحميات وتشنج واختلاف, لا سيما إذا نبت له الأنباب وللعبل من الصبيان ولمن كان بطنه معتقلا.
[commentary]
التفسير: المضض وجع في اللثة مع حكة يعرض لهم لشق الأسنان لحوم اللثة والحمي بسبب الوجع. والمراد بالتشنج التواء العصب, وذلك يعرض لهم لكثرة الاضطراب والقلق كما يعرض PageVW0P023A لسائر الناس عند قلقهم. والاختلاف بسبب سيلان الفضول المرية إلى بطونهم لأن الحرارة الهائجة من الوجع يذيب الفضول ويسيلها لا سيما إذا كان سمينا أو معتقل الطبيعة, فإنه يكون أكثر امتلاء. والمراد بالعبل السمان.
26
[aphorism]
قال أبقراط: فإذا تجاوز الصبي هذا السن عرض له ورم الحلق ودخول خرزة؟؟؟ الفقار والربو الحصاء والحيات والدود والثاليل المتعلقة والخنازير وسائر الخراجات.
[commentary]
التفسير: أشار إلى السن الترعرع ويكثر فيهم لقرائتهم؟؟؟ (2) دائما وثكرة أصواتهم ورم الحلق بانجذاب المادة بحركة آلات التنفس والصوت حتى تسخن الحنجرة ويتورم الحلق ويعرض الربو, وإذا تورم الحنجرة أو الغشاء المستبطن للحلق أو المري مدد الفقار والنخاع إلى داخل لأن هذه المواضع يتصل بها ورباطات تنبت من الفقار وأعصاب تتنبت من النخاع, فلذلك يعرض دخول الخرزة؟؟؟ والحصاء يتولد فيهم بسبب تناولهم المطعوم أكثر مما يحتملونه فتنصب فضول نية إلى الكلية والمثانة وتحجر لأن الحرارة تحلل لطيفها وتحجر كثيفها بخلاف المشايخ, فإنه وإن كانت الفضول النية فيهم كثرة أيضا لكن ليس فيهم حرارة عاقدة, وهو السبب في كثرة الحيات فيهم لأنها يتولد من مادة نية تعقدها الخراجات. والخنازير والبثور المتعلقة لكثرة الفضول فيهم بسبب كثرة الغذاء.
27
[aphorism]
قال أبقراط: فأما من جاوز هذا السن وقرب من ان ينبت له شعر العانة فيعرض لكثير من هذه الأمراض وحميات أزيد طويلا ورعاف.
[commentary]
التفسير: أراد بذلك سن المراهق, ومن كان مهم أرطب مزاجا كان أكثر مشالكة لمزاج الأطفال, ويكثر فيهم أمراض الأطفال والمترععين. ويكثر فيهم الرعاف بسبب كثرة الدم وسهول انفتاح عروق البدن للين جرمها, ويكثر فيهم الرعاف PageVW0P023B (3) ... ويكثر فيهم العفن وبسببه تكثر الحميات وتطول.
28
[aphorism]
قال أبقراط: وأكثر ما يعرض للصبيان من هذه الأمور يأتي في بعضه البحران في أربعين يوما وفي بعضه في سبعة أشهر وفي بعضه في سبع سنين وفي بعضه إذا شارفوا نبات الشعر في العانة. فأما ما يبقي من الأمراض فلا ينحل في وقت الإنبات أو في الأناث في وقت ما يجري منهن الطمث من شانها أن تطول أو تبقي الانسان ما بقي.
[commentary]
التفسير: لما كان البحران يجري على الأسابيع وكان آخر الأيام من الأمراض الحادة وأول يوم من الأمراض المزمنة هو يوم الأربعين إن بحران بعضها في أربعين يوما, فأما ما جاوز ذلك من الأمراض المزمنة فإن بحرانه يتوقع في الأسابيع الشهرية, فإن تجاوزها ففي الأسابيع السنوية, فإن لم يظهر في الأول يتوقع الأسبوع إليه؟؟؟ من الأسابع السنوية, وذلك في أربعة عشر لأنه استتمام الأسبوع الثاني من سنين عمره ويحدث للبدن عنده انتقال عظيم إلى الصلاح والكمال. فإن لم تنهض الطبيعة لرفع المرض ولم تقو عليه دل على قوة المرض وطوله.
29
[aphorism]
قال أبقراط: وأما الشبان فيعرض لهم السل ونفث الدم والحميات الحادة والصرع وسائر الأمراض إلا أن أكثر ما يعرض لهم ما ذكرنا.
[commentary]
التفسير: الشبان يكثر دمهم لعدم انصرافه إلى تشويع بقاء القوة على ما كانت, ويغلب على دمهم المرار, ولكثرة حركتهم يجيب عروقهم إلى الانصداع حتى ينصب إلى الرية ويورمها ويقرحها لحدته لغلبته المرة ويكثر فيهم حميات الغب. والصرع ينكر حدوثه فيهم جالينوس لأنه يقول أن بقراط نص في موضع آخر على أن الصبي إذا حدث صرع فبرؤه منه عند انتقال إلى سن الشباب.
30
[aphorism]
قال أبقراط: فأما من جاوز هذا السن فيعرض لهم الربو وذات PageVW0P024A الجنب وذات الرية والحمي التي يكون معها السهر والحمي التي يكون معها اختلاط العقل والحمي الحرقة والهيضة والاختلاف الطويل وسحج الأمعاء وزلق الأمعاء وانفتاح أفواه العروق من أسفل.
[commentary]
التفسير: هذه الأمراض بعضها مرارية صفراوية تحدث مما يغلب من المرار في الشباب فيبقي إلى هذا السن وهو سن الكهول, فيعرض في أوائل تلك الأمراض وبعضها سوداوية عروضها في الكهول بسبب غلبته السوداء فيهم.
31
[aphorism]
قال أبقراط: وأما المشايخ فيعرض لهم ردائة التنفس والنزل التي يعرض معها السعال وتقطير البول وعسره وأوجاع المفاصل وأوجاع الكلي والدوار والسكات والقروح الرديئة وحكة البدن والسهر ولين البطن ورطوبة العينين والنخرين وظلمة البصر والزرقة وثقل السمع.
[commentary]
التفسير: سوء التنفس والسعال يعرض لهم لكثرة انحدار الرطوبات من أدمغتهم لامتلاء دماغهم من الرطوبات لبردها, وكثرة الفضول فيهم بسبب قصور الهضم, وتقطير البول وعسره لبرد المثانة ونكاية بالقوة الدافعة والماسكة وبالمثانة أيضا لأنه عضو عصبي ولغلظ البول, فلا يطاوع الخروج دفعة بل قطرة قطرة, ولتسديد النافذ فيهم. وأوجاع المفاصل لتجلب الفضول إليها وضعف القوى عن التحليل مع كثرة الفضول وتكاثف المسام, وكذلك السكتة لامتلاء الدماغ من الفضول الغليظة بسبب ما ذكرناه من ضعف القوى وكثرة الفضول وغلظها ولاحتباس الفضول في ظاهر الجلد وعدم نقائها بالكلية وتملحها يعرض الحكة. وعنى بالقروح الرديئة ما يعسر اندمالها, ومتى يكثر فيهم لقلة الدم وضعف القوة واحتياج الاندمال إلى كثرة الدم وتوفر القوة والسهر فيهم لبرد دماغهم بالطبع. ورطوبة العينين والمنخرين لكثرة رطوبة الدماغ ولين البطن PageVW0P024B للفتور في الهضم. وظلمة البصر وثقل السمع يعرضان لكثرة الفضول في آلات الحواس وكدورة الروح النفساني لذلك, وحدوث الزرقة عن إفراط يبس الجليدية حتى يشبه؟؟؟ الماء النازل في العين ويعد صنفا منه, وإن لم لكن في الحقيقة ماء كالطبلي في الاستسقاء. والله أعلم.
المقالة الرابعة
1
[aphorism]
قال أبقراط: ينبغي أن تسقى الحامل الدواء إذا كانت الأخلاط في بدنها هائجة منذ تأتي على الجنين أربعة أشهر, وإلى أن تأتي عليه سبعة أشهر, ويكون التقدم على هذا أقل. فأما ما كان أصغر من ذلك أو أكثر منه, فينبغي أن يتوقى عليه.
[commentary]
التفسير: الجنين في الأشهر الثلاثة الأول لضعفه يكون قابلا للسقوط بأدنى محرك وكذا في الثلاثة الأشهر الأخيرة لأنه حيث كمل وتحرك من نفسه فيسهل انفصاله فلهذا منع الإمام عن الاستفراغ في هذين الوقتين وأما في الثلاثة المتوسطة فهو أقوى اتصالا به وأقل قبولا للدفع ولم يتحرك بعد من نفسه فجاز التحرك عند الاضطرار وإن كان أيضا خطرا في نفسهز
2
[aphorism]
قال أبقراط: إنما يسقي من الدواء ما يستفرغ من البدن النوع الذي إذا استفرغ من تلقاء نفسه نقع استفراغه. فأما ما كان استفراغه على خلاف ذلك، فينبغي أن يقطعه.
[commentary]
التفسير: إذا عرف بدفع الطبيعة نوعا من خلط وحصول الخفة عقيب ذلك الخلط وجب الاتسفراغ من ذلك الخلط بالدواء الذي يوجب استفراغ ذلك النوع ومع تضرر عقيب خروج نوع آخر عرف احتياج البدن إلى ذلك النوع فلم يجر الاستفراغ في ذلك النوع بل إذا استفرغ أيضا وجب قطعه.
3
[aphorism]
قال أبقراط: ينبغى أن يكون ما تستعمل من الاستفراغ بالدواء في الصيف من فوق أكثر، وفي الشتاء من أسفل بعد طلوع الشعرى وفي وقت طلوعها وقبله يعسر الاستفراغ بالأدوية.
[commentary]
التفسير: الأخلاط لمرارتها ورقتها ولطفتها في الصيف مائلة إلى الأعلى طافية فيسهل إجابتها إلى القيء وأقل خطرا لأن آلات الصدر والأحشاء PageVW0P025A من الرباطات والعضل والعروق لرخاوتها يكون للتمدد وأقل إجابة إلى الانشقاق والصرع والقيء في الصيف أسهل لضعف المعدة إذ ضعف المعدة وفتور قواه يعين على القيء والإسهال وفي الشتاء إسهال وأوفق وأقل خطرا لعكس هذه الأمور.
4
[aphorism]
قال أبقراط: بعد طلوع الشعرى العبور وفي وقت طلوعها وقبله يعسر الاستفراغ بالأدوية.
[commentary]
الشعرى العبور هي اليمانية وهي تطلع في العاشر من آب والأيام التي قبل طلوعها والتي بعده هي في صميم الحر وشدة الحر هي أحرى الموانع من شرب المستفرغ لأن الحر يوجب الضعف ولكن مانع من الاستفراغ حتى لا ينضم ضعف المسهل إلى ضعف الحر ويسقط القوة ولأن الحر يوجب جذب الأخلاط إلى ظاهر البدن والدواء لجذبه إلى داخل فتقع هناك تمانع وعسر الاستفراغ ولأن أكثر الأدوية المسهلة تسخن البدن والحر يوجب السخونة في البدن فيزداد السخونة بإفراط.
5
[aphorism]
قال أبقراط: من كان بدنه قضيفا وكان القيء أسهل عليه فاجعل استفراغك أياه بالدواء من فوق, وتوق أن يفعل ذلك في الشتاء.
[commentary]
التفسير: القضيف تقلب عليه المرة الصفراء فيسهل استفراغها بالقيء لكن في الصيف لا في الشتاء للعلة التي ذكرناها.
6
[aphorism]
قال أبقراط: أما من كان يعسر عليه القيء وكان من حسن اللحم على حال متوسط فاجعل استفراغك أياه بالدواء من أسفل وتوق أن تفعل في الصيف.
[commentary]
التفسير: عسر القيء مانع من القيء خصوصا إذا كان من سمينا فإن العروق والأعضاء لانضفالها يكون أقل قبولا للتمدد وأسرع إجابة إلى الاستنشاق ويكون غالبا أخلاطها مائلة إلى أسفل فوجب الاستفراغ بالمسهل غير أنه لا يجوز مع ذلك في الصيف لما عرفته.
7
[aphorism]
قال أبقراط: PageVW0P025B فأما السل فإذا استفرغتهم فاحذر أن تستفراغهم من فوق.
[commentary]
التفسير: صاحب السل إذا تمدد آلات الصدر فيه زاد قرحة رئة وخيف عليه الانشقاق أكثر يضعفها وقلة قبولها للتمدد.
8
[aphorism]
قال أبقراط: فأما من كان الغالب عليه المرة السوداء فينبغي إن تستفرغه من أسفل بدواء أغلظ وتضيف الضدين إلى قياس واحد.
[commentary]
التفسير: السوداء لغليظه يمليل إلى أسفل فوجب استفراغه من أسفل لأن المواد تستفرغ من الحميات التي هي إليها أميل ويجب أن يكون استفراغها بدواء أغلظ أي أقوى وذلك لأنه لغلظ وعسر إجابة إلى الانفعال لا يؤثر فيه دواء ضعيف.
9
[aphorism]
قال أبقراط: وينبغي أن يستعمل دواء الاستفراغ في الأمراض الحادة جدا إذا كانت الأخلاط هائجة منذ أول يوم فإن تأخره في مثل هذه الأمراض رديء.
[commentary]
التفسير: إذا كان المرض حادا جدا والأخلاط هائجة خيف من تأخر الاستفراغ إما إسقاط المادة القوة لهيدانها وشدة أعراض المرض الحادة في أوائله فلا يحتمل الاستفراغ بعد ذلك أو انصباب المادة إلى بعض الأعضاء الرئيسة أو ازدياد الحرارة والأعراض بكثرة المادة فكان التأخر خطراز
10
[aphorism]
قال أبقراط: من كان المغص وأوجاع حول السرة ووجع في البطن دائما لا يتحلل بدواء مسهل ولا بغيره فإن أمره يؤول إلى الاستسقاء اليابس.
[commentary]
التفسير: المغص يحدث إما من مرة تلذع الأمعاء أو من خام يجتمع في الأمعاء ويمددها أو من ريح غليظ يتراكم في لفائف الأمعاء وحيث لا يزول بالدواء المسهل والحقن والكماد دل على أنه ليس من المرة الحارة والخام بل من ريح غليظ من مادة مستولية وإذا استفراغت يرد بولها بما يرد عليها من الغذاء ويستحيل إلى تلك المادة فلكونه في لفائف القولون بحس الوجع في القطن ولكونه PageVW0P026A في جانب الصفاق إلى المراق يحس بالوجع حول السرة ثم يؤول أمر ذلك بتولد الرياح على الاتصال إلى الاستسقاء اليابس وهو الاستسقاء الطبلى والذي يكون من الريح.
11
[aphorism]
قال أبقراط: من كان به زلق الأمعاء فاستفراغه بالدواء في الشتاء من فوق رديء.
[commentary]
التفسير: زلق الأمعاء هو خروج الطعام بعينه كما أكل من تغير اتستحالة وسببه إما ضعف القوة الماسكة في المعدة فلا يلبث الطعام فيها أو اقرخ سطح فم المعدة أو غاية سلاستها الغلبة البلغم والقيء في جميع هذه الصورغير ممكن لأن المقيئ لا يلبث المعدة دون ما يجذب الخلط يندفع إلى الأمعاء والقيء يضر بالمعدة أيضا لأنه يزيدها ضعفا وقرحة وخصوصا في الشتاء حيث كان القيء أعسر.
12
[aphorism]
قال أبقراط: من احتاج أن يسقى الخربق وكان استفراغه من فوق لا يؤاتيه بسهولة فينبغي أن يرطب بدنه قبل إسقاءه بغذاء أكثر وبراحة.
[commentary]
التفسير: من لا يؤاتيه القيء بسهولة وكان محتاج إليه فليرطب بدنه فإن الترطيب يهيئه للقيء من حيث أنه يرقق الفضول الغليظة ويسهلها ويهيئها للاندفاع ومن حيث أنه يرطب آلات النفس والصدر ويجعلها قابلا للتمدد وخصوصا إذا شرب الخربق الأبيض فإنه مجفف للأعضاء والرباطات ثم الترطيب إما بكثرة الغذاء وإما بالراحة والمراد بها ترك الحركة البدنية والنفسانية من الفكر والغضب وغيرهما.
13
[aphorism]
قال أبقراط: إذا سقيت إنسانا خربقا فليكن قصدك لتحريك بدنه أكثر ولتنويمه وتسكينه أقل وقد يدل ركوب السفن على أن الحركة تثور الأخلاط.
[commentary]
التفسير: النوم يحتاج في شرب الدواء إليه في أول الأمر ليتوفر الحرارة الغريزية في الباطن ويحيل الدواء بالفعل للطبيعة بها يفعل خاصيته وذلك زمان قليل ويحتاج إلى السكون ديثما تمد PageVW0P026B المعدة على الدواء فحسب، وفي سائر الزمان لم يحتج إلا إلى الحركة لأن الحركة المعتدلة ترقق الأخلاط وتذيبها وتسيلها وتثورها فتعين على اندفاعها ويدل على ذكر الركوب في السفينة والجمال فإن كل واحد منها يغشي ويثور الأخلاط بحركتهما للبدن.
14
[aphorism]
قال أبقراط: إذا أردت أن يكون استفراغ الخربق أكثر, فحرك البدن. وإذا أردت أن تسكنه, فنوم الشارب له ولا تحركه.
[commentary]
التفسير: قد مضى إن الحركة تعين على فعله والنوم إذا كثر اجتمع الحار الغريزي في الباطن وحلل قوة الدواء وأبطل فعله وذلك بعد أن ظهرت خاصيته إلى الفعل وأما قبل ذلك ففعلها إظهار ذلك الخاصية وإخراجها إلى الفعل فلذلك كان فعل النوم عند شرب الدواء في أول الأمر هو الإعانة على فعله ثم بعد ذلك منعه على فعله.
15
[aphorism]
قال أبقراط: شرب الخربق خطر إذا كان لحمه صحيحا وذلك أنه يحدث تشنجا.
[commentary]
الفسير: الصحيح هو الذي ليس فيه فصلة تحتاج إلى تنقيتها والدواء يستفرغ عن مثل هذا البدن جوهر الأخلاط والأعضاء الأهلية فينكى البدن نكاية بالضرورة وهذا وإن كان عاما في جميع الاستفراغات بالدواء كانت أو بالطبيعة لكن بالأودية القوية كالجربق أبلغ في النكاية فإنه مجفف بطبيعته باستفراغ الرطوبات الأصلية فيوجب التشنج من وجهين وفي سائر الاستفراغات إنما تنكي وتوجب التشنج باستفراغ الرطوبات فحسب.
16
[aphorism]
قال أبقراط: من كان به * حمى (1) وكانت به امتناع من الطعام ونخس الفؤاد وسدد ومرارة في الفم فذلك يدل على استفراغه بالدواء من فوق.
[commentary]
التفسير: إذا ذهبت شهوة الإنسان للطعام وكان به نخس الفؤاد وهو لذع فم المعدة بسبب الصفراء المنصب إليها وذلك لدلالته على انصباب المرار إلى المعدة يدل على الاستفراغ من فوق ويدل على ذلك السدد وهو ظلم البصر بغتة من ارتفاع PageVW0P027A البجار من المعدة إلى الدماغ ومرارة الفم لوصول طعم الصفراء إلى المعدة لمشاركتها في السطح.
17
[aphorism]
قال أبقراط: الأوجاع التي فوق الحجاب يدل على الاستفراغ بالدواء من فوق والأوجاع التي في أسفل الحجاب يدل على الاستفراغ بالدواء من أسفل.
[commentary]
التفسير: المراد بالأوجاع الأمراض التي تحتاج فيها إلى الاستفراغ وبالحجاب فم المعدة فكأنه قال إذا كان الخلط في أعالي المعدة وجب استفراغه بالقيء وإذا كان في أسافلها فبالإسهال لوجوب الرفع بالجهات تميل إليها المادة وليس المراد بذلك فوق الحجاب وأسفله على معنى وإراد به طرفي البدن حتى يرد عليه قوله إن القيء أنفع في أوجاع الركبة وعرق النساء من الإسهال وفي الصداع والخوا على العكس من ذلك.
18
[aphorism]
قال أبقراط: من شرب دواء الاستفراغ فاستفرغ ولم يعطش فليس ينقطع عنه الاستفراغ حتى يعطش.
[commentary]
التفسير: العطش في الاستفراغ قد يكون لحرارة الدواء وقد يكون لثوران المرار وقد يكون لأن ينقى البدن عن الرطوبات الفضلية وأخذ الدواء في بعض الرطوبات الأصلية عنه فما لم يعطش الشارب دل على أن الدواء لم يبلغ منتهاه فقال فليس ينقطع عنه الاستفراغ أي لا يمنع ولا يقطع وليس إذا عطش وجب قطعه لأنه ربما كان العطش من الشيئين الأخريين.
19
[aphorism]
قال أبقراط: من لم تكن به حمى وأصابه مغص وثقل في الركبتين ووجع في القطن فذلك يدل على أن بدنه يحتاج إلى الاستفراغ بالدواء من أسفل.
[commentary]
هذه الأوجاع إذا لم تكن مع الحمى دل على أن سبيلها ليس حارة أو مائلة إلى العفن بل خلط خام غليظ ومثل هذا استفرغ من أسفل.
20
[aphorism]
قال أبقراط: البراز الأسود الشبيهة بالدم الآتي من تلقاء نفسه كان مع حمى أو من غير حمى من أردء العلامات فكلما كانت الألوان في البراز أكثر كانت تلك العلامة أردء فإذا PageVW0P027B كان كذلك مع شرب الدواء كانت تلك العلامة أحمد وكلما كانت الألوان أكثر كان ذلك أبعد عن الرداءة.
[commentary]
التفسير: البراز الأسود الشبيهة بالدم هو عكر الدم أو بخلط سوداوي فإذا أتى ذلك من تلقاء نفسه دل إما على ضعف الطحال عن الجذب أو لكثرته وفساده بحيث لا يجذبه الطحال أو لفساد حال الكبد وضعف القوة المميزة التي فيه وكل تلك حالات رديئة وهذا الخلط يعسر إجابته إلى الخروج ولغاية غلظه وقلة مقداره لا يخرج إلا عن نكاية بليغة وكذلك البراز المختلفة الألوان إلا إذا كان ذلك بعد البحران أو بعد شرب الدواء فإنه حينئذ يكون جيدا ولم يفصل الإمام القول بين ما يكون قبل البحران وبعده لعلمه بأن ذلك يعرف من ما تقدم من كلامه.
21
[aphorism]
قال أبقراط: أي مرض خرجت في ابتدائه المرة السواداء ومن أسفل أو من فوق فذلك علاة دالة على الموت.
[commentary]
التفسير: الأخلاط إذا خرجت في الابتداء لم يكن ذلك يدفع من الطبيعة إياها أو ضعف القوى البدنية وخصوصا إذا كان مرة سوداء فإنها لا تجيب إلى الاتستفراغ إلا في الأخير أو بدواء أقوى فإذا خرج من البدن من تلقاء نفسه دل على غاية فساده للعفونة والاحتراقية أو على كثيرته جدا أو على ضعف القوة الماسكة الكبدية جدا أو سقوطها وكل ذلك ينذر بالتلف.
22
[aphorism]
قال أبقراط: من كان قد أنهكه مرض حاد أو مزمن أو إسقاط أو غير ذلك ثم خرجت منه مرة سوداء أو بمنزلة الدم الأسود فإنه يموت من غد ذلك اليوم.
[commentary]
التفسير: خروج المرة السوداء ممن نهك بدنه وضعفت قوته يدل على انحلال قوته وذلك يعقب التلف.
23
[aphorism]
قال أبقراط: اختلاف الدم إذا كان ابتداؤه من المرة السوداء PageVW0P028A فذلك من علامات الموت.
[commentary]
التفسير: إذا كان السحج من المرة السوداء في الاختلاف كان ذلك دالا على تقرح سرطاني وذلك يوجب لعسر برئه دوام الإسهال ويفضي ذلك إلى التلف وخروج المرة السوداء في ابتداء هذا المرض دل على السحج من المرة السوداء.
24
[aphorism]
قال أبقراط: خروج الدم من فوق كيف كان علامة رديئة وخروجه من أسفل علامة جيدة إذا خرج منه شيء أسود.
[commentary]
التفسير: خروج الدم من الفم سواء كان بالقيء أو بالنفث يكون إما لانفجار عروق في آلات الصدر أو لقرحة الصدر والرئة وكل ذلك أردء من خروجها من أسفل لأن الخروج من أسفل إذا لم يكن أحمر ولا كثير أو لا بطريق الانصباب غلى الأمعاء كان ذلك من فوهات عروق المعدة ويؤمن ذلك عن المرض الوسواسي والمالينخوليا ويكون إذن علامة جيدة وإذا كان كثير أو أحمر أو ينصب إلى الأمعاء فإنه وإن كان رديئا فهو اسلم مما إذا خرج من فوق.
25
[aphorism]
قال أبقراط: من كان به اختلاف الدم كثير فخرج منه شيء شبيه بقطع اللحم فذلك من علامات الموت.
[commentary]
التفسير:أول ما يخرج في السحج من جوهر الأعضاء أجزاء شحمية ثم إذا جاوز القرحة ذلك واشتدت خروج أجزاء غشائية من سطح الأمعاء يسمى خراط ثم إذا فرطت بقطع جرم الأمعاء وخرج شيء شبيه بقطع اللحم هي من جوهر الأمعاء ومثل هذا القرحة لا تندمل.
26
[aphorism]
قال أبقراط: من كان به اختلاف مرار فحدث به صمم انقطع عنه ذلك الاختلاف ومن به صمم وحدث له اختلاف المرار ذهب عنه الصمم.
[commentary]
التفسير: المراد بالصمم هو الصمم الحادث من تصاعد المرار إلى الرأس وذلك يدل على ميل المادة إلى الأعالي فدل على انقطاع الإسهال وهذا لازم في سائر أمراض الرأس.
27
[aphorism]
قال أبقراط: من أصابه في الحمى في اليوم السادس من مرضه نافض فإن بحرانه يكون نكدا. PageVW0P028B
[commentary]
التفسير: النافض يكون دليلا على على تعقبه البحران لغؤور الحرارة إلى الباطن و ولمعاونتها للطبيعة لدفع المرض والبحران في اليوم السادس يكون نكدا أي رديئا في الأكثر بشهادة التجربة بذلك.
28
[aphorism]
قال أبقراط: من كانت لحماه نوائب ففي أي ساعة كان تركها له أذا كان أخذها له في غد في تلك الساعة بعينها يكون بحرانه عسرا.
[commentary]
التفسير: إذا كان نوائب الحمى آتية في وقت واحد بعينه دل على أن اسبب الفاعل للحمى تمكن ثابت يؤثر فيه تقاومه المرض وذلك إما لكثرة الخلط الفاعل أو لغلظ أو لزوجته وينذر ذلك بطول المرض والمراد بعسر البحران عسر انقضاء المرض وذلك لما ذكرنا.
29
[aphorism]
قال أبقراط: صاحب الأعياء في الحمى أكثر ما يخرج به الخراج في مفاصله وإلى جانب اللحيين.
[commentary]
التفسير: البحران بالخراج إنما يكون إذا لم يكن المادة رقيقة لطيفة يتجلل بالعرق أو محصورة في تجاويف العروق وإلا اندفعت بالبول ومتى أحس بالأعياء دل على ميلها إلى العضلات والمفاصل وهو مستعدة لقبولها لتشنجها بالحركات ويكون من إما خراج في المفاصل أو في اللحيين إذا كانت المادة في الأعالي.
30
[aphorism]
قال أبقراط: من انتشل من مرض فكل منه موضع من بدنه حدث به في ذلك الموضع خراج.
[commentary]
التفسير: من قام من مرضه وحدث كلال في بعض أعضائه دل على أن به بقية مادة وهي غليظة لا يتحلل نفسها بالتحليل الخفي بل هو مائلة إلى ذلك العضو وذلك ينذر بحدوث خراج في ذلك موضع العضو.
31
[aphorism]
قال أبقراط: وإن كان قد تقدم فتبع عضو من الأعضاء من قبل أن يمرض صاحبه ففي لك العضو يتمكن المرض.
[commentary]
التفسير: إذا تعب عضو من البدن كان أكثر استعداد القبول الفضول لأن التعب قد جعله سخيفا متوسعا ضعيفا ومالت المدة إلىها بالحركة والحرارة فعند البحران أكثر ما يتوقع دفع الفضول إلى ذلك PageVW0P029A العضو ويتوقع حدوث الخراج فيه وهذا الفضول الثلاثة حكمها واحد إلا أن الأول في المرض والذي بعده والثالث قبله وتقدير الكلام أنه إذا عرق ميل المادة بالتعب أو بالكلال إلى بعض الأعضاء سواء كان حال المرض أو قبله أو بعده دل على خراج يحدث في ذلك العضو.
32
[aphorism]
قال أبقراط: من اعترته الحمى وليس في حلقه انتفاخ فعرض له اختناق بغتة فذلك من علامات الموت.
[commentary]
التفسير: الخناق الذي لا يظهر معه انتفاخ في شيء من أجزاء الفم وفي خارج ولا ورم في هذه المواضع يتبين فهو ورم حار في داخل الحنجرة تضيق آلات التنفس فيحوج إلى تنسم من غير أماكن لذلك فيكون في معرض الهلاك وإنما خصص بصاحب الحمى لأنه لا يكون الورم حادا فيكون أكثر احوجاجا إلى التنسم وهذا النوم من الخناق يسمى ذبحة.
33
[aphorism]
قال أبقراط: من اعترته حمى فاعوجت معها رقبة وعسر عليه الازدراد حتى لا يقدر على الازدراد إلا بكد من غير أن يظهر به انتفاخ فذلك من علامات الموت.
[commentary]
التفسير: اعوجاج الرقبة وعسر الازدراد يدل على ورم المري أو في العضل الذي هو مستبطن المرئي أو في داخل الحنجرة حتى مدد الفقار وميله إلى داخل فاعوجت الرقبة لذلك فإن بين هذه الآلات وبين النخاع والفقار مشاركة برباطات وأعصاب ويدل على كون الورم في داخل هذه الأعضاء أنه لم يتبين الورم لا في الحلق من داخل ولا في الرقبة من خارج وذلك دليل الموت لأنه ينضغط آلات التنفس ويتعذر الاستنشاق.
34
[aphorism]
قال أبقراط: العرق يحمد في المحموم أن ابتداء في اليوم الثالث أو في الخامس أو في السابع أو في التاسع أو في الحادي عشر أو في الرابع عشر أو في السابع عشر أو في العشرين أو في الرابع والعشرين أو في السابع والبشرين أو في الثلاثين أو في السابع والثلاثين PageVW0P029B فإن العرق الذي يكون في هذه الأيام يكون به بحران الأمراض وأما العرق الذي لا يكون في هذه الأيام فهو يدل على آفة أو على طول من المرض عوده.
[commentary]
التفسير: هذه الأيام هي أيام البحران فلذلك يحمد فيه العرق وإنما ابتدأ بالثالث لأن المرض لحدته قد يتقدم بحرانه الآتي في الرابع فيأتي في الثالث وقد يتأخر عنه إلى الخامس وأما التاسع فلأنه اليوم الثالث من السابع على رأي من حسبه الأسبوع الذي من السابع والحادي عشر والرابع عشر والعشرون والرابع والعشرون والسابع العشرون فظاهر والثلاثون هو اليوم الثالث من الأسبوع الخامس وأوله الثامن والعشرون والرابع والثلاثون هو اليوم الثالث من الأسبوع الخامس وأوله الثامن والعشرون والرابع والثلاثون هو السابع منه ويتصل الأسبوع السادس فيومه الرابع والسابع والثلاثون وإنما اقتصر على هذه الأيام لأن ما جاوزها لا ينقضي بحرانه بالعرق لغلظ مادته.
35
[aphorism]
قال أبقراط: العرق البارد إذا كان مع حمى حادة دل على الموت وإذا كان مع حمى هادئة دل على طول المرض.
[commentary]
التفسير: هذا إنما يكون عند انطفاء الحرارة الغريزية أو عند قربها إلى الانطفاء حيث عجزت عن تسخينها مع حدة الحمى وشدة برد الرطوبات تسقط القوة قبل إنضاج الرطوبات وأما إذا كانت فاترة أمكن بقاء القوة ريهما تنضج الرطوبات لأن الحمى الفاترة لا تودب سقوط القوة كما توجبه الحادة إلا أنها تطول لغاية برد الرطوتات وضعف الحرارة الغريزية.
36
[aphorism]
قال أبقراط: وحيث كان العرق من البدن فهو يدل على أن المرض في ذلك الموضع.
[commentary]
التفسير: إذا كان فضل الخلط الذي يصير بخارا كثيرا أكثر مما يتحلل بتحلل غير محسوس فيخرج خروجا وهو العرق فلذلك أي عضو* خرج منه عرق دل على وجود الفضل في ذلك العضو وينبغي أن يجتمع في العرق جمس خصال متى يكون محمودا وإلا كان رديئا أحدها أن يكون في يوم باحوري كما بينه في الفصل الأول الثاني أن يكون حارا كما بينه في الفصل الآخر الثالث أن يكون غير مختص بعضو واحد كما بينه في هذا الفصل الرابع أن لا يكون مختلف الحال مرة حارا ومرة باردا كما بينه فيما بعد الخامس أن يتقبه راحة وخفة حتى يدل على أن المستفرغ ليس بمحتاج إليه.
37
[aphorism]
قال أبقراط: أي موضع من البدن كان حارا أو باردا ففيه المرض.
[commentary]
التفسير: وذلك لدلالته على سوء المزاج المقابل للاعتدال الصحي.
[aphorism]
قال أبقراط: وإذا كان يحدث في البدن كله تغايير وكان البدن يسخن مرة ويبرد مرة أخرى أو يتلون بلون ما ثم يغيره دل على طول المرض.
[commentary]
التفسير: ذلك لدلالته على أنه ليس في البدن مرض واحد ومادة واحدة بل أمراض مختلفة كثيرة فيحتاج الطبيعة في إنضاجها ودفعها إلى أزمان كثيرة فيطول المرض.
38
[aphorism]
قال أبقراط: العرق الكثير الذي يكون بعد النوم أو في النوم من غير سبب بين يدل على أن صاحبه يحمل على بدنه أكثر مما يحتمل وإذا كان ذلك وهو لا ينال الطعام دل على أن بدنه يحتاج إلى الاستفراغ.
[commentary]
التفسير: العرق هو من الفضل الذي يتبخر وفي الأصحاء على أن الفضل من الطعام فكثرته تدل على أن كثرة نيله للطعام فإن لم ينل طعاما كثيرا كان الفضل من الأخلاط ويحتاج بدنه إلى استفراغ هذا إذا لم يكن له سبب ظاهر كحر الهواء وكثرة الدثار وتخلخل المسام.
39
[aphorism]
قال أبقراط: العرق الكثير الذي يخرج دائما حارا كان أو باردا بالبارد منه يدل على أن المرض أصعب والحار منه يدل على أن المرض أخف.
[commentary]
التفسير: أراد بذلك العرق الذي لا يكون PageVW0P030A * (2) من البحران وذلك يدل على المرض لدلالته على وجود المادة إلا أن البارد على طول المرض لفجاجة الخلظ وبرده وغلظه والحار على القصر.
40
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كانت الحمى غير مفارقة ثم كانت تشتد غبا فهي أعظم خطرا وإذا كانت الحمى تفارق على أي وجه كان في يدل على أنه لا خطر فيها.
[commentary]
التفسير: الحمى تضعف القوة وتكمد البدن فكلما كانت دائمة كان الضعف والنكد سببها مستمرا بخلاف المفارقة فإنها تستريح صاحبها ويحل عنه تعب زمان النوبة في زمان التفرة وكل ما كانت الحمى زمان فترتها أكثر وزمان نوبتها أقل كانت الحمى أيضا أقل خطرا.
41
[aphorism]
قال أبقراط: من أصابته حمى طويلة فإنه يعرض إما خراجات وإما كلال في مفاصله.
[commentary]
التفسير: الحميات الطويلة موادها تكون غليظة باردة لا يتحلل باستفراغ غير محسوس بل تدفعها الطبيعة إلى المواضع المستعدة كالمفاصل أو المغابن فنكون خراجا.
42
[aphorism]
قال أبقراط: من أصابه خراج أو كلال في المفاصل بعد الحمى فإنه يتناول من الغذاء أكثر مما يحتمل.
[commentary]
التفسير: هذه علة تعرض من الامتلاء وتعرض للناقة إذا أكثر من الطعام لأن قوته لا تقوى على الهضم كما ينبغي.
43
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان يعرض النافض في حمى غير مفارقة لمن قد ضعف فذلك من علامات الموت.
[commentary]
التفسير: النافض إما لانصباب المادة إلى العضلات أو لغؤور الحرارة داخل البدن وفي الحمى اللازمة المادة في داخل العروق فليس النافض إلا لغؤور الحرارة فإن تبعه استفراغ مع ضعف القوة خيف من سقوطها بتضعيف النافض والافستفراغ إياها وإلا دل على غاية عجزها عن العمل في المادة وتقارب ذلك الموت.
44
[aphorism]
قال أبقراط: في الحمى التي لا تفارق النخاعة الكمدة والبيئة بالدم المنتنة والتي من جنس المرار كلها رديئة فإن انتقص PageVW0P030B انتقاصا جيدا فهو محمود ولذلك الحال في البراز والبول فإن خرج ما ينتفع به من أحدى هذه الموضع فذلك محمود وإن خرج ما ينتفع به من أحدى هذه الموضع فذلك رديء.
[commentary]
التفسير: كل ما خرج من البدن وكان دالا على مواد رديئة دل على الرداءة لأن حدة المرض ربما تهمل القوة ريثما تصلح الخلط الرديء وتنضج وأما إذا خرج نضيجا يوتق بتأثير القوة فيه قبل انحزالها بالمرض وكذلك خروج ما ينتفع به أي لا يعتبه خفة رديء.
45
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان في حمى لا تفارق ظاهر البدن بارد وباطنه تحترق وبصاحب ذلك عطش فذلك من علامات الموت.
[commentary]
التفسير: سببه ضعف القوة عن نشر الحرارة إلى الأخلاط وذلك يعقبه الموت أو ورم حار في الأحشاء يتحلب إليه الدم ويتوجه إليه الحار الغريزي حتى تسخن البارد حيث تحترق وتعطش صاحبه وتبرد الظاهر وكذلك مهلك أيضا أو تكائف مفرط مانع من بروز الحرارة إلى ظاهر البدن وانتشارها في الأطراف حتى اجتمعت الحرارة النارية الحمائية والحرارة الغريزية في الباطن واختنقت وذلك مهلك بالاختناق والاحتراق.
46
[aphorism]
قال أبقراط: متى التوت في حمى غير مفارقة الشفة أو العين أو الأنف أو الحاجب أو الأذن أو الفم أو لم يسمع وقد ضعف البدن فالموت منه قريب.
[commentary]
التفسير: الالتواء في هذه الأعضاء إنما يحدث بسبب تمدد الأعضاء المتصلة بها وتشنجها إلى أصولها إما ليبس جرم الدماغ أوليبس مخارج العصب بسبب قوة الحمى وشدة حرارتها ولقرب هذه الأعضاء من الدماغ يعرض لها الالتواء سريعا وإذا انضم إلى ذلك الضعف دل على انحلال القوة الحيوانية وفقدان الأبصار أو السمع حتى يدل على بطلان القة النفسانية أو فسادها كان ذلك على قرب الموت.
47
[aphorism]
قال أبقراط: الخراج الذي يحدث في الحمى ولا ينحل في أوقات PageVW0P031A البحرانات الأول ينذر من المرض بطول.
[commentary]
التفسير: لأن ذلك يدل على كثرة المادة بحيث يندفع منه ما يفصل أن يتولد منه الخراج وذلك يدل على طول المرض.
48
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدثت في الحمى الغير المفارقة رداءة في التنفس واختلاط في العقل فذلك من علامات الموت.
[commentary]
التفسير: رداءة التنفس إذا كان مع اختلاط العقل دل على أنها بسبب ورج في الدماغ يشوش القوة النفسانية بسبب حر الدماغ وبسببه لا تحرك الصدر تحريكا طبيعيا ولا يتروح القلب بترح طبيعي فيكون ما يصعد من الروح إلى الدماغ في الشرايين غير صاف بل ممزوجا ببخار دخاني فيزداد حر الدماغ وبسببه فكل من رداءة التنفس والاختلاط يزداد بالآخر ويكون سبيله إلى الموت.
49
[aphorism]
قال أبقراط: الدموع الذي يجري في الحمى أو في غيرها من الأمراض إن كان إرادة من المريض فليس ذلك بمنكر وإن كان غير عن إرادة فهي رديء.
[commentary]
التفسير: إذا لم يكن الدمع لعلة في العين دل على أنها ضعفت بمشاركة الدماع فعرض لها أن لا ينضج حسنا لأنها لا تقوى على هضم غذائها فيصير ما يأتيها من الغذاء فضلة لا تمسكها لضعفها وإنما تختص هذا السيلان بالعين لتخلخل جوهرها ولأن فضولها أرق وألطف وأقبل للسيلان.
50
[aphorism]
قال أبقراط: من غشيت أسنانه في الحمى لزوجات فحماه تكون قوية.
[commentary]
التفسير: اللزوجة إنما تغشي الأسنان والأسنان بحرارة قوية تفني ما عليها من الرطوبات فتحلل لطيفها وتعقد كثيفها وإذا فنيت اللطيفة ازدادت الغليظة لزوجة كالحال في الماء والعسل إذا طبخا.
51
[aphorism]
قال أبقراط: من كان يعرض في حمى محرقة سعال كثير يابس ثم كان تهيجه له يسيرا فإنه لا يكاد يعشط.
[commentary]
التفسير: السعال المتواتر اليسير التهيج من رطوبة يسيرة يجري في الحلق وينحدر PageVW0P031B آلات الحركة حتى تكون السعال يسير التهيج ولذلك لا يعطش.
52
[aphorism]
قال أبقراط: كل حمى يكون مع ورم اللحم الرخو الذي في الحالبين وغيره مما أشبهه فهي رديئة إلا أن يكون حمى يوم.
[commentary]
التفسير: الحمى الحادث بسبب أورام المغابن الثلاثة إذا لم يكن حمى يوم رديء لأن المواد الخبيثة المندفعة عن الأعضاء الرئيسة تجتمع في هذه الأعضاء وأكثرها يكون من جنس الطواعين وأسلمها ما كان من اللحيين لأنه من فضلات الدماغ ثم الجاليبين لأنه من فضلات الكبد وأصعبها ما كان من الأبطين لأنه يكون من فضلات القلب.
53
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان بإنسان حمى فأصابه عرق فلم تقلع عنه الحمى فتلك علامة رديئة.
[commentary]
التفسير: لو كانت المادة قليلة تقلع الحمى بالعرق وكثرة المادة رديء لدلالته على طول المرض.
54
[aphorism]
قال أبقراط: من اعترته تشنج أو تمدد ثم أصابه حمى انحل بها مرضه.
[commentary]
التفسير: الحمى تنضج بعض الرطوبة التي هي سبب التشنج والتمدد وتحلل بعضها وبذلك يكون البرء.
55
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان بإنسان حمى محرقة فعرض نافض انحلت به حماه.
[commentary]
التفسير: النافض يحدث فيها بسبب تحرك المادة عن داخل العروق إلى خارجها فيكون أقرب إلى الدماغ بالعرق وغيرهما.
56
[aphorism]
قال أبقراط: الغب الخالص أطول ما يكون ينقضي في سبعة أدوار.
[commentary]
التفسير: الغب الخالص من الأمراض الحادة جدا وهو لا يتجاوز بحرانها السابع والنوبة في الدائرة كاليوم في الدائمة فلا يتجاوز بحرانها النوبة السابعة.
57
[aphorism]
قال أبقراط: من أصابه في الحمى الحادة في أذنيه صمم فجرى من منخريه دم أو استطلق بطنه انحل بذلك مرضه.
[commentary]
التفسير: الصمم في الحمى الحادة من تصاعد الدم المراري إلى الدماغ وتراكم في عصب السمع فإذا رعف أو انطلق بطنه دفعت الطبيعة بتلك المادة بالاستفراغ ويتحلل ما بقي منه ويزول المرض بذلك.
58
[aphorism]
قال أبقراط: PageVW0P032A إذا لم يكن إقلاع الحمى عن المحمومين في يوم من أيام الأفراد فمن عادتها أن تعود.
[commentary]
التفسير: أنكر جالينوس هذا الفصل وقال أنه ليس في هذا الكتاب لأن أبقراط وصف الأزواج بالبحران كالرابع والرابع عشر والعشرين والأربعين ويمكن أن يحمل على التخصيص ببعض الأزواج حتى يكون مراده أن الحمى إذا انقلعت في بعض الأزواج كالسادس أو الثامن فمن عادتها العود لدلالة التجربة عليه وأما من قرأ فالكلام عليه واضح.
59
[aphorism]
قال أبقراط: إذا عرض اليرقان في الحمى قبل اليوم السابع فهو علامة رديئة .
[commentary]
التفسير: اندفاع المراري إلى الظاهر قبل السابع لا يكون بطريق البحران بل للشدة أو الورم أو على سبيل استيلاء المادة على البدن وذلك كله دليل رديء.
60
[aphorism]
قال أبقراط: متى عرض اليرقان في اليوم السابع أو التاسع أو الرابع عشر فذلك محمود إلا أن يكون الجانب الأيمن مما دون الشراسيف صلبا فإن كان ذلك فليس بمحمود.
[commentary]
التفسير: حدوث اليرقان في هذه الأيام هو على سبيل البحران ومحمود إلا أن يكون في الكبد سدة.
61
[aphorism]
قال أبقراط: من كان يصيبه في حماه نافض في كل يوم فحماه ينقضي في كل يوم.
[commentary]
التفسير: النافض قبل نوبة الحمى وفي نيلها فإذا كان يأتي في كل يوم دل على الفترة أيضا في كل يوم.
62
[aphorism]
قال أبقراط: متى كان في الحمى التهاب شديد في المعدة وخفقان في الفؤاد فتلط علامة رديئة.
[commentary]
التفسير: الاتهاب الشديد الذي في الحمى يحدث في المعدة إنما يكون من غليان الصفراء في طبعات المعدة وخفقان الفؤاد هو أن يتحرك القلب حركة سريعة متواترة اختلاجيه إذا سخن بسخونة نارية ومضار المعدة والقلب في الحمى رديء.
63
[aphorism]
قال أبقراط: التشنج والأوجاع العارضة في الأحشاء في الحمايات الحادة علامة رديئة.
[commentary]
التفسير: التشنج إنما يحدث في الحمى إذا لهبت الأحشاء والأعصاب وبردها وجففها PageVW0P032B ووجع الأحشاء من أورام فيها وكل ذلك علامة رديئة.
64
[aphorism]
قال أبقراط: التنزع والتشنج العارضان في الحمى في النوم من العلامات الرديئة.
[commentary]
التفسير: هذه الأعراض تعرض من حصول الخلط الرديء المراري والسوداوي وتصاعد بخاره إلى الرأس فإن الأبخرة تتصاعد إلى الرأس في وقت النوم أكثر وذلك يدل على الرداءة ولما عرفت من قوله إذا كان النوم في مرض من الأمراض يحدث وجعا فذلك من علامات الموت وذلك لدلالته على قهر المرض للطبيعة في أقوى حالاتها.
65
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان الهواء يتغير في مجاريه من البدن فذلك رديء لأنه يدل على تشنج.
[commentary]
التفسير: أراد بذلك انقطاع النفس في دخوله وخروجه فينبسط بدفعتين وكذلك في انقباضه وذلك يدل على يبس نال العصب المحرك للصدر حتى لا يطاوع الأنبساط دفعة واحدة وكذلك اليبس بسبب لهيب الحمى وتخفيفها عضلات الصدر وأعصابها وذلك يوجب التشنج.
66
[aphorism]
قال أبقراط: من كان بوله غليظا شبيها بالدم الغبيط يسيرا وليس بدنه بنقي من الحمى فإنه إذا بال بولا رقيقا كثيرا انتفع به وأكثر من يبول هذا البول من كان يرسب في بوله منذ أول مرضه أو بعده سريعا ثفل.
[commentary]
التفسير: القوام الطبيعي في المبول هو المعتدل والرقيق والغليظ يدلان على عدم النضج والرسوب الرقيق أن طبخ السخونة ونضج الغليظ أن يرق إلى الاعتدال فإذا بال باولا كثيرا رقيقا أي بالنسبة إلى ما قلبه لأن المعتدل رقيق بالاضافة إلى الغليظ دل ذلك على الخير لدلالته على نضج المادة وإنما كان قليلا لأنه لغلظ ما كان يطاوع لخورج فيجب اعتدال قوامه اندفع منه كثيرا وكل ذلك حر ومثل هذا البول يرسب ثفل سريعا لغلظه لا لنضجه.
67
[aphorism]
قال أبقراط: من بال بولا متثورا شبيها ببول الدواب فيه صداع حاضرا أو سيحدث.
[commentary]
الفسير: البول المتثور يحدث من حرارة نارية تعمل PageVW0P033A في مادة غليظة كما يشاهر من عمل الحرارة الخارجة في الأجسام الغليظة كالقير والزفت من التثور وذلك بوجب الأبخرة وتصاعدها إلى الرأس ولهذا يدل على الصداع.
68
[aphorism]
قال أبقراط: من يأتيه البحران في السابع فإنه قد ظهر في بوله في الرابع غمامة حمراء وسائر العلامات تكون على هذا القياس.
[commentary]
التفسير: الغمامة هي الرسوب الطافي وهو دون الراسب والحمراء دون البيضاء في الدلالة على النضج والرابع منذر بالسابع فإذا ظهر فيه نضج نافض يتوقع النضج التام في السابع.
69
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان البول ذا مستشف أبيض فهو رديء وخاصة في أصحاب الحمى التي مع ورم الدماغ.
[commentary]
التفسير: البول الأبيض إذا كان مستشفا يكون رقيقا مائيا دالا على عدم النضج جدا وخصوصا في الحمى التي من ورم الدماغ فإنه يكون ذلك من صفراء لطيفة حارة جدا وذلك تقتضي انصباغ البول جدا فمائيته دليل على أنه لم يندفع منه شيء.
70
[aphorism]
قال أبقراط: من كانت المواضع منه فيما دون الشراسيف أسيف عالية فيها قرقرة ثم حدث له وجع في أسفل جهره فإن بطنه يلين إلا أن ينبعث منه رياح كثيرة أو يبول بولا كثيرا.
[commentary]
التفسير: علو ما دون الشراسيف إذا لم يكن لورم فهو إما لريح نافخة أو لرطوبة مخالطة للثفل والقرقرة تدل على كليهما ويكون القرقرة عند انحدارهما إلى أسفل ويحدث بسبب ذلك وجع مما يلي الظهر في البطن فربما اندفعت الرطوبة إلى العروق وتخرج بالبول وخرجت الرياح وحدها وربما اندفعت إلى قولون ولأن بطن صاحبه.
71
[aphorism]
قال أبقراط: من يتوقع أن يخرج به خراج في شيء من مفاصله فقد يتخلص من ذلك الخراج ببول كثير غليظ أبيض يبول كما قد يبين في اليوم الرابع في بعض من به حمى معها أعياء فإن رعف كان انقضاء مرضه مع ذلك سريعا.
[commentary]
التفسير: الأعياء في المفاصل إنما يكون لتوجه PageVW0P033B المادة الغليظة إلى المفاصل فكذلك من بال بولا غليظا كثيرا فيما يتوقع خراج دل على اندفاع المادة الموجبة للخراج إلى المثانة وبذلك ينحل مرضه ولكن يجب أن يكون في يوم باحوري مثل اليوم الرابع حتى يكون ذلك الدفع بطريق البحران لكن كان ذلك البحران بالرعاف كان أبلغ لأن الرعاف يكون للمادة دفعا قويا وإلا لما اندفعت من غير مجاري معدة.
72
[aphorism]
قال أبقراط: من كان يبول دما أو قيحا فإن ذلك يدل على أنه قرحة في كلاه أو في مثانته.
[commentary]
التفسير: هذه حكم أكثري لأن الغالب خروج بول الدم والقيح من الكلى والمثانة وإلا جاز أن يكون ذلك من انفجار خراج أو من ضعف الكبد وغير ذلك.
73
[aphorism]
قال أبقراط: من كان في بوله وهو غليظ قطع لحم صفار أو بمنزلة الشعر فذلك يخرج من كلاه.
[commentary]
التفسير: قطع اللحم الصغار قد يكون من قرحة الكلى وقد يكون من ذوبان بعض الأضاء اللحمية وقد يكون من انعقاد الدم والأخير أن يكون معهما حمى وللأول لا تتبعه الحمى وهو المراد بقول الإمام وذلك دال عىل قرطة الكلى وأما الشعر فحدوثه من رطوبة مستطيلة فعلت فيها حرارة عاقدة لكن يتولد في الكلية بل في المجاري التي بينهما وبين المثانة.
74
[aphorism]
قال أبقراط: من خرج في بوله وهو غليظ بمنزلة النخالة فمثانته جربة.
[commentary]
التفسير: النخالة في البول إذا لم يكن لانجراد صفائح الأعضاء الأصلية فهو من جرب المثانة وإذا كان البول معه غلظا أي نضيجا فليس إلا من قرحة المثانة وانجرادها.
75
[aphorism]
قال أبقراط: من بال دما غليظا من غير سبب متقدم فذلك يدل على أن عرقا في كلاه انصدع.
[commentary]
التفسير: إذا بال دما لم يتقدم سبب داخل كامتلاء أو قرحة أو ورم ولا سبب خارج مثل سقطة أو ضربة فذلك يكون من انصداع عروق الكلى لأن عروق المثانة دقيقة مندسة في جرمها لا يخرج منها PageVW0P034A دم يعتد به وكذلك لو انفجرت عروق الكلى من غير انصداع.
76
[aphorism]
قال أبقراط: من كان يرسب في بوله شيء شبيه بالرمل فالحصاة تتولد في مثانته.
[commentary]
مادة الرمل هي بعينها مادة الحصاة إذا ازدادت حجما فتولد الرمل يدل على حصاة متولدة أو سيتولد أما من ازدياد حجم المادة أو من نضمام الرمل بعضها إلى بعض وقد يكون من تفتت الحصاة ولك ذلك يدل على الحصاة لكنها قد تكون من الكلى ولم يذكر.
77
[aphorism]
قال أبقراط: من بال دما غليظا وكان به تقطير البول وأصابه وجع في أسفل بطنه وعانته فإن ما يلي مثانته وجع.
[commentary]
التفسير: ينبغي أن يفهم من قوله ما يلي مثانته آلات البول لأن الدم الغبيظ يسد فم المثانة فيتبعه تقطير البول ووجع الأعضاء التي ذكرها.
78
[aphorism]
قال أبقراط: من كان يبول دما أو قيحا أو قشورا وكان لبوله رائحة منكرة فذلك يدل على قرحة في مثانته.
[commentary]
التفسير: القشور والقيح والدم في البول تدل على قرحة آلات البول فإذا كان معها نتن الرائحة دل على قرحة المثانة لأن البول لطول مكثه في المثانة تكتسب من عفونة قرحها شدة الرائحة.
79
[aphorism]
قال أبقراط: من خرجت به بثرة في إحليله فإنها إذا انفتحت أو انفجرت انقضت علته.
[commentary]
التفسير: المراد بذلك أن عسر البول إذا كان بسبب البثرة في الإحليل فإنه يتحل بتحليلها أو انفتاحها أو انفجارها وذكر الانفتاح والانفجار بطريق المثال.
80
[aphorism]
قال أبقراط: من بال من الليل بولا كثيرا فإن برازه يقل.
[commentary]
التفسير: توجه المادة إلى جهة توجب للانصراف عن الجهة الأخرى فإذا اندفعت الرطوبات من طريق المثانة قلت مع البراز من طريق الأمعاء.
* (1) المقالة الخامسة
1
[aphorism]
قال أبقراط: التشنج الذي يكون من شرب الخربق من علامات الموت.
[commentary]
التفسير: التشنج PageVW0P034B الذي يكون من إفراط الاستفراغ إنما يحدث من جذب الرطوبات الأصلية من العصب وذلك ينذر بالتلف.
2
[aphorism]
قال أبقراط: التشنج الذي يكون من جراحة من علامات الموت.
[commentary]
التفسير: التشنج الذي يكون من جراحة يحدث على وجهين إما بأن يتورم الأعضاء العصبية التي تحد العضو الوارم وتتراقي العلة حتى تصير إلى الدماغ وتعم البدن كله وإما من سيلان مفرط من الخراج وفي كل واحد منهما خطر ومهو المعنى من الموت في لفظ الإمام.
3
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث التشنج أو الفواق بعد استفراغ مفرط فهو علامة رديئة.
[commentary]
التفسير: بين أن ما ذكر في خطر التشنج في الخربق عام لجميع الاستفراغات.
4
[aphorism]
قال أبقراط: إذا عرض سكران سكات بغتة فإن يتشنج ويموت إلا أن تحدث به حمى أو يتلكم في الساعة ينحل فيها جماره.
[commentary]
التفسير: إذا بلغت الأبخرة المتصاعدة إلى الدماغ من شرب الشراب إلى أن تعجز الحرارة من تحليلها واستحالت رطوبات وملأت أوعيته الحس والحركة حدثت السكة وحدث التشنج الامتلائي من مجاهجة (؟) الطبيعة وكان صاحبها بسبيل من التلف إلا إذا حم فإن الحمى تعينه على تحليلها أو يتكلم بعد زمان انحلال الخمار وهو ثلاثة أيام بحسب الغالب فإنه لو لم يفق في هذا الزمان كان دالا على استيلاء المرض على الطبيعة وعجزها عن مقاومتها أياه.
5
[aphorism]
قال أبقراط: من اعتراه التمدد فإن يهلك بعد أربعة أيام فإن جاوز الأربعة فإنه يبرأ.
[commentary]
التفسير: المراد به التشنج الذي يكون في عصبه العنق ويميله إما إلى قدام وإما إلى خلف ويضيق آلات التنفس حتى تمنع الاستنشاق التام فلا يخرج الأبخرة الدخانية فلا يتجاوز بحرانه الرابع لأنه من الأمراض الحادة التي في الغاية القصوى وهي التي لا يتجاوز بحرانه الرابع.
6
[aphorism]
قال أبقراط: من أصابه الصرع قبل نبات الشعر في العانة فإنه يحدث PageVW0P035A له الانتقال وأما من عرض له وقد أتى من السنين خمس وعشرين سنة فإنه يموت وهو به.
[commentary]
التفسير: المراد بذلك هو الصرع البلغمي وعند الانتقال إلى سن الشباب تستولى الحرارة النارية وتقوي المزاج والطبيعة ويكمل فيرجى الصلاح بخلاف ما إذا حدث في هذه السن.
7
[aphorism]
قال من أصابه ذات الجنب فلم يبق في أربعة عشر يوما فإن حاله يؤول إلى التقيح.
[commentary]
التفسير: ذات الجنب هو ورم في الغشاء المستبطن للأضلاع وهو في الأكثر يحدث من دم مراري لأن هذا الغشاء لاندماجه وتلززه لا يتشرب إلا من دم مراري فيكون من الأمراض الحادة فينقضي بأربعة عشر يوما فإن لم ينق في هذه المدة أمره إلى انصباب المرة إلى الصدر وهو المرار بالتقيح.
8
[aphorism]
قال بقراط: أكثر ما يكون السل في السنين التي بين ثمانية عشر سنة وبين سنة خمسة وثلاثين سنة.
[commentary]
التفسير: يكثر تولد الدم في هذا السن ويتسارع الامتلاء إلى تجاويف العروق ويلزمها هتك (؟) بعض أوعية الرئة عند وثبة شديدة أو صياح ولأن الدم مع كثرة مراري فلا يبعد تآكل بعض أوعية الرئة بحدة الدم المراري في هذا السن خصوصا ما كان يتوجه إلى الرئة.
9
[aphorism]
قال أبقراط: من أصابته ذبحة فتخلص منها نال الفضل إلى الرئة فإنه يموت في سبعة أيام فإن جاوزها صار إلى التقيح.
[commentary]
التفسير: إذا كان الورم في عضل الحلق أو من خارج الحنجرة كان ذلك خناقا وإذا كان في داخل الحنجرة ؟؟؟ ذبحة فمتى انفجرت ومال الفضل منها إلى قصبة الرئة وجب امتناع النفس أو عسره ويميل منه إلى قصبة الرئة وتمنع التنفس أو تعسر ولا يمتد ذلك أكثر من سبعة أيام فإن جاوزها دل على أن الطبيعة دفعت المادة إلى أحد جانبي الرئة حاجة منها إلى توسيع النفس ويكون من ذلك التقيح.
10
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان بإنسان سل فكان ما يقذفه بالسعال من البزاق منكر PageVW0P035B الرائحة إذا ألقي على الجمر وكان شعر رأسه ينتشر فذلك من علامات الموت.
[commentary]
التفسير: شدة الرائحة تدل على شدة عفونة القرحة وتناثر الشعر يدل على عدم الغذاء كلاهما يدلان على قرب الهلاك.
11
[aphorism]
قال أبقراط: من تساقط شعر رأسه من أصحاب السل وحدث به اختلاف فإنه يموت.
[commentary]
التفسير: ذلك لدلالة التساقط على عدم الاغتذاء والاختلاف على سقوط القوة.
12
[aphorism]
قال أبقراط: من قذف دما زبديا فقذفه إياه إنما هو من رديئته.
[commentary]
التفسير: ذلك لأن الزبد في المائع يحدث من مخالطة الهواء إياه وجوهر الرئة دائما يكون مملوء من الهواء ويصل إليه الهواء بالاستنشاق دائما فكان الزبد في الدم بحسب الغالب دالا على أنه من الرديئة.
13
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث بمن به السل اختلاف فذلك يدل على الموت.
[commentary]
التفسير: الاختلاف إذا كان بسبب هذا المرض لا لعارض آخر كان دالا على سقوط القوة فينذر بالهلاك.
14
[aphorism]
قال أبقراط: من آلت به الحال في ذات الجنب إلى التقيح فإن إن استنقى في أربعين يوما من اليوم الذي انفجرت المدة فيه فإن علته ينقضي وإن لم يستنق في هذه المدة فإنه يقع في السل.
[commentary]
التفسير: أربعين يوما هو غاية الأمراض الحادة فما لم يحصل النقاء في هذه المدة دل على عفنها وعلى أنها تعفن قصبة الرئة يتآكل فيكون من ذلك السل.
15
[aphorism]
قال أبقراط: الحار العارض من أكثر استعمال هذه المضار يؤنث اللحم ويفتح العصب ويخدر الذهن ويجلب سيلان الدم والغشى ويلحق أصحاب ذلك الموت.
[commentary]
التفسير: المراد بالحار الهواء الحار والماء الحار من أكثر استعمالهما أذاب الأعضاء والرطوبات وكذلك يؤنث اللحم ويرخي العصب وبسبب تحليلهما الروح وضعفهما القوى يخدر الذهن من الدم وإرخاء المفاصل والمجاري وتوسع الأعضاء يوجب سيلان الدم إلى ههنا ولفرط التحليل الروح وسيلان PageVW0P036A الرطوبات الأصلية تتبعه سصوط القوة وتتبع سقوط القوة الغشى وربما كان بإفراط حتى يلزمه الموت.
16
[aphorism]
قال أبقراط: أما البارد فيحدث التشنج والتمدد والاسوداد والنافض الذي يكون معه حمى.
[commentary]
التفسير: البرد يسد المسام ونمنع التحلل فيغلظ الأعصاب كذلك وإذا غلظت زادت في عرضها فيحدث التشنج والتمدد والاسوداد يكون لانسداد المنافس حتى يعفن إليه ويسود العضو والحمى والنافض لكثرة عفونة الاختلاط لقلة تروح الأخلاط.
17
[aphorism]
قال أبقراط: البارد ضار للعظام والأسنان والعصب والدماغ والنخاع وأما الحار فهو نافع موافق لها.
[commentary]
التفسير: هذه الأعضاء باردة فالبرد يبعدها عن الاعتدال جدا والحار بعد لها.
18
[aphorism]
قال أبقراط: كل موضع قد برد فينبغي أن يسخن إلا أن يخاف عليه انفجار الدم.
[commentary]
التفسير: سوء المزاج يداوي بالضد إلا إذا خيف خطرا عظم كما يخاف من انفجار الدم في تسخين العضو لما مر أن الحار يوجب السيلان لأن الطبيعة عند برد العضو يرسل إليه الدم طبلا تسخينه وتشبيته فعند التسخين يتضاعف السخونة فينجذب الدم أكثر فينفجر لما مر أن الحار بوجب السيلان.
19
[aphorism]
قال أبقراط: البارد لذاع للقروح ويصلب الجلد ويحدث من الوجع ما لا يكون معه تقيح ويسود ويحدث النافض التي تكون معها الحمى والتشنج والمتدد.
[commentary]
التفسير: البارد لكثافته لا يغوص في الأعضاء على الإطلاق بل القروح لأنها تخلخلت فيغوص فيها البرد وأما الاسوداد والتشنج والتمدد والنافض والحمى فقد مر.
20
[aphorism]
قال أبقراط: ربما صبت على من به تمدد من غير قرحة وهو شاب حسن اللحم في وسط من الصيف ماء بارد فأحدث في انعطافا من حرارة كثيرة فكان تخلصه PageVW0P036B بتلك الحرارة.
[commentary]
التفسير: من به مرض من مادة باردة وكان حسن اللحم وشابا في وسط الصيف يحدث لإيصال البرد إلى أعماق البدن فإن صب الماء البارد على أعضائه تحقن الحار الغريزي ويحصره فيحلل مادة المرض و يشفي فأما إذا كان نحيفا أو شيخا أو في الشتاء وصل البرد عمق البدن وفجج الأخلاط وأضر. وحكى الشارح أنه عالج بعض أصحاب السلطان بالدفن في الثلج وبرأ بذلك.
21
[aphorism]
قال أبقراط: الحار مقيح لكن ليس في كل قرحة وذلك من أعظم العلامات دالة على الثقة والأمن ويلين الجلد ويرقيه ويسكن الوجع ويكسر عادية النافض والتشنج والتمدد ويحل الثقل العارض في الرأس وهو من أوفق الأشياء الكسر العظام وخاصة للمعرى منها من اللحم خاصة لعظام الرأس ولكل ما أماته البرد أو أقرحه وللقروح التي تسعي وتتأكل وللمقعدة والقروح والرحم والمثانة والحار لأصحاب هذه العلل نافع شافي والبارد لهمم ضار قاتل.
[commentary]
التفسير: المراد بالحار بالاعتدال وهو يوجب التقيح لأنه ينضج والنضج بالحرارة لكن ليس في كل قرحة فإن بعضها لا يتقيح القرحة السرطانية ثم القيح من أعظم الدلالات على الصحة لأن نضج القرحة بالقيح ولبرد مزاج العظام صار الحار ينفعها سيما ما كان معري من اللحم مثل عظام الرأس فإنها يكون أبرد للمقعدة والرحم والمثانة لكونها أعضاء عصبية ونفعه للتشنج والتمدد وتسكينه للوجع وعارية النافض بسيطة الحار وتحليله مادة هذه الأمراض.
22
[aphorism]
قال أبقراط: فأما البارد فإنما ينبغي أن يستعمله في هذه المواضع أعني التي يجري منها الدم أو هو مزمع بأن يجري منه، وليس ينبغي أن تستعمل في نفس الموضع الذي يجري منه الدم لكنه حوله ومن حيث يجيء وفيما كان من الأورام الحارة والتلكع مائلا إلى الحمرة ولون الدم الطري لأنه PageVW0P037A إن استعمل فيما قد عتق فيه الدم سوده، وفي الورم الذي يسمى الحمرة إذا لم يكن معه قرحة لأن ما كانت معه منه قرحة فهو يضره.
[commentary]
التفسير: الماء البارد إذا صب على حوالي الموضع الذي يسيل منها الدم غلظ الدم وكثف المجاري فيمتنع من الانصباب لكن ذلك إذا كان لون الدم والماضع مشرقا أحمر حتى يكون الدم محتاجا إلى التغليظ فأما إذا كان أسود وكمد دل على غلظ الدم فيزيده تغليظا وتعفنا وحينئذ يسود لكن يضر نفس الجراحة لضرره بالقرحة وكذا ننفع الحمرة وهو الورم الصفراوي بالمضادة إذا لم يكن معها قرحة فإنه يضر بها والتلكع أثر الاحتراق.
23
[aphorism]
قال أبقراط: إن الأشياء الباردة مثل الثلج والجمد ضارة للصدر مهيجة للسعال جالبة لانفجار الدم والنزل.
[commentary]
التفسير: الصدر لكونه عضو إذا عظام كثيرة عصبيا نيئة غيائيا يضره الأشياء الباردة خصوصا الجمد والثلج ويهيج السعال لأنه يشد آلات التنفس ويخسنها ويحل النوازل والدم لأن ما يتراقي الأبخرة إلى الدماغ يكون باردة فتصير رطوبات وتنزل وأيضا يبرد مجاري الدماغ يكثفها ويوجب النزلة من هذا الوجه.
24
[aphorism]
قال أبقراط: الأورام التي تكون في المفاصل والأوجاع التي تكون من غير قرحة وأوجاع أصحاب التقرس وأصحاب القيح الحادث الذي يكون في المواضع العصبية وأكثر ما أشبه هذه فإنه إذا صب عليها ماء بارد كثير سكنها وأضرها وسكن الوجع بإحداث الخدر والخدر اليسير يسكن للوجع.
[commentary]
التفسير: هذه الأمراض إذا كانت من الحرارة نفعها الماء البارد بالذات وبالعرض وإن كانت من البرد ونفها صب الماء البارد لا بالذات بل بالعرض يحقنه (؟) الحار الغريزي وتسكينه الوجع تحدث المادة بالتخدير.
25
[aphorism]
قال أبقراط: الماء الذي PageVW0P037B يسخن سريعا ويبرد سريعا فهو أخف المياه.
[commentary]
التفسير: لأن ذلك يدل على لطافته لأن اللطيفيسرع انفعاله عن الحار والبارد معا.
26
[aphorism]
قال أبقراط: من دعته شهوته إلى الشرب بالليل وكان عطشه شديدا فإنه إن نام بعد ذلك فهو محمود.
[commentary]
التفسير: العطش إذا كان كاذبا من خلط بلغمي إما مالح أو لزج فإن النوم يسكنه وعند الانتباه من النوم شرب الماء ضار جدا فلذلك صار النوم محمود حتى يسكن العطش لو كان كاذبا.
27
[aphorism]
قال أبقراط: الكميد بالأفاويه يجلب الدم الذي كان يجري من النساء وقد كان ينفع به في مواضع أخر كثيرة لو لا أنه يحدث في الرأس ثقلا.
[commentary]
التفسير: المراد بالكميد هو أن يتبخر (؟) الرحم بأدوية حارة لطيفة كالسنبل والسعد والداد صيني والميعة بأن توضع قمع على الجمر (؟) وتترك فم الأنبوبة (؟) في الرحم فإن ذلك يرد دم الطمث والنفاس لتلطيفها وتقيحها المجاري والسدد فيها لأنها تسخن وتلطف وتقطع وتقيح وتوجب الصداع لسرعة صعودها إلى فوق للطافتها.
28
[aphorism]
Missing
[commentary]
Missing
29
[aphorism]
Missing
[commentary]
Missing
30
[aphorism]
قال أبقراط: المرأة الحامل إن فصدت أسقطت, وخصوصا إن كان طفلها قد عظم.
[commentary]
التفسير: لما كان الجنين يغتذي بدم أمه فإذا خرج دمها بالفصد أو قل بأسباب آخر ضعف الجنين ومات, فتدفعه الطبيعة دفع المعدة للغذاء إذا فسد وخصوصا إذا أكبر لأن حاجته إلى الغذاء حينئذ أمس, وهذا هو المعنى بالإسقاط في كلام الإمام. وأما لاولاد, فهو خروج الجنين بعد كماله طلبا للغذاء الذي يكفيه ويصلح له, فيدفعه الرحم كما يدفع الغذاء إذا كمل هضم. PageVW1P145B
31
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كانت المرأة حاملا فاعتراها بعض الأمراض الحادة فذلك من علامات الموت.
[commentary]
التفسير: الحامل يضعف بثقل الجنين وأعراض المراض الحاد فلا يحتمل ذلك فإما إن تسقط أو يهلك الجنين معها, فكيف والمبالغة في تلطيف الغذاء مما لا يحتمل الجنين وترك ذلك لاحتمل المرض؟
32
[aphorism]
قال أبقراط: المرأة إذا كانت تتقيأ دما فانبعث طمثها انقطع عنها ذلك القيء.
[commentary]
التفسير: ذلك ظاهر لتوجب؟؟؟ المادة عن فوق إلى أسفل.
33
[aphorism]
قال أبقراط: إذا انقطع الطمث فالرعاف محمود.
[commentary]
التفسير: لأن الحاجة حينئذ يكون ماسته؟؟؟ إلى خروج الدم.
34
[aphorism]
قال أبقراط: المرأة الحامل إن ألح عليها استطلاق البطن لم يؤمن عليها أن تسقط.
[commentary]
التفسير: ذلك لشدة تحريك الجنين لضعفه بسبب قلة الغذاء أو لضعف الرحم عن الإمساك.
35
[aphorism]
قال أبقارط: إذا كانت بالمرأة علة الأرحام أو عسر ولادة, فأصابها عطاس, فذلك محمود.
[commentary]
التفسير: العطاس يحرك الجنين ويعين على الخروج ويحرك المادة المتشمرة إلى فوق علل الرحم إلى أسفل.
36
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان طمث المرأة تتغير اللون ولم يكن مجيئه في وقته دائما دل ذلك على أن بدنها يحتاج إلى التنقية.
[commentary]
التفسير: تغير لون الدم في الطمث لمخالط أحدى المواد الأربعة الفضلية وتقدم لرقة الدم بسبب مخالط الصفراء وتأخرة لغلظ لكثرة مخالط السوداء في الغالب, وكل ذلك يحوج إلى التنقية.
37
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كانت المرأة حاملا فضمر ثدياها بغتة أسقطت.
[commentary]
التفسير: ضمور الثدي تدل على قلة الدم الواصل اليها من الرحم لأن الطبيعة تفصل في وقت الحمل شطر المادة اللين وترسل إلى الثديين ومني؟؟؟ لدلالتها على ضعف الجنين PageVW1P146A يدل على السقوط.
38
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كانت المرأة حاملا فضمرت أحد ثدييها وكان حملها تواما فإنها تسقط أحد طفليها, فإن كان الأيمن أسقطت الذكر فإن كان الصامر الأيسر أسقطت الأنثى.
[commentary]
التفسير: ضمور الثدي يدل على السقوط لمام؟؟؟, وتولد الذكور في الغالب في الجانب الأيمن لأنه أسخن وتولد الأناث في الجانب الأيسر لأنه أبرد. فلذلك كان ضمور الأيمن دالا علا سقوط الذكر وضمور الأيسر دالا على سقوط الأنثى .
39
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كانت المرأة ليست بحامل ولم تكن قد ولدت ثم كان لها لبن فطمثها قد أرتفع.
[commentary]
التفسير: الثديان شأنهما أن تحيلا الدم الذي يأتيها إلى جوهر اللبن إذا امتلات العروق المشتركة بينهما وبين الرحم, وهذه العروق لا يمتلي إلا توجبا لدم عن الرحم فيدل على انقطاع الطمث.
40
[aphorism]
اقل أبقراط: إذا انعقد للمرأة في ثديها دم فذلك يدل من حالها على جنون.
[commentary]
التفسير: انعقاد الدم من حرارة مفرطة وذلك يوجب تصاعد البخارات إلى الرأس وذلك يوجب الاختلاط أو يكون ذلك من عكر الدم وغلبة السوداء وذلك أيضا يوجب الجنون.
41
[aphorism]
قال أبقراط: إذا أحببت أن تعلم هل المرأة حامل أن لا, فاسقها إذا أرادت النوم ماء العسل فإن أصابها مغص في طبنها فهي حامل, وإن لم يصبها فليس بحامل.
[commentary]
التفسير: ماء العسل شأنه توليد الرياح, فمتى كان حاملا الرحم ينضم على الجنين ويلزم ذلك إن تضم إلى نفسه ما يجاوره من الرباطات التي تتصل بعضلة الإمعاء أيضا ضغط وانضمام فلا ينفذ الرياح فيمدد ويوجب المغص وعند النوم لقلة التحليل PageVW1P146B يكون أقوى.
42
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كانت المرأة حاملا بذكر كان لونها حسنا, وإن كانت بأنثى كان لونها حائلا.
[commentary]
التفسير: الذكر يتولد من مزاج أسخن ويغتذي من دم أمتن وأقوى وأشرف, وذلك يوجب طراوة لللنون والأنثى يتولد من مزاج أبرد ويغتذي من دم يميل إلى البرد وذلك يوجب الكمودة.
43
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كانت بالمرأة الحبلى حدث الورم الذي يدعى ا لحمرة في رحمها, فذلك من علامات الموت.
[commentary]
التفسير: الحمرة في الرحم من الأمراض الحادة جدا, وقدم انذارته بهلاك خصوصا إذا كان حمى حادة والورم مجاورة الرحم, فإنه يوجب اختناق الرحم.
44
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حملت المرأة وهي من الهزال على حالة خارجة عن الطبع فإنها تسقط قبل أن تسمن.
[commentary]
التفسير: ذلك لأن الطبيعة تصرف الغذاء بكلية إلى بدنها فيقل الغذاء على الجنين فيهلك.
45
[aphorism]
قال أبقراط: متى كانت المرأة حاملا وبدنها معتدلا وتسقط في الشهر الثاني أو الثالث من غير سبب بين فنقر الرحم منها مملوؤة برطوبة مخاطية فلا تقدر على ضبط الطفل لثقله لكنه ينهتك منها.
[commentary]
التفسير: المشيمة تتصل بأفواه عروق الرحم فمتى كانت هذه الأفواه مملوؤة برطوبة مخاطية فإنها وإن كانت تقوي على إمساك المني لم تقو على إمساك الجنين إذا حصل له ثقل ما في الشهر الثاني والثالث, وسقط الجنين. فإذا لم يكن بالمرأة سبب تسقط من خارج ولا من داخل من الأسباب التي من ذكره كالهزال والمرض الحاد وضمور الثدي وغيرها, دل على أن السبب للسقوط إنما هو امتلاء أفواه عروق الرحم من الرطوبة المزلقة.
46
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كانت المرأة PageVW1P147A على حالة خارجة من الطبيعة في السمن ولم تحبل, فإن الغشاء الباطن الذي يسمي الثرب من غشائي البطن يزاحم فم الرحم وليست تحبل دون أن تهزل.
[commentary]
التفسير: السمن المفرط مانع من الحمل لأن الثرب يضغط فم الرحم ويشده ويضيقه ولأنه يوجب صغر الرحم, وذلك مانع من الحبل ولأنه لمنع القضيب من الفضول إلى حيث ينزرق المني إلى قعر الرحم لضيق المجاري, ولذلك كانت الأشجار العظيمة قليلة الأثمار لأن السمن لا ينفضل عن غذاءها ما يصير غذاء للجنين.
47
[aphorism]
قال أبقراط: متى تقيح الرحم حيث يستبطن الورك وجب ضرورة أن يحتاج إلى الفتل.
[commentary]
التفسير: إذا تقيح الرحم من خراج كان في الموضع الذي يستبطن فيها الورك فيعالج إن كان انفجاره نحو الخارج من خارج يوضع الفتائل وغيره من المعالجات وبالعكر عن العكر.
48
[aphorism]
قال أبقراط: ما كان من الأطفال ذكرا فحرى أن يكون تولده في الجانب الأحر, وهو الأيمن, وما كان أنثى ففي الأيسر.
[commentary]
التفسير: لما كان الذكر أحر كان تولده في الغالب في الجانب الأحر وهو الأيمن, والأنثى لكونها أبرد تتولد في الجانب الأيسر لأنه أبرد, وذلك لأن الأيمن أحر لمجاورة الكبد ولأن الشريان الذي إنما يأتيه من الشريان الممتد على الصلب ولأن الطبيعة للأمن أقوى بالمشاهدة فتدفع الدم والروح الأنقى والأسخن.
49
[aphorism]
قال أبقراط: إذا اردت أن تسقط المشيمة فادخل في المنخرين دواء يعطسا؟؟؟ وامسك الفم والأنف.
[commentary]
التفسير: العطاس يتقدم استنشاق هواء كثيرة دفعة فينبسط الصدر مع غشائه فيضغط على الأحشاء باندفاع الحجاب إلى أسفل فيعين PageVW1P147B على دفع المشيمة عن الرحم. وإذا حصر النفس بإمساك الفم المنخرين زاد ذلك في الضغط لأن الهواء لا يخرج من الفم والمنخرين فيعود إلى وراء, فإذا صار إلى الأفواه التي تتعلق بها المشيمة دفعها دفعة قويا وأخرجها.
50
[aphorism]
قال أبقراط: إذا أردت أن تحبس طمث المرأة فألق عند كل واحد من ثديها محجمة من أعظم ما يكون.
[commentary]
التفسير: لما كان بين الرحم والثديين مشاركة باتصال عروق بينهما كان جذب الدم إ لى الثديين يصرف الدم عن الرحم.
51
[aphorism]
قال أبقراط: إن فم الرحم من المرأة الحامل يكون منضما.
[commentary]
التفسير: إنما يكون الرحم يقوي على إمساك الزرع بأن يشتمل عليه غاية الاشتمال بحيث لا يدخل فيه طرف ميل وآلة الرجل يدخل من فم الرحم. فأما بطن الرحم المشتمل على الجنين إذا أدخل فيه أو في شيء كان سببا للإسقاط.
52
[aphorism]
قال أبقراط: إذا جرى اللبن من ثدي المرأة الحبلى كان ذلك دالا على ضعف من طفلها, ومتى كان الثديان يكتنزين دل على أن الطفل أصح.
[commentary]
التفسير: إذا لم يغتذي الجنين ويمتاز من الغذاء إلا الشيء اليسير وكثر الدم وينفذ في العروق إلى الثديين ويستحيل لبنا وكان ذلك دالا على ضعف الجنين اليهم إلا إذا اشتمل بدنها على دم كثير بحيث يفضل عن غذاء الجنين, واكتناز الثديين علامة جيدة لأنه يكون ذلك من دم متين معتدل الكيفية والكمية.
53
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كانت المرأة يؤول إلى أن تسقط فإن ثدييها يضمران فإن كان الأمر على خلاف ذلك, أعني أن يكون ثدياها صلبين, فإنه يصيبها وجع في الثديين أو في الركبتين أو في PageVW1P148A أو في العينين أو في الوركين فلا تسقط.
[commentary]
التفسير: الإسقاط إذا كان لقلة الدم كان لا محالة يتبعها و يتقدمها ضمور الثديين لا محالة. وإن كان بسبب آخر مزعج فيتحك الطبيعة ويتوجه إلى تقتيح فم الرحم ويتبع ذلك توجه المادة إلى تلك الجرم ويلزم ذلك ضمور الثديين. وأما لم يكن بسبب مزعج لذلك فإن المادة تكون متوجهة عن الرحم إلى هذه الأعضاء المذكورة كان ذلك دليلا على سلامتها من الإسقاط.
54
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان فم الرحم صلبا فيجب ضرورة أن يكون منضما.
[commentary]
التفسير: صلابة الرحم إذا كان لورم في الرحم كان لضغط يضم من الرحم, وإن كان لبرد ويبس كان يضمها للقبض, وأما إذا كان منضما من غير صلابة فكذلك للحبل ضرورة.
55
[aphorism]
قال أبقراط: إذا عرضت الحمى لإمراة حامل وسخنت سخونة قوية من غير سبب ظاهر فإن ولادتها تكون بعسر وخطر أو تسقط فيكون على خطر.
[commentary]
التفسير: قد عرفت تضعف الحامل والجنين جدا ويبقي من مادتها بعد البرء, ولأن برأها غير متحكم لأنها لا يمكن الاستقصاء في علاجها فيهلك الجنين إذا كان ضعيفا أو يصير سقاما إن كان قويا, ويعسر الولادة لأن ذلك يحتاج إلى قوة الحامل والجنين, ومتى ضعفا كان ذلك مع عسر وخطر.
56
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث بعد سيلان الطمث تشنج وغشي وذلك رديء.
[commentary]
التفسير: التشنج يكون من استفراغ الرطوبات الأصلية والغشي لسقوط القوة أو ضعفها بانحلال القوة الحيوانية لفرط الاستفراغ.
57
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان طمث المرأة أزيد مما ينبغي عرضت من ذلك أمراض كثيرة PageVW1P148B وإذا ينحدر الطمث على ما ينبغي حدث من ذلك أمراض من قبل الرحم.
[commentary]
التفسير: انقطاع الطمث إما لقلة الدم أو لانسداد المجارى أو لضعف ماسكة الرحم أو غيره, وكل ذلك يوجب أمراضا في الرحم مثل الأورام في الرحم وسوء المزاج فيها وسيلان الطمث أكثر من المعهود يوجب الأمراض الاستفراغية.
58
[aphorism]
قال أبقراط: إذا عرض في طرف الدبر أو في الرحم ورم يتبعه تقطير البول وكذل إذا تقيحت الكلي يتبعه تقطير البول وإذا حدث في الكبد ورم تبع ذلك فواق.
[commentary]
التفسير: ورم الرحم وطرف الدبر يزاحم المثانة ويضغط عضلة المثانة فلا يتمكن البول من الخروج دفعة بل شيئا فشيئا. وتقيح الكلي يوجب التقطير لأنه ينصب إلى المثانة مدة حادة تلذع المثانة وتضغطها. ويحدث التقطير ورم الكبد إذا كان عظيما زاحم فم المعدة وضغطها وضيق النفس وهيج الفواق.
59
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كانت المرأة لا تحبل فإن اردت أن تعلم هل تحبل أم لا فغطها بثياب ثم بخر تحتها, فإن رأيت أن رائحة البخور ينفذ في بدنها حتى تصل إلى منخريها وفيها فاعلم أنه ليس منع الحبل من قبلها.
[commentary]
التفسير: قد بينا أن الأدوية اللطيفة الحارة إذا بخرت كانت سريعة الصعود والانتشار في البدن, فمتى احست بوصولها إلى فمها ومنخريها وكان ذلك من تغير تلك الرائحة دل على عدم السدة والانضمام في المجارى وعلى اعتدال الرحم ونقائه من الأخلاط الفاسدة, وإلا لتغيرت رائحتها بالخلط الفاسدة أو الحرارة الزائدة أو غيرها من انواع سوء المزاج, فلا يكون بها مانع PageVW1P149A من الإسقاط لأن الموانع منحصر فيما ذكرنا.
60
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان المرأة الحامل يجري طمثها في أوقاته فليس يمكن أن يكون طفلها صحيحا.
[commentary]
التفسير: جريان الطمث في وقت الحمل يكون إما انهتاك عروق الرحم أو لضعف الجنين, فلا يغتذي به. وكلاهما يدلان على السقوط وضعف الجنين إلا أن يكون لكثرة الدم حتى يفي يغذاء الجنين ويفضل بحيث يجري الطمث على عادته.
61
[aphorism]
قال أبقراط: إذا لم يجر طمث المرأة في أوقاته ولم يحدث بها قشعريرة ولا حمى ولكن عرض لها كرب وغثي وخبث نفس دل على أنها قد علقت.
[commentary]
التفسير: إذا كان طمث المرأة يجري في أوقاته ثم انقطع بغتة ولم يحدث فشعريرة ولا حمى كان ذلك دالا على احتباس المادة والكرب والغثيان وسوء النفس إذا لم يكن معها حمى دل على الانعلاق لأن الحامل يعرضها ما ذكره من الأعراض في الشهر الأول والثاني والثالث لتوجه مادة الحيض إلى المعدة لعدم اندفاعها إلى الرحم. فإذا كبر الجنين واحتباست إلى الغذاء قوي على الجذب والطبيعة توجهها إليها للحاجة إلى ذلك. وأما إذا كان مع تلك الأعراض القشعريرة والحمى فهو لخلط رديء في البدن.
62
[aphorism]
قال أبقراط: متى كان رحم المرأة رابدة متكاثفة ومتى كان أيضا رطبة لا تحبل لأن رطوبتها تغمر المني وتخمده وتطفيه, ومتى كانت أيضا أجف مما ينبغي أو كانت حارة محرقة لم تحبل لأن المني يعدم الرطوبة ويفسده, ومتى كان مزاج الرحم معتدلا بين الحالتين كانت المرأة كثيرة الولد.
[commentary]
التفسير: متى كان مزاج الرحم منحرفا عن الاعتدال فسد ما كان يرد عليه من المني PageVW1P149B ولا يتولد الجنين ولأن المزاج البارد يكثف ويضيق الرحم ويضيق الموضع على أفواه العروق التي يتعلق بها المشيمة فلا يتعلق. وإن ما تعلق لم ينفذ إليها الدم أو ينفذ دم رقيق فلا يتم أمر الجنين ولأن البرد يقلل للدم الغاذي للجنين والمكمل له, ولهذا لا تلد البغلة إلا نادرا نقلا من الشارح إنها تلد بالندرة. وإذا كان مزاج الرحم حار أحرق المني أو يابسا جففه وكثفه رطوباته إذا كان كثير الرطبة فاخذ الحار الغريزي الذي في المني, ولذلك لم يتولد الزرع في الوقت الحر المفرط أو البرد المفرط والأرض المغمور من الماء أو عديم الماء.
63
[aphorism]
قال أبقراط: اللبن لأصحاب الصداع رديء وهو ايضا للمحمومين رديء ولمن كانت المواضع التي دون الشراسيف منه مشرفة وفيها قراقر ولمن به عطش ولمن الغالب على برازه المرار ولمن هو في حمى حادة ولمن اختلف دما كثيرا وينفع أصحاب السل اذا لم تكن بهم حمى شديدة جدا ولأصحاب الحمى الطويلة الضعيفة إذا لم يكن معها شيء مما تقدمنا بوصفه وكانت أبدانهم تذوب على غير ما توجبه العلة.
[commentary]
التفسير: اللبن سريع الاستحالة في نفسه إلى ما يوجد في المعدة فالمحموم وصاحب الصداع والذي يكثر عليه العطش أو يغلب على برازه المرار يكون في معدتهم مرارا فيستحيل فيهم إلى المرار ويزيد في مرضهم وكذلك لمن به إطلاق الاختلاف أجزائه الجبينة والمائية والزبدية في الهضم فلا ينهضم والهضم التام بل يولد الرياح فلذلك يضر بمن كانت المواضع التي تحت شراسيفهم متورمة لأنها يزيدها تمددا وخصوصا إذا كان فيها قرقرة فإنه يكون ذلك عن ريح فيزداد باللبن وينفع PageVW0P042A أصحاب السل لأنه يجلو بأجزائه المائية ويغري بأجزائه الذهنية وينفع من به جمى ضعيفة طويلة يذوب من بدنه أكثر مما يوجبه الحمى لأن اللبن سريع العفونة ويستحيل إلى الغذاء بسرعة ويكثر غذاؤه والمحموم الذي ذكرناه يحتاج إلى مثل هذا الغذاء فينفعه إذا لم يكن به شيء من الأمراض المذكورة التي بينا أن اللبن يضره.
64
[aphorism]
قال أبقراط: من حدث قرحة فأصابه بسببها انتفاخ فليس يكاد يصيبه تشنج ولا جنون وإن غاب ذلك الانتفاخ دفعة ثم كانت القرحة من خلف عرض له تشنج أو تمدد وإن كانت القرحة من قدام عرض له جنون أو ورم حارة في الجنب أو تقيح واختلاف دم إن كان ذلك الانفتاخ أحمر.
[commentary]
التفسير: من حدث به بسبب القرحة ورم سلم من الجنون والتشنج لأن ذلك بدل على اندفاع المادة إلى خارج ومتى غاب هذا الورم بغتة كانت القرحة من خلف أي على الظهر عرض لصاحبه التشنج والتمدد لأن هذين المرضين من أمراض العصب والعصب غالب على آلات الظهر وإن كانت القرحة من قدام أي في الموضع المحاذي للظهر من مقدم البدن والغالب على هذه الأعضاء إنما هو العروق فتصير المادة إلى بعض الأعضاء الشريفة فإن صارت إلى الدماغ أحدثت الجنون وإن صارت إلى الصدر أحدثت وجع الجنب وإن صارت غلى الأمعاء أحدثت الاختلاف إن كانت الانفتاخ أحمر وإنما يصير إلى التقيح إذا لم يتحلل وأيضا لم يصر إلى أحد الأعضاء.
65
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدثت خراجات عظيمة خبيثة لم يظهر معها ورم فالبلية عظيمة.
[commentary]
التفسير: المراد بها هي الخراجة الحادثة في رؤوس العضل وذلك لشدة الإيلام يوجب توجه المادة إلى هذا الموضع حتى يتورم جدا فيحدث لم يتورم دل إما على أن المادة قليلة جدا أو ذلك رديء لأن القوة حينئذ يكون PageVW0P042B ساقطة وضعيفة أو لأنها متوجهة إلى بعض الأعضاء الشريفة وذلك أيضا خطر.
66
[aphorism]
قال أبقراط: الأورام الرخوة محمودة والنيئة مذمومة.
[commentary]
التفسير: المراد بالرخوة النضيجة ولا شك في أن الأورام النضيجة محمودة وذلك في مقابلتها النيئة أي ما لم ينضج من الأورام ولا شك في أنها مذمومة.
67
[aphorism]
قال أبقراط: من أصابه وجع في مؤخر رأسه يقطع له العرق المنتصب تحت الجبهة انتفع بقطبع.
[commentary]
التفسير : إذا كانت المادة منصبة غلى مؤخر الرأس يجذب إلى مقدمه بفصد عرق الجبهة فكان ينتفع به جدا.
68
[aphorism]
قال أبقراط: النافض أكثر ما يبتدئ من النساء من أسفل الصلب ثم يتراقي من الظهر إلى الرأس وهذا أيضا في الرجال يبتدئ من خلف أكثر مما يبتدئ من قدام مثل ما يبتدئ من الفخذين والساعدين والجلد أيضا في مقدم البدن تخلخلة ويدل علىه الشعر.
[commentary]
التفسير: النافض ارتعاد مع برد محسوس فيبتدئ من المواضع التي هي أبرد يبتدئ من الظهر لأنه أبرد من مقدم البدن لوجود النخاع فيه وقلة اللحم وكثرة الأعصاب ويدل على ذلك قلة الشعر في الظهر وكثرته في مقدم البدن لسخونته وتخلخلة ويبتدئ من النساء من الصلب أي في أسفل الظهر مما يلي الرحم لأن الرحم عضو عصبي بارد.
69
[aphorism]
قال أبقراط: من اعتراه الربع فليس يكاد يعتريه التشنج وإن اعتراه التشنج قبل الربع سكن التشنج.
[commentary]
التفسير: ذلك لما مر في الفصل الذي قال حدوث الحمى بعد التشنج خير من العكس.
70
[aphorism]
قال أبقراط: من كان جلده متمددا قحلا صلبا فهو يموت من غير عرق ومن كان جلده رخوا متخلخلا فإنه يموت مع عرق.
[commentary]
التفسير: ذلك لأن الصلابة والتمدد والقحول مانع من العرق والرخاوة والتخلخل يعين عليه.
71
[aphorism]
قال أبقراط: من كان به يرقان PageVW0P043A فلا يكاد يتولد فيه الرياح.
[commentary]
التفسير: الرياح يتولد من مادة فاترة يستحيل إلى جوهر البخار ومادة اليرقان بخلاف ذلك فتعذر فيه تولد الرياح.
المقالة السادسة
1
[aphorism]
قال أبقراط: "إذا عرض الجشاء الحامض في العلة التي تقال لها زلق المعاء بعد تطاولها ولم يكن قبل ذلك فهي علامة محمودة."
[commentary]
التفسير: هذا المرض لما كان الطعام فيها لا يرسب في المعدة بل يندفع إلى المعاء بعينه وهيئته فحيث يحر بالجشاء الحامض دل على أن الطعام يمكث في المعدة مكثا ما إلى إن يصير حامضا.
2
[aphorism]
قال أبقراط: "من كان في ننخريه رطوبة بالطبع وكان منيه أرق فإن صحته أقرب من السقم, ومن كان الأمر فيه على ضد ذلك فإنه أصح بدنا."
[commentary]
التفسير: رطوبة المنخرين بالطبع بدل على رطوبة الدماغ ورقم المني على زيادة المائية في الدم بالذي يتولد منه المنى. والدم الذي يتولد منه المني يصير إلى أوعيته في العرقين الناشيين من العرق الطالع من الكبد PageVW1P151B وفي الشربانين الناشيين من الأبهر, فمائيته يدل على رطوبة القلب والدماغ, فيكون الأعضاء الرئيسية كلها * رطبة. (1) والأعضاء إذا كانت أرطب كان ألين وأسخن وأرخى وأشد انفعالا من الاسباب المؤثرة التي ينبعث من خارج ويرد على البدن من خارج. فيكون صحته يصدر الزوال من أدنى تغير. وأما إذا كانت الأصول أجف قليلا كانت أقوى وأمتن وأصلب وأعسر قبولا وانفعالا من الاسباب الموثرة التي ينبعث من خاج ويرد على البدن من خارج. فيكون صحته بصدر الزوال من أدنى تغير. وأما إذا كانت الاصول أجف قليلا كانت أقوى وأمتن وأصلب وأعسر قبولا وانفعالا من الاسباب الممرضة فيكون صحته متحكمة بعيدة عن المرض.
3
[aphorism]
قال أبقراط: "الامتناع من الطعام في اختلاف الدم المزمن رديء وهو مع الحمى أردى."
[commentary]
التفسير: سقوط شهوة الطعام في الاختلاف المزمن لسقوط القوة الشهوانية أو لفرط حال الكبد أو الأمعاء في التقرح والردائة إلى حيث يتادي إلى المعدة وتضعف قوايا وتبطل طلبها للطعام فكان رديئا جدا. وشرط أن يكون مزمنا فإنه قد يكون لتوجه المرار الساحج إلى المعدة في أوائل الاختلاف فلم يكن رديئا جدا.
4
[aphorism]
قال أبقراط: "ما كان من القروح ينتثر ويتساقط ما حوله من الشعر فهو خبيث."
[commentary]
التفسير: إذا كان ينتثر ما حول القروح دل على أن الدم الذي ياتيه فاسد حاد مراري وإذا كان كذلك كانت القرحة لا تجيب إلى اندمال وهو المراد بالقروح الخبيثة.
5
[aphorism]
قال أبقراط: "ينبغي أن يتفقد من الاوجاع العارضة في الاضلاع ومقدم الصدر وغير ذلك PageVW1P152A من سائر الأعضاء عظم اختلافها."
[commentary]
التفسير: المراد بعظم اختلاف الأوجاع في الأعضاء ما يختلفت الأوجاع ويتنوع به يعني يتفقد أنه ضرباني أو ثقيل أو حكاك * يعني (2) يوقف بذلك على سببه ومنه يهتدي إلى صواب التدبير. وقال بعضهم أنه أراد بذلك فمقدار الوجع أنه قليل أو عظيم حتى يعرف أنه هل يحتاج إلى علاج قوي أو ضعيف. وقال أخرون أراد به موضع الوجع ومقدار موضعه يعالج بحسب ذلك.
6
[aphorism]
قال أبقراط: "العلل التي تكون في المثانة والكلى يعسر برؤها لا سيما في * المشايخ. (3) "
[commentary]
قال * التفسير (4) : هذه الاعضاء يعسر برؤها من امراضها لأنه يمر عليها فضل حارة وتهيج ما فيها من الامراض وخصوصا في المشائخ فإن امراضهم عسرة البرئ لقلة الروح والدم وضعف الطبيعة فيهم.
7
[aphorism]
قال أبقراط: "ما كان من الأوجاع التي تعرض في البطن أعلى موضعا فهو أخف وما كان منها ليس كذلك فهو أشد."
[commentary]
التفسير: المراد بالأعلى هو في قطر العمق لا في قطر الطول أي ما كان أميل إلى الخارج كان أسهل وما كان أعمق كان أعسر لأنه يكون في داخل الصفاق آلات PageVW0P044A الجوف.
8
[aphorism]
قال أبقراط: "ما كان يعرض من قروح في ابدان أصحاب الاستسقاء ليس يسهل برؤها."
[commentary]
التفسير: علاج أصحاب القرحة بالتجفيف والرطوبة مانعة من الاندمال فيعسر برؤ القروح في المستسقيين لكثرة الرطوبة في ابدانهم.
9
[aphorism]
قال أبقراط: "البثور العراض لا يكاد أن يكون معها حكة."
[commentary]
التفسير: البثور إذا كانت طوالا كان بسبب ما مادة حادة تميل إلا فوق وتصير ناتئا وإذا كان باردا رطبا تتفرق فتصير عريضا فلا يكون معها حدة فلا يكون معها حكة ولذع.
10
[aphorism]
قال أبقراط: "من كان به صداع ووجع شديد في رأسه وانحدر من منخريه أو من أذنيه قيح أو ماء فإن مرضه ينحل بذلك."
[commentary]
التفسير: متى كان بسبب الوجع ورما في الرأس ويتقيح ويجري القيح من هذه الاعضاء أو من رطوبة زائدة تندفع إلى هذه المواضع كان بذلك برؤها. وأما إذا كان من أسباب أخر لم يكن بذلك برؤها.
11
[aphorism]
قال أبقراط: "اصحاب الوسواس السوداوي واصحاب السرسام إذا حدث فيهم البواسير كان ذلك ذليلا محمودا فيهم."
[commentary]
التفسير: إذا توجهت المادة الموجبة للسرسام والوسواس إلى أسفل ومالت بكليتها إلى عضل المقعدة انتفعوا بذلك وانحل مرضهم.
12
[aphorism]
قال أبقراط: "من عولج من بواسير مزمن حتى يبرأ ثم لم يترك واحدة فلا يؤمن عليه أن يحدث استسقاء أو سل."
[commentary]
التفسير: الدم الذي يصير مادة البواسير هو عطر وغليظ ومن كان معتادا لذلك كان كبده بحيث يولد مثل هذا الورم فإذا قطع البواسير بكليته بقي ما كان يندفع منه في الكبد ويوجب ذلك فساد مزاج الكبد والعروق ويصير سببا للاستسقاء. وربما كان الكبد قويا والرئه ضعيفة رخوة فتدفع المادة إليها حتى ينصدع بعض عروق الرئه ويكون من ذلك السل. فالحاصل أنه إذا أفرط استسفراغ الدم بالبواسير تحللت القوى وضعف البدن. ومتى قطع بكليته تولدت الأمراض المذكورة فيجب إذن أن يترك الوحدة منها ليؤمن كلا الضدين.
13
[aphorism]
قال أبقراط: اعترى انسانا فواق فحدث به عطاس سكن فواقه.
[commentary]
التفسير: المراد بذلك PageVW1P153A الفواق المتلائي لأنه يحتاج إلى حركة مزعجة للرطوبات الموجب للفواق ليتحلل أو ينقطع ويستفرغ والعطاس يفعل ذلك لما ذكرنا من قبل.
14
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان بانسان استسقاء فجرى الماء منه في عروقه إلى بطنه كان بذلك انقضاء مرضه.
[commentary]
التفسير: إذا دفعت الطبيعة مائية الاستسقاء إلى البطن إما بأن تدفعها إلى مقعر؟؟؟ الكبد ومنها إلى ماساريقا ليندفع منها إلى الامعاء ويندفع بالطريق التي بين مقعر الكبد وبين السرة وهو المجري الذي يغتدي به الجنين على ما ذكر جالينوس في كتاب التشريح أن بين السرة ومقعر الكبد مجري كان بذلك انقضاء مرضه.
15
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان بانسان اختلاف قد طال ثم حدث به قيء من تلقاء نفسه انقطع بذلك مرضه.
[commentary]
التفسير: ذلك بسبب الجذب إلى الجانب المخالف.
16
[aphorism]
قال أبقراط: من اعتراه ذات الجنب أو ذات الرئه فحدث به اختلاف فذلك فيه دليل سوء.
[commentary]
التفسير: المراد بذلك الاختلاف الذي يتبع ما بين العلتين لأن بين الكبد والات التنفس مشاركة وكذلك بينها وبين المعدة فإذا كانت الافة في الرئه والات التنفس عظيمة تأدي ذلك إلى الكبد أو المعدة وضعفت قوائهما وفسد هضمهما وعرض الاختلاف وذلك شر لأن السراية ومشاركة العلة إنما يحصل إذا كانت العلة عظيمية وكان السبب الموجب قويا.
17
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان بانسان رمد فاعتراه اختلاف فذلك محمود.
[commentary]
التفسير: الاختلاف في الرمد يحمد لاندفاع المادة وتوجبها إلى الجانب المخالف.
18
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث في المثانة خرق أو في الدماغ أو في القلب أو في الكلى أو في بعض المعاء الدقاق PageVW1P153B او في المعدة أو في الكبد فذلك قتال.
[commentary]
التفسير: إذا انخرق الأعضاء الرئيسة تحلل أو خرج ما كان فيها في العروق المتصلة بها من الارواح وتبعه الموب. والمعدة إذا انخرقت لم ينضم الطعام متى سقطت القوة قبل الالتحام. وأما الكلى والمثانة والامعاء الدقاق فلعصبيتها وقلة اللحم والروح فيها وعبور الرطوبات الحادة والفضلية عليها لا يجب إلى اندمال.
19
[aphorism]
قال أبقراط: متى انقطع عظم أو غضروفا أو عصبية أو المواضع الدقيقة من لحم اللحي والقلفة لم ينبت ولم يلتحم.
[commentary]
التفسير: هذه الأعضاء اصليته متكونة من المنيين إذا ذهب منها جزء لا يعود بدل لأنه ليس في البدن مادتها وهي المنيان والاجزاء الدقيقة من اللحي هي التي تغلب عليها اللينات العصبية ويقل لحمها فلا يعود عوضها إذا ذهب أيضا لما ذكرنا من العلة.
20
[aphorism]
قال أبقراط: إذا انصب دم إلى فضاء على خلاف الاحر الطبيعي فلا بد من أن يتقيح.
[commentary]
التفسير: انصباب الدم إلى فضاء على خلاف الأمر الطبيعي يكون بأن تخرج من العروق ويعمل لنفسه فضاء بتسقيط الدم ما حول تلك المواضع أو ينصب إلى فضاء بعض الأعضاء وكلاهما على خلاف الأمر الطبيعي ويعرض حينئذ للدم أن يعفن وينسد ويصير قيحا لأنه يعدم الروح الذي كان له في الطبيعة العرقية التي تحفظ على طبيعته.
21
[aphorism]
قال أبقراط: من أصابه جنون فحدث به اتساع العروق التي يعرف بالدوالي والبواسير انحل بذلك جنونه.
[commentary]
التفسير: ذلك لانجذاب إلى الجانب المخالف ولدفع الطبيعة المادة PageVW1P154A من الاشرف إلى الأخس.
22
[aphorism]
قال أبقراط: الاوجاع التي تنحدر من الظهر إلى المرفقين دل على انتقال المادة إلى المرفقين فيخرج بالفصد لأن استفراغ ا لمواد يجب أن يكون من المواضع التي هي إيها أميل بالاعضاء التي تصلح لاستفراغها.
23
[aphorism]
قال أبقراط: من دام به التفزع وخبث النفس زمانا طويلا فعلاته سوداوية.
[commentary]
التفسير: الخلط السوداوي إذا غلب على الدماغ كدر الروح النفساني وأظلم فيعتري الانسان ما يعتريه في الظلم من الخوف والحزن ولكدورة الروح النفس لا يكون إلى بعسر ويعرض من ذلك خبث النفس.
24
[aphorism]
Not found
[commentary]
Not found
25
[aphorism]
قال أبقراط: انتقال الورم الذي يدعى الحمرة من خارج إلى داخل ليس بمحمود وأما انتقاله من داخل إلى خارج فمحمود.
[commentary]
التفسير: إذا انتقل الورم من داخل إلى خارج فقد دفعت الطبيعة المادة من الأشرف إلى الأخس وإلى العضو الذي هو سبيل الاندفاع ووضعه كذلك. لو كان الامر على ضد ذلك كان شرا.
26
[aphorism]
قال أبقراط: من عرضت له في الحمى المحرقة رعشة فإن اختلاط ذهنه يحلها عنه.
[commentary]
التفسير: الحمى المحرقة تحدث من عفونة اخلاط محصورة في تجاويف العروق فإذا مالت إلى خارج العروق وإلى الأعصاب حدثت الرعشة. فإذا حدث عند ذلك اختلاط الذهن دل على أن المادة توجهت بكليتها إلى العصب حتى يشارك الدماغ في الافة وكان بذلك انحلال الحمى وإن امكن خطر أعظم من الحمى.
27
[aphorism]
قال أبقراط: "من كوي أو بط من المتقيحين أو المستسقيين فيجري منه من المدة أو من الماء شيء فإنه يهلك لا محالة."
[commentary]
التفسير: المراد بذلك PageVW1P154B أن يفرط الاستفراغ بحيث يضعف القوة جدا ويسقط ويتبع الموت.
28
[aphorism]
قال أبقراط: الخصيان لا يعرض لهم النقرس ولا الصلع.
[commentary]
التفسير: الصلع يحدث من جفاف الجلدة جدا بحيث لا يتأتي عليها النبات كما لا ينبت شيء على الصخرة. والخصيان لفرط رطوبة امزجتهم تلين جلدهم ولا يجف جفافا مفرطا ولذلك لم يعرض للنساء والصبيان أيضا النقرس إما لاخلاط نية أو لاخلاط حادة مرارية. ومثل هذا الاخلاط يقل في الخصيان لتوفر رطوباتهم الغريزية ولعدم مجامعتهم لا يتحلب المواد فيهم إلى المفاصل.
29
[aphorism]
قال أبقراط: المراة لا يعرض لها النقرس إلا أن يقطع طمثها.
[commentary]
التفسير: لأن ابدانهم تنقى بالطمث عن مواد ردية ويدل عليه قوله إلى أن ينقطع طمثها ولأنه ليس بجماعهن حركه جالبته للاخلاط إلى المفاصل.
30
[aphorism]
قال أبقراط: الغلام لا يصيبه النقرس قبل أن يبتدي في المباضعه للجماع.
[commentary]
التفسير: الصبيان لعذوبة دمائهم وانصراف المادة إلى النمو حتى لا يجتمع في بدنهم فضل كثير ولعدم حركة الجماع فيهم لا يعرض لهم النقرس.
31
[aphorism]
قال أبقراط: أجاع العينين يحلها الشراب الصرف أو الحمام أو التكميد أو فصد العرق أو شرب الدواء.
[commentary]
التفسير: هذه الادوية ينفع العين في امراض مختلفة لا في مرض واحد. فإن الفصد ينفع إذا كان وجعه من امتلاء دموي وشرب الدواء إذا كان من خلط رديء والاستحمام إذا كان قد أنصب إلى العين رطوبات أو تنصب من المواضع القريبة من الجلد ولين في البدن امتلاء PageVW1P155A يفرط وشرب الشراب ينفع إذا كان قد حصل في عروق العينين خلط غليظ وليس في البدن امتلاء فإنه يذيب ذلك الخلط ويحلله.
32
[aphorism]
قال أبقراط: اللثغ خاصته يعتريهم اختلاط طويل.
[commentary]
التفسير: الالثغ هو الذي يبدل الرأء باللام واكاف بالدال والسين بالثاء وسببه عدم تمكن اللسان من اعتماد اقوى بسبب استرخاء عضلة. وذلك إما لرطوبة المعدة أو لرطوبة الدماغ فينصب منه إلى المعدة رطوبات وتصير سببا لضعفها. وذلك سبب الاختلاف لهذا لا يعرض لهم الصلع.
33
[aphorism]
قال أبقراط: أصحاب الجشاء الحامض لا يصيبهم ذات الجنب.
[commentary]
التفسير: من يكثر فيه الجشاء الحامض دل على أن معدته بلغمية فيقل فيه ذات الجنب لأنه ورم في الغشاء المستبطن للاضلاع. وهلا للغشاء لتلززه واندماجه لا يتشرب من الاخلاط إلا ما كان حادا مريا يغوص فيه وتولد مثل هذا الخلط فيمن يغلب تولد البلغم فيه نادر.
34
[aphorism]
قال أبقراط: الصلع لا يعرض لهم من العروق التي يتسع التي تعرف بالدوالي كثير شيء ومن حدث به من الصلع الدوالي عاد شعر رأسه.
[commentary]
التفسير: صاحب الدوالي تكون اخلاط مائلة إلى أسفل فلا يعرض لأنه يحتاج أن يكون مثل الاخلاط فيه إلى فوق فلا يجتمع الصلع والدوالي إلا نادرا. وإذا طرأ أحدهما على الأخر زاد الأخر لانجذاب المادة إلى الجانب المخالف. والمراد بالصلع انتشار الشعر الذي يحدث من مواد رديئة مفسدة للجلد لأن الصلع الطبيعي الذي يحدث لم يمكن فيه عود الشعر بعد ذيابه.
35
[aphorism]
قال أبقراط: من كان به استسقاء PageVW1P155B فحدث به سعال كان ذلك رديئا.
[commentary]
التفسير: لأن ذلك يدل على أن الماء في الاستسقاء الذي قد بلغ من كثرته الورم الحادث في حدبة الكبد قد بلغ من عظم إلى حيث يزاحم الحجاب فيشغل الحجاب بعض فضاء الصدر ويعرض من ذلك ضيق نفس يحوج إلى التساعل.
36
[aphorism]
قال أبقراط: فصد العرق يحل عسر البول وينبغي أن يقطع العروق الداخلة.
[commentary]
التفسير: فصد العرق يحل عسر البول إذا كان من ورم دموي في الكلية أو المثانة وعنى والداخل الجانب الأنسى من مابض الرطبة وهو العرق المسمي بالصافن وفصده يستفرغ الدم من الكلية والمثانة.
37
[aphorism]
قال أبقراط: إذا ظهر الورم في الحلقوم من خارج في من اعترته الذبحة كان ذلك دليلا محمودا.
[commentary]
التفسير: الذبحة يكون الورم في داخل الحنجرة فإذا انتقل إلى الخارج كان دليل لأنه لما كان في داخلها فقد ضيق على الات النفس وضع من الانبساط ولأنك عرفت من قوله أن انتقال الورم من داخل إلى خارج دليل محمود مطلقا.
38
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث بانسان سرطان خفي فالاصلح أن لا يعالج فإنه إن عولج هلك فإن لم يعالج بقي زمانا طويلا.
[commentary]
التفسير: السرطان الخفي هو الذي يكون في عمق الأعضاء وباطنها ولم يكن قد تقرح بعد والسرطان يتصل به عرق من جوانبه يسقيه فلا يمكن قطعها واستيصالها بالكلية إلا وأن ينقطع معه شعب من العروق لصلابته وخفائه ويخاف مع ذلك الهلاك. وأما لو لم يعالج فربما يقرح وظهر وقل صلابتها فامكن قطعها من غير الخطر المذكور.
39
[aphorism]
قال أبقراط: التشنج يكون من الامتلاء PageVW1P156A والاستفراغ وكذلك الفواق.
[commentary]
التفسير: التشنج هو تقلص العضلة بخواصو لها إما بأن يترخي نفسها من اتلالها بالرطوبة حتى يزيد في عرضها فينقص من طولها أو ينقص من البدن والجفاف حتى يمتد وينقص من طولها فيكون اذن يحدث بالتشنج من الامتلاء والاستفراغ وكذلك الفواق إلا أن الفواق عارض لتقلص جرم المعدة طلبا لما يدفع عن نفسه من الاذي.
40
[aphorism]
قال أبقراط: من عرض له وجع فيما دون الشراسيف من غير ورم ثم حدثت به حمى حلت ذلك الوجع عنه.
[commentary]
التفسير: الوجع فيما دون الشراسيف إذا لم يكن مع ورم فهو إما لرطوبة أو خلط غليظ أو لريح والحمى تحلل جميع ذلك.
41
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان يوضع من البدن قد يتقيح وليس يتبين تقيحه فإنما لا يتبين من قبل غلظ المدة أو الموضع.
[commentary]
التفسير: غلظ المواضع مانع من ظهور القيحة وكذلك غلظ المدة وغلظ الموضع مثل اسافل الاقدام فإن القيح قل ما يتبين فيها.
42
[aphorism]
Not found
[commentary]
Not found
43
[aphorism]
قال أبقراط: إذا أصاب المطحول اختلاف دم فطال به حدث به استسقاء أو زلق الامعاء وهلك.
[commentary]
التفسير: إذا كان في الكبد مواد غليظة دموية سوداوية فاندفعت الطبيعة المادة بالاستفراغ من المعاء حل بذلك مرضه لكن إذا طال ذلك وأفرط الاستفراغ وضعف مزاج الكبد وحدث من ذلك سوء القنية فأفضى إلى الاستسقاء وضعف المعاء بمرور المواد الحادة عليها والمعدة يضعف قوائه لفرط الاستفراغ ويكون من ذلك زلق الامعاء.
44
[aphorism]
قال أبقراط: من حدث به من تقطير البول القولنج المعروف بايلاوس وتفسيره المستعاذ منه PageVW1P156B فإنه يموت في سبعة أيام إلا أن يحدث به حمى فيجري منه بول كثير.
[commentary]
التفسير: الورم والسدة والخام الواجب لتقطير البول إذا بلغ من عظمه إلى حيث يزاحم المعاء المستقيم ويضغطها ويتأدي ذلك إلى المعاء الدقاق حتى يكون من ذلك ايلاوس كان السبب عظيما جدا مهلكا لاحتباس المسلكين معا وعظم السبب يكون من الامراض الحادة جدا فلا يتجاوز السابع والحمى يحلها لأنها تذيب مادة الورم ويحلل الخام ويفتح البول.
45
[aphorism]
قال أبقراط: إذا مضى بالقرحة حول أو مدة أطول من ذلك وجب ضرورة أن تبين منها عظم وإن يكون موضع الأثر بعد اندمالها غائرا.
[commentary]
التفسير: القرحة إذا أمتد سنة أو أكثر من سنة كان ذلك من شدة عفونة الخلط الموجب لها أو لرداءة المزاج جدا أو لكثرة ما يسيل إليها من الرطوبات الفاسدة وحينئذ يبلغ ذلك في المدة الطويلة إلى تعفين العظم وإفساده ويحتاج في برء القرحة التي فيها عظم فاسد إلى أن ينحي اللحم عن العظم ويبين ذلك العظم فإن فسد كله يحتاج إلى أن يخرج ذلك العظم وإن فسد سطحه وتثقب فقط يحتاج أن يحك العظم وزاد ما فسد منه ويعالج بالمنبت اللحم ويجب إذن أن ينقي الموضع بعد الاندمال غائرا لذياب جزء من العظم.
46
[aphorism]
قال أبقراط: من أصابته حدبة من ربو وسعال قبل أن ينبت الشعر في العانة فإنه يهلك.
[commentary]
التفسير: إذا كان السبب الموجب للربو والسعال عظيما في آلات النفس وبينها وبين الفقرات والنخاع مشاركة برباطات واعصاب تتصل بينهما فقد يصير بحيث يحدث الفقرات إلى داخل وتحدث وتجذب وتقصع وتضيق الموضع جدا PageVW1P157A على آلات النفس وخصوا قبل أن ينبت الشعر أي في سن الطفول لأن الاعضاء بعد لم يكمل قح؟؟؟ يمتنع الانبساط ويعرض الهلاك.
47
[aphorism]
قال أبقراط: من احتاج إلى الفصد أو إلى شرب الدواء فينبغي أن يسقي الدواء أو يفصد في البريع.
[commentary]
التفسير: إذا أريد الاستفراغ للاستظهار وحفظ الصحة حين ما اجتمع المواد في البدن فأوفق الزمان لها قبل أن يحدث امراضا ولأن الاستفراغ يوجب الضعف والربيع أحفظ للقوة لمناسبته لمزاج الروح والحيوة.
48
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث بالمطحول اختلاف دم فهو محمود.
[commentary]
التفسير: قدم تفسيره:
49
[aphorism]
قال أبقراط: ما كان الامراض من طريق النقرس وكان معه ورم حار فإن ورم يسكن في أربعين يوما.
[commentary]
التفسير: النقرس فضل ينصب بحيث يمتد الرباطات والاوتار ظهر لانتفاخ. فإن كانت المادة غليظ تحللت لا في أقصر بحارين الامراض المزمنة. وإن كانت لطيفة أي حارة تحللت في أقصر زمان يكون ذلك بحران الامراض المزمنة وذلك أربعون يوما.
50
[aphorism]
قال أبقراط: من أصاب في دماغه قطع أخذ صاحبه حمى وقيء مرار.
[commentary]
التفسير: الحمى يتبع كل قطع تبعه ورم وقيء المرار لمشاركة المعدة الدماغ وقد يكون لشدة الوجع ينشدره الحرارة ويتولوه الحمى وقيء المرار لأنها يوجب غلبان المرار وتصعد انصبابها إلى المعدة.
51
[aphorism]
قال أبقراط: من حدث به وهو صحيح وجع بغتة في رأسه ثم اسكت على المكان وعرض له غطيط فإنه يهلك PageVW1P157B في سبعة أيام إن لم يحدث حمى.
[commentary]
التفسير: حدوث هذا الوجع أما لريح غليظ أو لمادة لزجة وإلا لما كان الحمى تحللها فإذا صار بحيث يملاء بطون الدماغ وسدته حدث السكات والغطيط يدل على عظم العلة حتى استرخت العصب فلا تغفل العضل تحريك الصدر الغ بجهد حركة ضعيفة وهذا يكون مرضا حادا جدا فلا يتجاوز بحرانها السابع إلا إذا عرضت حمى تحلل المادة وتلطفها.
52
[aphorism]
قال أبقراط: قد ينبغي أن يتفقد باطن العين في وقت النوم شيء فإن يتبين شيء من بياض العين والجفن يطبق وليس ذلك بعقب اختلاف والا شرب دواء فتلك علامة رديئة مهلكة جدا.
[commentary]
التفسير: ذلك لدلالته على ضعف القوة المحركة أو تحلل الروح كثيرا لا يتأتي تحريك الجفن بحيث ينطبق انطباقا تاما اللهم إلا إذا كان عقيب استفراغ مفرط فإنه يكون للجفاف وكلام الامام فما إذا كان تابعا من غاية ضعف القوة أو سقوطها.
53
[aphorism]
قال أبقراط: ما كان من اختلاط العقل مع ضحك فهو سليم وما كان منه مع هم وحزن فهو أشد خطرا.
[commentary]
التفسير: ما كان مع ضحك من هذه العلة أنما يكون من دم حار رطب تعير؟؟؟ رطوبته على الانبساط وما كان مع حزن كان من دم أو مرار محترقة يابسة تعين يبوستها على الانقباض والأول أقل خرا من الثاني لأنه قبل للتحلل والنضج.
54
[aphorism]
قال أبقراط: نفس البكاء في الامراض الحادة التي معها حمى دليل رديء.
[commentary]
التفسير: المراد بنفس البكاء انقطاع النفس في الوسط بحيث لا يتم الاستنشار إلا بفترة في الوسط وسمي ذلك بكاء بشبهه ببكاء الصبيان PageVW1P158A وسببه أما صلابة آلات النفس أو ضعف من القوة ومع الحمى وحدة المرض يزداد الحاجة جدا من غير تمكن من الانبساط فذلك يكون رديئا جدا.
55
[aphorism]
قال أبقراط: علل النقرس يتحرك في الربيع والخريف على الأمر الأكثر.
[commentary]
التفسير: المواد المجتمعة في الشتاء يتحرك ويسيل وينصب إلى المواضع المستعدة والضعيفة فتهيج الأمراض في الشتاء يكون ساكنه وفي الصيف يتحلل ولا يجتمع والخريف يجمعها البرد مع أنها ذايبته بحر الصيف فتهيج العلل أيضا.
56
[aphorism]
قال أبقراط: الامراض السوداوية يخاف منها أن تؤول إلى السكتة والفالج والتشنج والجنون والعمى .
[commentary]
التفسير: أراد بذلك الاستعداد للامراض المذكورة بغلبته السوداء فإن غلبته السوداء تنذر بهذه الامراض لأنها امراض سوداوية.
57
[aphorism]
قال أبقراط: السكتة والفالج يحدثان خاصة لمن كان سنه فيما بين الاربعين إلى الستين.
[commentary]
التفسير: المراد بها إذا حدثا من السوداء فإنها إذا حدثا من البلغم كان حدوثهما في المشايج أولى.
58
[aphorism]
قال أبقراط: إذا بدأ الثرب يخرج فهو لا محالة * يعرض (5) .
[commentary]
التفسير:الثرب غشاء ينبسط على المعدة فما دونها فإذا ظهر منه شيء في جراحة برد الخارج وساء مزاجه بحيث لورد إلى الموضع عفن ولذلك يؤمن بقطع ما يظهر منه في الجراحات.
59
[aphorism]
قال أبقراط: من كان به وجع النساء وكان وركه ينخلع ثم يعود فإنه قد حدثت فيه رطوبة مخاطية.
[commentary]
التفسير: متى اجتمع في نقرة مفصل الورك رطوبة بلغمية مزلقة ابتليت بها رباطاته واسترخت خرجت عظم الورك خروجا سهلا. PageVW1P158B
60
[aphorism]
قال أبقراط: من اتعراه وجع في الورك مزمن فكان وركه ينخلع ثم يعود فإن رجله كلها تضمر وتعرج إن لم يكوي.
[commentary]
التفسير: قدم أن ذلك بحصول رطوبات مزلقة في مفاصل الورك ثم يعرض لها بطول الزمان إن يضمر لأنها تضعف بعدم الحركة الطبيعية وبقلة الاغتداء لأن تجاويف العروق التي هي مجارى الغداء ويصابه يلتوي ويلزم من ذلك أن يغتدي ويضمر ويعرج.
المقالة * السابعة (1)
1
[aphorism]
قال أبقراط: برد الأطراف في الأمراض الحادة دليل رديء.
[commentary]
التفسير: لأن برد الأطراف في الأمراض يكون من ضعف القوة عن بسط الحرارة ونشرته إلى الأطراف أو لاجتذاب الدم إلى باطن بجذب حرارة قوية بسبب ورم أو لهيب أياه، وكلا الوجهين رديئين.
2
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان علة في العظم وكان لون اللحم كمدا فذلك دليل رديء.
[commentary]
التفسير: لأنه يدل على فساد العظم واسوداده حتى يسود ما حولها من اللحم يميلان الصديد من اللحم إلى العظم.
3
[aphorism]
قال أبقراط: حدوث الفواق وحمرة العينين بعد القيء دليل رديء.
[commentary]
التفسير: حمرة العينين تتبع ورم الدماغ أو لفرط توجه المرار إلى الدماغ بالقيء، وهو رديء، وكالفواق بعد الاستفراغ يدل على أن تقلص غشاء المعدة بالفواق إنما هو لفرط اليبس وذهاب الرطوبات الأصلية، وذلك دليل سوء.
4
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث بعد العرق اقشعرار فليس ذلك بدليل محمود.
[commentary]
التفسير: لأنه يدل على أن الكيموس الذي اندفع بالعرق لم يكن نضيجا بل نيا اندفع لضعف القوة عن الإمساك إلى أوان النضج أو لسقوطها. PageVW1P159A
5
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث بعد الجنون اختلاف دم أو استسقاء أو حيرة فذلك دليل محمود.
[commentary]
التفسير: إذا انتقل المادة السوداوية من الدماغ وتوجهت إلى الأسافل بحدوث الاختلاف أو الاستسقاء انحل الجنون والحيرة، فالمراد هدق؟؟؟ (S4 هدو) الأعراض الجنون وسكونها، وذلك أيضا دليل خير لأن ا لمرض إذا سكنت أعراضه فقد خف وكان في طريق الزوال.
6
[aphorism]
قال أبقراط: ذهاب الشهوة في المرض المزمن والبراز الصرف دليل رديء.
[commentary]
التفسير: الحاجة إلى الغذاء بعد تطاول المرض شديدة جدا، فإذا سقطت الشهوة مع ذلك دل على غاية ضعف القوة الشهوانية وانخزالها، وأراد بالبراز الصرف ما لا يخالط المائية، وذلك أيضا رديء لدلالته على إفناء الحرارة رطوبات البدن.
7
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث من كثرة الشرب اقشعرار واختلاف ذهن فذلك دليل رديء.
[commentary]
التفسير: شرب الشراب إذا بلغ من كثرته أن يغمر الحار الغريزي ويخففه كالحطب الكثير النسبة إلى النار أحدث القشعريرة وبلاء الدماغ دما وريحا حارين إذا كان الشارب محور أو إذا حدث الاختلاط.
8
[aphorism]
قال أبقراط: إذا انفجر خراج إلى داخل حدث عن ذلك سقوط القوة.
[commentary]
التفسير: المرار بالخراج الدبيلة وهي إذا انفجر إلى داخل فإن انفجرت إلى المعدة أوجب القيء وإلى الصدر والرية أوجب الاختناق والسعال وإلى الأمعاء أحدث اختلاف المدة، وكل ذلك يوجب ضعف القوة. فكيف وقد عرفت أن كل انفجار كان دفعه أوجب الضعف والغشي؟
9
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث عن سيلان الدم اختلاف في الذهن PageVW1P159B أو تشنج، فذلك دليل رديء.
[commentary]
التفسير: اختلاف الذهن لدلالته على توجه المادة من العضو الأخس إلى الأشرف يدل على الشر والتشنج لدلالته على فرط تحلل الرطوبات.
10
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث عن القولنج المتعساذ منه قيء وفواق واختلاط ذهن وتشنج، فذلك دليل سوء إذا كان في العظم وكان لون اللحم عنها كمدا، فذلك دليل رديء.
[commentary]
التفسير: العرض اللازم لهذا المرض هو أن ينفذ الثفل إلى أسفل والقيء والفواق يدل على شدة السبب حتى لا تقدر الطبيعة على دفع شيء من الثفل إلى أسفل، فيميل إلى المعدة ويوجب القيء والفواق والتشنج والاختلاط بسبب مشاركة الدماغ أياه أيضا والعظم السبب وهو أدل على الشر.
11
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث عن ذات الجنب ذات الرية فذلك دليل رديء.
[commentary]
التفسير: لأن المادة لذات الجنب إن كانت كثيرة لا تسعها الأضلاع أنصب شيء منها إلى الرية وحدث ذات الرية ولا ينعكس لأن المادة في ذات الرية إن كانت يسيرة اندفعت بالنفث وإن كانت كثيرة اختنقت.
12
[aphorism]
قال أبقراط: ومن ذات الرية ا لسرسام.
[commentary]
التفسير: لأن السرسام يحدث فيها من فضل حاد مراري كثير يرتفع إلى الرأس ويوجب السرسام فيكون رديئا لدلالته على عظم السبب ولأن القوة لا تحتمل ضررتها بين العلتين العظيمتين.
13
[aphorism]
قال أبقراط: وعن الاحتراق الشديد التشنج والتمدد.
[commentary]
التفسير: لأنهما إذا حدث هذان المرضان من الاحتراق كان حدوثهما من جفاف العصب بفناء الرطوبات الأصلية.
14
[aphorism]
قال أبقراط: وعن الضربة في الرأس البهتة في الرأس واختلاط الذهن رديء.
[commentary]
التفسير: PageVW1P160A البهتة هي أن يبقي الإنسان ساكنا لا يعقل من أمره شيئا وهذه واختلاط الذهن يدلان على وصول آفة الدماغ إلى جوهر بطون الدماغ ووهن افعالها واضطراب قواتها.
15
[aphorism]
قال أبقراط: وعن نفث الدم نفث المرة.
[commentary]
التفسير: ذلك لأن الدم قد استحال إلى المرة بعجز الطبيعة عن دفعة حتى اجتمع وبقي إلى أن يستحيل مرة.
16
[aphorism]
قال أبقراط: وعن نفث الدم السل والسيلان، فإذا احتبس البصاق مات.
[commentary]
التفسير: المرة بحراقتها وحدتها تقرح الرية وتوجب السل، وإذا كان معها السيلان، وهو إطلاق البدن، كان ذلك دليلا على غاية ضعف القوة، وخصوصا إذا احتبس البصاق. فإذا ذلك يكون عن عجز الطبيعة عن دفع المادة بالنفث، فيجتمع ويموت اختناقا.
17
[aphorism]
قال أبقراط: وعن ورم الكبد الفواق.
[commentary]
التفسير: لأن الورم إذا كان عظيما ضغط المعدة وإذا كان فيه ريح منعها عن النفوذ وحدث من ذلك الفواق.
18
[aphorism]
قال أبقراط: وعن السهر التشنج واختلاط الذهن.
[commentary]
التفسير: ذلك لدلالتهما على فرط التحلل وجفاف العصب.
19
[aphorism]
قال أبقراط: وعن انكشاف العظم الورم الذي يدعى الحمرة.
[commentary]
التفسير: الحمرة تحدث عن المرار وإذا انحلت المرار إلى العظم أكلت اللحم بحدتها وعنتته ومنعت الاندمال الصحيح.
20
[aphorism]
قال أبقراط: وعن الورم الذي يدعى الحمرة القرصة والتقيح والعفونة.
[commentary]
التفسير: لأنه يكون الفاعل للتقرح والعفونة في الحمرة إنما هو المرار فيدل على شدة النكاية ووصول التأثير إلى عمق الأعضاء وإلى العظم لأن المرار يغوص بحدتها.
21
[aphorism]
قال أبقراط: وعن الضربان الشديد PageVW1P160B في القروح انفجار الدم.
[commentary]
التفسير: ذلك لأن الضربان يدل على مجاورة الورم للشريان فيكون الانفجار عن الشريان وذلك خطر عظيم.
22
[aphorism]
قال أبقراط: وعن الوجع المزمن فيما يلي المعدة التقيح.
[commentary]
التفسير: ذلك لدلالة الوجع المتطاول الزمان على ورم غير النضج.
23
[aphorism]
قال أبقراط: وعن البراز الصرف اختلاف الدم.
[commentary]
التفسير: البراز الصرف وهو ما لا يكون معه مائية بل مرار يقرح الأمعاء ويوجب اختلاف الدم.
24
[aphorism]
قال أبقراط: وعن قطع العظم اختلاط الذهن إذا نال الموضع الخالي.
[commentary]
التفسير: عنى بالعظم عظم الياقوخ وبالخالي السطح الداخل من القحف، وهذا القطع إذا كان معه اختلاط في العقل كان رديئا لدلالته على وصول الافة إلى جوهر الدماغ وبطونه.
25
[aphorism]
قال أبقراط: التشنج من شرب الدواء مميت.
[commentary]
التفسير: لأنه يدل على ذهاب الرطوبات الأصلية.
26
[aphorism]
قال أبقراط: برد الأطراف في الوجع الشديد فيما يلي المعدة رديء.
[commentary]
التفسير: ذلا لدلالته على أن الوجع الشديد منقبض بسببه الحار الغريزي ويتبعه الدم حتى لاىخ؟؟؟ (S4 يخلو) الأطراف عن الدم أو الحرارة التي تقتضيها الوجع الشيدي بجذب الدم من الأطراف إلى جوف، وفي ذلك خطر عظيم.
27
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث بالحامل زحير كان سببا لأن تسقط.
[commentary]
التفسير: الزحير قرحة في الأمعاء المستقيم وتطالب صاحبها بالقيام المتواتر، وبين المعاء المستقيم والرحم مجاورة، فيتادي إليه الأذى ويتحرك الرحم بحركتها حركة متواتر حتى يضعف الجنين ويسقط.
28
[aphorism]
قال أبقراط: إذا انقطع شيء من العظم أو من الغضروف لم يلتحم.
[commentary]
التفسير: PageVW1P161A أي لم ينبت عوضه وقد مر تعليله.
29
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث بمن قد غلب عليه البلغم الأبيض اختلاف قوي انحل عنه مرضه.
[commentary]
التفسير: أطباء اليونان جرت عادتهم بتسمية الاستسقاء اللحمية بلغما أبيض لغلبة البلغم في الاستسقاء غالبا. وإذا حدث بالمستسقى اللحمي أطلاق كثير زال مرضه.
30
[aphorism]
قال أبقراط: من كان به اختلاف وكان ما يختلف به زبديا فقد يكون سبب اختلافه شيء ينحدر من رأسه.
[commentary]
التفسير: الزبد في الرطوبات يحدث بسبب احتباس أجزاء هوائية في وسطها وتشتبك الأجزاء المائية حول الأجزاء الريحية. فيدل على نزول ما يأتي في الإسهال من أعالى البدن ولأن هذا الاشتباك يحتاج إلى زمان طويل فيدل على أنه يأتي من موضع أبعد وهو الدماغ. وهدا بحسب الغالب لأنه ذكره بصيغة قد حيث قال: فقد يكون سبب اختلافه شيء ينحدر من رأسه.
31
[aphorism]
قال أبقراط: من كانت به حمى فكان ما يرسب في بوله ثقل شبيهة بالسويق الجريش فذلك يدل على أن مرضه طويل.
[commentary]
التفسير: هذا النوع من الرسوب إما لانجراد الأعضاء أو لأن الحرارة ميزت بعض الدم من الكبد واجمدته باحتراق أو لأن الحرارة احترقت البلغم وجففته، وهذا يدل إما على الهلاك أو طول المرض لأن الطبيعة تحتاج في نضج أمثال هذه الأثفال وإصلاحها إلى زمان طويل.
32
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان الغالب على الثفل الذي في البول المرار، وكان أعلايا رقيقا على أن المرض حاد.
[commentary]
التفسير: المرار إذا أطلق يزاد بها الصفراء والمرض الصفراوي حاد سريع PageVW1P161B البرء والهلاك، وإذا كان على القارورة رقيقا كان ميل الرسوب إلى أسفل وميله كلما كان إلى السفل كان دالا عل النضج وسرعة انقضاء المرض.
33
[aphorism]
قال أبقراط: من كان بوله متشتتا دل على أن في بدنه اضطراب قوي.
[commentary]
التفسير: البول المتشتت هو ما يختلف ادراره في القوام ويتقسم إلى أجزاء مائية وأجزاء أخرى متفرقة فيها، وإذا رسبت تلك الأجزاء سمية نخالية ويدل ذلك على انجراد سطوح الأعضاء، ودلالته على الضطراب لأنه يدل على مقاومة الطبيعة والمرض لأنه لو غلبت الطبيعة كانت مستويا. وقد يكون من جرم المثانة أيض لكن لا يكون معه حمى والتهاب وضعف.
34
[aphorism]
قال أبقراط: من كان فوق بوله غبب دل على أن علته في الكلي وانذر منها بطول.
[commentary]
التفسير: الغبب هي النفاخات التي تظهر على رأس القارورة، وسببه رطوبة لزجة يخالعها ريح يزرق مع الماء، ويكون ذلك بحسب الغالب من الكلية لأنه لو كان ما فوقها كان حرارة الكبد يقطع اللزوجة ويخلل الريح ودلالة على طول المرض لدلالته على لزوجة المادة.
35
[aphorism]
قال أبقراط: من رأي فوق بوله دسم جملة دل ذلك على أن في كلاء علة حادة.
[commentary]
التفسير: دسومة البول يدل على ذوبان الشحم الكلية أو شحم سائر البدن أو اللحم السمين، لكن إذا كان كثيرا ومتميزا عن البول ليس الأمر كثرة الحرارة النارية في الكلي وذوبان شحمها وهو المراد بقول الإمام: فوق بوله دسم جملة.
36
[aphorism]
قال أبقراط: من كانت به علة في كلاء وعرضت له هذه PageVW1P162A الأعراض التي تقدم ذكرها وأحدث به وجع في عضل صلبه، فإنه إذا كان ذلك الوجع في المواضع الخارجة فيوقع خراجا يخرج به من خارج، وإن كان ذلك الوجع في المواضع الداخلة، فأحرى أن يكون الدبيلة من داخل.
[commentary]
التفسير: إذا دل العلامات على وجود المادة في الكلية ودل الوجع على احتباس المادة فيها فيتوقع حدوث خراج إما إلى داخل إن مالت المادة إلى داخل وإما إلى خارج إن كان ميلها إلى خارج.
37
[aphorism]
قال أبقراط: الدم الذي يتقيأ من غير حمى سليم، وينبغي أن يعالج صاحبه بالأشياء القابضة، والدم الذي يتقيأ مع الحمى رديء.
[commentary]
التفسير: إذا كان في الدم مع الحمى كان مع ورم، فلا يمكن استعمال القوابض، وإن لم يكن مع حمى كان انتفاخ عرق أو قرحة من غير ورم، وذلك يحتاج إلى القوابض فقط.
38
[aphorism]
قال أبقراط: النزلة التي تنحدر إلى الجوف الأعلى تتقيح في عشرين يوما.
[commentary]
التفسير: الجوف الأعلى بحر الصدر ويشغله الرية والنزلة التي هذا شأنها يكون بحرانها فيما بين الأمراض الحادة والمزمنة، فيكون تقيحها، أي نضجها، متوقفا في اليوم العشرين وهو الأسبوع الثالث.
39
[aphorism]
قال أبقراط: من بال دما غبيطا وكان به تقطير البول وأصابه وجع في نواحي السرة (Both V4 and S4 corr. in marg الشرج) والعانة دل على أن في شانته وجع.
[commentary]
التفسير: قدم تفسير هذا الفصل في أواخر المقالة الرابعة.
40
[aphorism]
قال أبقراط: متى عدم اللسان بغتة قوته واسترخى عضو من الأعضاء فالعلة سوداوية.
[commentary]
التفسير: المراد من قوله عدم اللسان قوته أي بطل حسه وحركته لأن عطف PageVW1P162B عليه استرخاء سائر الأعضاء وبطلان الحس، والحركة قد تكون من سوء مزاج في العضو أو خلط أو ورم أو سدة، وقد يكون لأن الخلط السوداوي غلظت الروح النفساني في الدماغ وكدره بحيث يمتنع من النفوذ في المجاري أو نفذ لغلظه لا تعمل قواه أفعالها، والذي يكون بغتة هو هذا السبب لأن سائر الأسباب لا يكون إلا بالتدريج، وهذا كما حكينا عن روفس أنه شاهد مجنونا لم يحس بالحرق.
41
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث بالتشنج بسبب استفراغ غشي أو قيء أو فواق أو تشنج فليس ذلك بدليل محمود.
[commentary]
التفسير: لأن ذلك الفواق يكون من يبس، وإنما خصة بالتشنج لأنه أقبل لذلك لجفاف الأعضاء الأصلية.
42
[aphorism]
قال أبقراط: من أصابه حمى ليس من مرار ينصب على رأسه خاتر (S4 حار) كثير انقضت بذلك حماه.
[commentary]
التفسير: أراد بذلك حمى اليوم فإنها تنتفع بصب الماء الحار لأنها تحلل وتوسع المسام وتعين على التحليل، وكذلك الحميات المحتاجة إلى التحليل إما إذا كان الحمى من المرة زادها تطول الماء الحار حدة.
43
[aphorism]
قال أبقراط: المرأة لا تكون ذات اليمينين.
[commentary]
التفسير: اليمين هو الجانب الذي يتمكن من الأفعال تمكنا تاما بقوة ولحمال؟؟؟، والرجل المتوفر القوة والحرارة الغريزية فقد يكون ذات يمينين، أي يمكنها من أفعاله من كلي الجانبين بالسواء تمكنا تاما، ويبعد ذلك في النساء لضعف قوتها وقوة حارها الغريزي.
44
[aphorism]
قال أبقراط: من كوي من المتقيحين فخرجت منه مدة بيضاء نقية فإنه يسلم، وإن خرجت منه مدة سوداء حمائية فإنه يهلك.
[commentary]
التفسير: المراد بالمتقيح الذي يكون في صدره قيح فيخرج بالكي والمدة النقية PageVW1P163A البيضاء دالة على النضج كما في الرسوب لأن اللون الطبيعي للأعضاء الأصلية ذلك وإذا كان كمدا اللون دل على عفنه وفساده.
45
[aphorism]
قال أبقراط: من كانت في كبده فكوى فخرجت منه مدة بيضاء نقية فإنه يسلم، وذلك أن المدة في الغشاء وإن خرج منه شبيه بثفل الزيت هلك.
[commentary]
التفسير: إذا كان المدة في الغشاء ولم يبلغ إلى جرم الكبد كان بيضاء لبياض لون الغشاء، ويكون سليما، وإذا كان زيتيا دل على أنها يأتي من الكبد من قعره ولأن بياض المدة دال على نضجه.
46
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان في العينين وجع فاسق صاحبه شرابا صرفا ثم أدخل في الحمام وصب عليه ماء حار كثير ثم يفصد.
[commentary]
التفسير:هذا التدابير إن كانت مفرقة على علل مختلفة فقد مضى شرحه، وإن فهمت بالترتيب فقال جالينوس إنه ليس من كلام أبقراط، فإن وجع العين إذا كان من امتلاء الدم لم يحتمل الشراب والحمام يمكن أ ن يكون المراد بذلك إن يكون امتلاء الدم من دل غليظ جدا لا يخرج بالفصد بل يحتاج أن يلطف ويرقق أولا بالشراب والحمام.
47
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث بصاحب الاستسقاء سعال فليس يرجى.
[commentary]
التفسير: قدم هذا الفصل مع شرحه في المقالة السادسة.
48
[aphorism]
قال أبقراط: تقطير البول وعسره يحلها الفصد وشرب الشراب، وينبغي أن يقطع العروق الداخلة.
[commentary]
التفسير: إذا حدث هذان المرضان من ورم أو مادة جاردة يحلهما فصد العروق الداخلة، أي فصد الصافن من رجلين والأبطى من اليدين، وإن كان من مادة غليظة أو ضعف أو سدة يحلها الشراب.
49
[aphorism]
قال أبقراط: PageVW1P163B إذا ظهر الورم والحمرة في مقدم الصدر فيمن اعتراه الذبحة كان ذلك دليلا محمودا لأن المرض قد يكون مال إلى خارج.
[commentary]
التفسير: الذبحة تورم في داخل الحنجرة يضيق على الات النفس ويمنع الاستنشاق، فإذا مال إلى خارج أومن من الاختناق.
50
[aphorism]
قال أبقراط: من أصابته في دماغه العلة التي تقال لها سقاقلوس فإنه يهلك في ثلاثة أيام، فإن جاوزها فإنه يبرأ.
[commentary]
التفسير: فساد العضو واسوداده بالعفونة حتى يكان يبطل فيه الحس والحركة تسمي سقاقلوس، وهذا المرض لعظم لا يحتمله الدماغ إلا قليلا، فيكون حارا جدا، فيكون بحرانها لا يتجاوز الثالث.
51
[aphorism]
قال أبقراط: العطاس يكون في الدماغ إذا سخن الدماغ ورطب الموضع الخالي منه وانحدر الهواء الذي فيه فيسمع له صوت لأن خروجه ونفوذه يكون في موضع ضيق.
[commentary]
التفسير: العطاس يكون لأذى يلحق بعض أجزاء الدماغ فينهض الطبيعة لدفعه بهواء كثير يحتد به ثم يدفعه كما يفعل بالانبوب إذا انفخ ليخرج ما فيه، ويحتاج في العطاس أن يستنشق الإنسان هواء يملاء به ريته ودماغه ليخرج ما في الرية دفعة بالارتفاع إلى الدماغ بانقباض الصدر، ويدفع ما في الدماغ بحركة من الطبيعة ويخفف ثقل الدماغ ويبقي المجاري بين الدماغ والأنف. وإذا كان في المواضع الخالية من الدماغ، وهي بطون الدماغ، رطوبة، وفيها حرارة تحلل تلك الرطوبات وتجعلها أجزاء هوائية وتندفع بالعطاس والصوت يحصل مما ذكر من خروج هواء كثير من موضع ضيق دفعة بقوة عنيفة.
52
[aphorism]
قال أبقراط: من كان به وجع شديد PageVW1P164A في كبده فحدثت به حمى حلت ذلك الوجع عنه.
[commentary]
التفسير: الوجع الشديد في الكبد من غير حمى لا يمكن إلا لريح نافخة أو مادة باردة، فيحلها الحمى.
53
[aphorism]
قال أبقراط: من احتاج إلى أن يخرج من عروقه دم فينبغي أن يقطع له العرق في الربيع.
[commentary]
التفسير: وهذا الفصل مع تفسيره قدم في أواخرة المقالة السادسة.
[aphorism]
قال أبقراط: من يخثر فيه بلغم لكن بين المعدة والحجاب فأحدث وجعا إذا كان لا منفذ له ولا إلى واحد من الفضائين، فإن ذلك البلغم إذا جرى في العروق إلى المثانة انحلت عنه علته.
[commentary]
التفسير: لما كان الوجع من احتباس المادة بين المعدة والحجاب ولم يكن له منفذ إلى أحدث الفضائين، أعني الصدر والبطن، فانحلت تلك المادة وسالت في العروق وجب زوال الوجع لزوال سببه.
54
[aphorism]
قال أبقراط: من امتلاء كبده ماء، ثم انفجر ذلك الماء إلى الغشاء المستبطن، امتلاء بطنه ماء ومات.
[commentary]
التفسير: إذا انفجر الماء من الكبد إلى البطن في الطريق الذي بين السرة والكبد اجتمع تحت غشاء البطن وحدث ا لاستسقاء وحكمه بالموت من حيث ان الاستسقاء يقضي إلى الموت غالبا.
55
[aphorism]
قال أبقراط: الفواق والقلق والتثاوب والاقشعرار قد يبريه شرب الشراب إذا أمزج واحد بواحد سواء.
[commentary]
التفسير: القلق والتثاوب والأقشعرار التي تزول بشرب الشراب، وهذه الأعراض تحدث في الأصحاء لأسباب بدنية وأسباب نفسية. أما البدنية فالقلق يحدث من فضل مصبوب في جرمها لا في فضائها مواد يعرض لصاحبها ان يميل إلى ان ينتقل من الحال التي PageVW1P164B عليها إلى حال أخرى، وهو المراد بالقلق، وعلى هذا النحو يعرض القلق للمرضي، فإنهم يميلون ان ينتقلون من الشكل الذي اضطجعوا عليه إلى شكل آخر. والتثاوب يعرض لانبساط عضلات الفكين من دفع ما عليها من البخار والرطوبة اليسيرة. والقشعريرة من رطوبات كثيرة على العضلات. والشراب ينفع جميع ذلك بما ينضج ويلطف ويحرك على الاستسقاء. وأما الأسباب النفسانية، فمثل الوحدة وطول الفكر، فإن الإنسان إذا طال تفكره في المطالب العلمية أو في غيرها، ضجر وقلق ومال إلى موانسة صديق يستأنس وإلى تفرح بالانتقال من موضع إلى موضع، ويكسر بدنه. وشرب الشراب ينفع ذلك بما يوجب الراحة والترطيب وتبديل ما تحلل.
56
[aphorism]
قال أبقراط: من تزعزع دماغه فإنه يصيبه في وقته سكتة.
[commentary]
التفسير: الزعزعة حركة شديدة خارجة عن الطبع يعرض للدماغ عند ما يقع الإنسان من موضع عال، فيقع على رأسه أو ينال ضربة قوية على رأسه، فيعرض عند ذلك تمدد في بعض الأعصاب وانهتاك في بعضها وينقبض الروح النفساني في الباطن ويمتنع قواها عن التصرفات حتى يبطل الحس والحركة ويعرض السكات.
57
[aphorism]
قال أبقراط: من كان لحمه رطبا فينبغي أن يجوع، فإن الجوع يجفف الأبدان.
[commentary]
التفسير: الرطوبات التي في البدن دائما إنما هي في التحلل واستمرارها إنما هو بطريق إبراد البدن، فإذا انقطع أو قل فىىت؟؟؟ الرطوبات وعرض الجفاف للبدن.
صفحة غير معروفة