98 ... والرابعة من المنبر والخامسة من رحبة المسجد، وتسمى أسطوانة التوبة، وتعرف باسطوانة أبي لبابة بن عيد المنذر اخي بني عمر بن عوف، من الأوس، احد النقباء. ارتبط اليها لأنه كان حليف بني قريظة فاستشاروه في النزول على حكم النبي صلى الله عليه وسلم واجهش اليه النساء والصبيان يبكون فرق لهم؛ فقال لهم: نعم؛ واشار بيده إلى حلقه هو اذلبح؛ قال فوالله ما زلت قدماى حتى علمت اني خنت الله ورسوله؛ فلم يرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومضى فارتبط إلى جذع موضع اسطوانة التوبة بسلسلة ثقيلة يضع عشر ليلة حتى ذهب سمعه فما كاد يسمع؛ وكانت البنته تحله إذا حضرت الصلاة وإذا أراد أن يذهب لحاجته ثم يأتي فترده في الرباط وأنزل اله تعالى فيه (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول) الآية.
وحلف لا يحل نفسه حتى يحله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم.
(أما لو جائني لاستغفرت له فأما فعل ذلك فما أنا الذي أطلقه حتى يتوب الله عليه (فأنزلت توبته سحرا في بيت أم سلمة؛ فحله صلى الله عليه وسلم فعاهد الله ألا يطأ بني قريظة أبدا ولا يراني الله في بلد خنت الله ورسوله فيه أبدا وقيل: سبب ارتباطه بها تخلفه في غزوة تبوك والله أعلم.
قلت: والصحيح أنهما واقعتان وقال بعض مشايخ المدينة: هي في آخر صف من الروضة وهي الاسطوانة الملاصقة للشباك على ما ذكره عبد الله بن عمر وتبعه مالك بن أنس. وما قيل أنها غيرها فغلط أوجبه أشياء يطول ذكرها. انتهى.
صفحة ٩٨